شخص غريب

623 12 5
                                    

اليوم اول يوم لي في الجامعة، شعرت بالسعادة عندما دخلت الجامعة كانت تبدو و كانني في حلم، لم أتوقع في يوم من الأيام ان الحلم يتحقق ، مر اليوم بسلام ، شعرت بالجوع فقررت ان اجلس في الكافيتيريا اتناول شيئا، و ما ان جلست حتى جاءت فتاة من حيث لا اعلم  وقفت بجانبي و قالت(صباح الخير، معلش اقعد معك؟) لم امانع و اجبتها بالموافقة ،سحبت كرسيا لها و جلست، طوال الوقت كان الصمت هو الفائز في جلستنا فلم تتفوه اي واحدة منا بكلمة، قطع صوتها صوت الهدوء قائلة(انا اسمي هدى  و انت؟) (انا اسمي جود)

تشرفنا

و احنا اكتر ، و صافحتها...ثم هزمنا الصمت مرة أخرى الا ان سألتني هي أيضاً( اول سنة؟) ضحكت قائلة ( قصدك اول يوم) ضحكت هي الأخرى قائلة( انا تاني سنة، اسمعي بما انو اول يوم تعالي اعرفك على شلتنا) اجبتها بالموافقة و ذهبت معها، لا ادري الى اين كنا متجهين و لم اسألها فقد قلت في نفسي انني اريد ان ارى اين ستذهب بي هذه الفتاة ، وقفنا امام طاولة مستديرة كان يجلس عليها ما يقارب سبع او ست بنات جميلات ، قالت هدى ( صباح الخير يا صبايا،كيفكم ؟ شو أخباركم؟) اجاب الجميع ب(صباح النور و الحمد لله بخير) اكملت هدى( صبايا بحب اعرفكم بالعضوة الجديدة معنا بالشلة ((جود)) جود هاي شلتي العزيزة ، و انت هلأ صرتي واحدة منا رسمياً و بتمنى انك تنبسطي معنا) اجبتهم بانني سعيدة جداً للقائهن و للانضمام لشلتهن ، تعرفت عليهن واحدة واحدة :

ميسا ، رنا ، عبير ، شيرين ، سلمى ، سارة ، أحلام  وهدى هي رقم ثمانية و انا أصبحت رقم تسعة.

جلست معهن ، و نحن نحتسي اكواب القهوة الخاصة بنا و اخذنا نتبادل الاحاديث و ارقام هواتفنا و غيرها الكثير لنبقى على تواصل ، الطاولة التي كانت بجابنا كان يجلس عليها 3 شباب و بدا لي ان كل واحد منهم أجمل من الاخر لكن ما لفت انتباهي هو ان احدهم عيناه لم تسقط من علي منذ ان جلست ، بدأت اخاف من هذا الموضوع و بدا الشعور بالقلق ينتابني ، للحظة اعتقدت انه من الممكن ان يخطفني او اي شي من هذا القبيل، قطع صوت هدى حبل قلقي و خوفي قائلة( جود ، انت مو ملاحظة انو هادا الشب من اول ما قعدنا و هوا عينو عليكي؟!) اجبتها بنبرة قلقة ( اه، من اول ما قعدت، هدى ترا و الله بلشت اخاف )

(من شو يا هبلة انت ما عملتي شي غلط و لا هوا كل الي في الموضوع انو شكله معجب فيكي)

(نعم، معجب فيا؟؟ حبيبتي انا ما صارلي يوم مداومة ، شو هالحكي يا هدى الله يهديكي)

(طيب اعطيني سبب يكون هوا بيطلع فيكي عشانو غير انو معجب؟؟!)

(ممكن سرحان و اصلا ما بيطلع فيني بس احنا بنتخيل)

(قولتيلي سرحان اه.....و الله يا جود مش عارفة شو اقلك انت لسه جديدة و شكلك هبلة و طيبة و على نياتك).

قضيت مع الفتيات وقتا أكثر من الرائع ، و في طريق عودتي للسكن لمحت ذلك الشخص الغريب الذي كان يحدق بي في الكافيتيريا واقفا امام بوابة مبنى السكن و هو يتبادل الأحاديث مع الحارس ، و ما ان راني اقتربت لزم الصمت و عاد يحدق بي مرة أخرى ،دخلت المبنى و لم اعيره اي اهتمام، صعدت الى غرفتي بدلت ثيابي وجلست على سريري و الخوف و القلق ما زالا في قلبي بعد ان رايته امام بوابة السكن، العديد من الأفكار راودتني و الاسئلة الكثيرة كنت اقاوم  النعاس حتى افكر و اجد حلا لهذا الموضوع لكنني لم اصمد كثيراً فقد استسلمت للنوم و رميت كل  شيء خلف ظهري و غرقت في نوما عميق و كأن شيئاً لم يحدث.

مذكرات فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن