الفصل السادس عشر

46.2K 1K 14
                                    

الفصل السادس عشر
(وقف شهاب امام افراد عائلته مترددآ ماذا يقول وماذا يفعل كل ما يدرك الان فقط ان قلبه يعاني ... نظر لوالدته التي تسأله بلهفه عارمه عن هدير قائله ...)
هند :طمني ياشهاب يابني ... لقيت هدير
شهاب :ماعتش له لزوم اننا ندور عليها يا امي ... هدير اختارت انها تبعد عننا ومشيت
هند :ايه اللي انت بتقوله ده ... هدير فين
شهاب : خرجت من حياتنا و رجعت لحياتها خلاص
عبدالعزيز :معلش يا ولدي ... بس كان لابد من ان ده يوحصل ... مكنش ينفع تفضل جاعده اهنه وتشوفك وانت بتتجوز واحده تانيه  ... كانت هتتوجع جوي
(نظرت هند الي ولدها والدموع تنحدر من عيناها علي فراق غاليتها قائله ...)
هند :وهي كده قلبها مش موجوع ... انت ياشهاب قلبك مش موجوع ... تقدر تقولي هتعيش ازاي بعيد عنها ... هتتجوز واحده مابتحبهاش ازاى
  عبدالعزيز :الجوازه دي مش هتبجي جوازة حب يا هند ... دي جوازة مصلحه ... الهدف منها ان سلسال الدم اللي بينات العيلتين يتجطع
(ابتلعت هند ريقها وقد حسمت امرها قائله ..)
هند :طب حيث كده بقي يبقي تقطعوا سلسال الدم ده ... ومن غير ما تتمموا الجوازه دي
عبدالعزيز :كيف يعني يا بتي
هند :زي مابقولك كده يا حج ... احمد جوزي الله يرحمه يبقي من عيلة من عيلة الرواي
(نظر كلآ من شهاب و عبدالعزيز بعضهم الي البعض في تعجب وتساؤل ليقطع حيرتهم كلمات عبدالعزيز متسائلآ ...)
عبدالعزيز :ايه اللي انتى بتجوليه ده ياهند
هند :هي دي الحقيقه يابابا
شهاب :ازاي .. في كل الاوراق مكتوب
(قاطعته هند قائله ..)
هند :مكتوب احمد ابراهيم مهران ... ابوك كان من الفرع الفقير اللي في عيلة الراوي يا شهاب ... ومكنش فيه بينهم علاقه ... ومكنوش بيكتبوا لقب عيلة الراوي في اساميهم ... كانوا بيسعوا انهم يبقوا حاجه في البلد ويبنوا نفسهم بنفسهم
(ثم وجهت نظرها الي والدها قائله ...)
ولما احمد جه عشان يتقدملي يا بابا انت بمجرد ما بصيت ليه وعرفت من شكله انه علي قد حاله رفضته من غير ما تسأل عنه ولا عن اسمه حتي .... ولما حكمتوا عليه اني اتجوز حسين الرواي مكنش فيه قدامنا غير حلين اتنين بس ... يا اما انت توافق علي جوازنا وطبعا انت رفضته وكان حكمكم نهائي يا اما اهرب انا وهو ونبعد عن هنا .... وعشان كدا هربنا مع بعض وربنا رزقنا بشهاب وكنا  ناويين نرجع تاني ونعرفكم الحقيقه لولا الحادثه اللي حصلت و.....
(صمتت هند ونظرت الي شهاب وعبدالعزيز ولاحظت مدي دهشتهم بما يسمعان منها فقالت ...)
هند :ارجوك يا بابا وقف الجوازه دي ... انا مش هسمح لأبني انه يدمر نفسه بجوازه مصلحه ... ماينفعش اخلي ابني يواجه اللي انا هربت منه زمان
(ثم نظرت الي شهاب قائله ...)
هند :روح لهدير يا شهاب ... اوعي تتخلا عنها ... ماتسيبش حب عمرك يضيع من بين ايدك
(وقف شهاب للحظات محاولآ ان يستوعب الامور ثم امسك رأس والدته ليطبع قبله علي جبينها نظر الي جده عبدالعزيز قائلآ ...)
شهاب : انا عمري مارجعت في كلامي يا جدي ... بس المسأله دلوقتي مرتبطه بالقلب ...  ماينفعش اظلمه او ادوس عليه ... سامحني مش هقدر اتجوز غير هدير
(نظر عبدالعزيز لابنته ثم نظر الي شهاب قائلآ عبدالعزيز :... روح يا ولدي ... دور علي مرتك
(فرح شهاب من موافقة جده علي قراره  ثم خرج من المنزل مسرعآ ليستقل سيارته وينطلق بها ولكن يستوقفه محمود مناديآ عليه ...)
محمود :شهاب ... استني ... انت رايح فين
(اوقف شهاب سيارته وقال ....)
شهاب :رايح لهدير
محمود :انت عرفت مكانها ... انا بدور عليها من ساعتها ومش لاقيها
شهاب :ايوه عرفت مكانها ورايخ عشان ارجعها
محمود :طب اجي معاك
شهاب :يلا بينا
(استقل محمود السياره مع شهاب وانطلقا في طريقهم ....اما هنا حيث الظلمه الكآبه كانت تجلس حسناء برداءها الاسود امام مقبرة محمد حبيب قلبها الاول قائله ببكاء وعويل ...)
حسناء :شوفت يا محمد .. اخوك طلع خاين ... اخوك بيحب مراتك .. هو كمان مفكرك ميت زي باقي الناس ...فاكر ان عشان جسمك اتدفن تحت التراب تبقي خلاص ماضي ... ويبقي من حقه انه يحبني او يفكر فيه ... بس ازاي جاله قلب انه يخونك ... انا بكرهه ... ايوه بكرهه ومش قادره اني اشوفه .. انسان مريض ..مش شايف انك عايش ... ايوه انت عايش جوايا .. بحس بيك في كل حاجه حواليا .. بشم ريحتك في الهوا اللي بتنفسه .. لما بعيط بحس بيك بتطبطب علي ضهري وتاخدني بين احضانك وتواسيني ... انت لسه عايش جوايا ومش هسمح لحد انه يموتك
(اما هنا ترجلت هدير من سيارة التاكسي قائله ..)
هدير: لحظه واحده بس هجيب لحضرتك الفلوس من جوا
السائق :الله يكرمك يابنتي ما تتأخريش المشوار كان طويل اوي ولسه هرجع
هدير :ماتقلقش 5 دقايق بس
(توجهت هدير لتدلف الي احد الابنيه العملاقه في منطقه راقيه للغايه ... صعدت الي الدور الثاني ولكنه وقفت محتاره لدقائق حين ادركت ان المفاتيح ليست بحوزتها ولكنها سرعان ما تذكرت انها دائمآ تضع نسخه من مفتاح الشقه تحت السجاده الموضوعه امام الباب كي  يسهل للخادمه الدخول عندما تكون هدير بالخارج ....أخذت هدير المفتاح وفتحت الباب وسرعان ما توجهت الي غرفتها الخاصه وفتحت خزانة ملابسه لتخرج المال منها لتهبط وتدفع المال للسائق ... انصرف السائق وعادت هدير متوجهه الي البنايه ولكن هيهات فقد وقعت مغشيآ عليها بعدما جاء رجلا من خلفها واضعآ منديلآ مرشوشآ بماده مخدره علي انفها ليحملها الرجل ويضعها بسيارته لينطلق سائق السياره في طريقه ... اما في منزل جمال جلس مجدي مع شقيقته وهو ممسكآ بالهاتف يتحدث فيه مع شهاب قائلآ ...)
مجدي :معقول الكلام ده ... ليه محدش قالنا
(قلق مجدي بث في قلب شقيقته رحمه القلق والرهبه لتنظر له متسائله ...)
رحمه :خير يا ابيه فيه ايه
(حرك راسه لها ليلهمها الصبر والانتظار حتي انهاء المكالمه فقال ...)
مجدي :طيب انا هجيب رحمه ونتقابل عند جدي
(ثم اغلق الهاتف ونظر لرحمه قائلآ ...)
مجدي :هدير مرات شهاب سابت البيت ومشت
رحمه :ايه اللي انت بتقوله ده يا ابيه .. معقول
مجدي :هشام لسه قايلي دلوقتي ..سابت البيت وشهاب راح وراها .. تيجي معايا عند جدي وعمتي
رحمه :يلا بينا عمتوا زمانها زعلانها اوووي
(خرجا معآ من المنزل وتوجها الي منزل جدهم ليجدا جدهم وعمتهم وهشام وهاجر في جابه يرثى لها فجلست رحمه الي جانب هند قائله ...)
رحمه :ماتزعليش نفسك يا عمتوا ... ان شاء الله ابيه شهاب هيجبها ويجي بسرعه
هاجر :بس هي مشت ليه
رحمه :مااستحملتش ياهاجر ... ازاي تقدر تستحمل ان جوزها يتجوز واحده تانيه عليها .. الانسان اللي بتحبه واحده تانيه هتشاركها فيه وكل يوم بيفوت عليها وهي هنا كان معاد الفرح بيقرب والحبل اللي ملفوف حوالين رقبتها بيخنقها اكتر
(بينما كان هشام يستمع الي حديث رحمه استوعب كم كان جرحه لها مؤلم للغايه ... فكم مره كان يتعمد ان يتقرب من رهف امامها ... كم مره كان يظهر حبه لرهف امامها .. كم مره حرق قلبها بنيران الغيره ...وبينما كان يفكر هو في دوامة خواطره قالت هند ...)
هند :عندك حق يا رحمه ... كلنا كنا بنوجع فيها من غير مانقصد
رحمه :هدير قلبها اتوجع اوي يا عمتي ... وجعها كان اقوي من حبها وتقبلها للموضوع
هشام :وليه ما اتكلمتش ... ليه ماقلتش لا انا مش قابله الوضع ده ... ليه تهرب
رحمه :انت عاوزها تطلب الحب منه شهاب ... عايزه تستعطفه ... ليه هو ماحسش بيها ... ليه يقبل بوضع هو متأكد انه هيجرحها ... ليه مابصش في عينيها وفهم اللي كانت هي بتحاول تخبيه
(كان كل منهما ينظر الي الاخر وكأنه يسأله عن ذاته ويتمني ان يعرف الاجابه منه عن امر مايدور بينهم لتتدخل هند في حديثهم قائله ..)
هند :وليه بنفضل اننا نخبي مشاعرنا جوانا ونحبسها لحد ما تموت ... ليه مانتكلمش ونقول كل حاجه بصراحه
رحمه :كبريائنا بيحكمنا ياعمتي
هاجر :وهو فيه في الحب كبرياء
رحمه: هتساوي ايه لما هدير تصرخ في وش شهاب وتقوله لا ماتتجوزش عليه ... انا مش عايزه حد يشاركني فيك ... افهمني وبص في عينيه انا بحبك ياغبي ... وهو بكل برود يرد يقول ... معلش اصلي لو ما اتجوزتهاش هيقتلوني
هشام :كان ممكن ينفذ طلبها ويفضل معاها
مجدي :ماهو لو كان فهمها وفهم حبها ليه مكنش اختار انه يوجعها من البدايه .. ... مكنش اختار انه يشوف الدموع في عينيها
هشام :كان غصب عنه
(كان هشام يدافع عن شهاب وكأنه يدافع عن نفسه ... كان يريد ان يقف امام حبيبته الاولي والاخيره رحمه ويصرخ في وجهها بكل الحب قائلا ... انا اسف .... سامحيني ... كان غصب عني ... قربي من غيرك كان عشان تحسي بيا .... ولكن هيهات فجائته الصاعقه في صورة كلمات منها و ....)
رحمه :مفيش حاجه اسمها غصب عنه ... القرار كان في ايده وهو اللي اختار ... غصب عنى دي شماعه بعلق عليها اخطائي
(في منزل محمود دلفت حسناء اليه متجاهله خالتها التي تجلس في حاله من القلق والخوف عليها وتتوجه الي غرفتها مباشرة تاركه خالتها توجه لها الكلمات والاسئله عن اين كانت ولما تأخرت ويجب عليها ان تطمأنها عليها .... اغلقت حسناء بابها عليها والقت بنفسها علي فراشها في هدوء وسكينه .... فكانت كالمغيبه عن الدنيا لا تدري شئ عما يدور حولها .... وصل شهاب ومحمود الي منزل هدير الخاص ولكنهما  فوجئا بالباب المفتوح ولكنها ليست موجوده بحثا عنها في كل مكان ولكن هيهات ... لا يوجد لها اي اثر ... نزلا الي الشارع فقد اصبح الوقت نهارآ ودبت ارجل الناس في المكان ... سألا عنها كل من يقابلاه ولكن ليس لها اي اثر حتي توصلا ان بامكانهما مشاهدة الكاميرات المعلقه علي مدخل العماره وبالفعل شاهدوها وما رؤه لم يسرهم ابدآبل العكس ازاد من خوفهم وقلقهم ... فقد اتضح والامر انه تم اخطتافها ...وفي مكان اخر في غرفه مغلقه كاحلة الظلام فتحت هدير عيناها نظرت حولها ولكن دون فائده لم تتعرف علي المكان ... للحظات ظنت ان من اخذها هذه المره ايضآ هو شهاب ... صمتت تفكر للحظات وتتمني قعلا ان تكون اثيره لديه هذه المره ايضآ ولكن بتر تفكيرها سماعها لصوت باب الغرفه وهو يفتح انتظرت للحظات انت تسمع اي صوت ولكن سرعان ما سمعت صوت رجل غريب عليها قائلآ ...)
الرجل :حاولتي تهربى مني علي قد ماتقدري وفي الاخر وصلتلك برده
(كانت هدير تسمعه في تعجب حتي انهي كلامه فصرخت به متسائله ...)
هدير :انت مين
الرجل :معقول ماتعرفنيش ...انا جوزك
(ثارت هدير عليه بغضب كبير قائله ...)
هدير :جوزي مين ... انت مجنون
(اطلق الرجل ضحكه عاليه ثم قال ...)
الرجل :انا عازرك ... واحده اكتشفت فجآه انها متجوزه من واحد ماتعرفوش ... واحد عمرها ما شافته .... معلش
هدير :انت اكيد غلطان .. ممكن تكون قاصد واحده تانيه غيري
الرجل : انا متأكد انه انتي ... هدير محسن ابوالوفا ... في الحقيقه احنا جوازنا كان عباره عن صفقه مش اكتر .... اطلع ابوكي من السجن ويجوزك ليا ... وده اللي حصل
(كانت هدير تخرج من صدمه تدخل في اخرى فتساءلت بهذيان ...)
هدير :ايه اللي انت بتقوله ده ... بابا طلع من السجن
الرجل :ايوه .. محسن بيه دلوقتي سافر برا البلد ... وقبل ما يسافر مضى كوكيل ليكي علي عقد جوازنا انا وانتي .... يعني انتي دلوقتي تبقي مرات شاكر بيه العزاوي اكبر رجل اعمال في المنطقه العربيه
____________\\

اخذنى بذنب ابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن