لا استطيع العيش من دونك

537 10 0
                                    

دخلت غرفتي و قلبي يتقطع على ما قلته لآدم لكنني اعلم ان ما قلته هو الصواب و ما فعلته صحيح .

مرت ايام و شهور و سنين و انا و آدم ما زلنا صديقان، كنا نخرج معا كثيرا و نتناول طعام الغداء معا أيضاً ، كانت تلك اللحظات من اجمل اللحظات التي عشتها في حياتي ، ايامي مع آدم كانت من أجمل الأيام ، كان دائما يحب ان يشعرني باﻷمن و السعادة الانهائية ، آدم من أوفى الأصدقاء الذين قابلتهم في حياتي دائما يقف بجانبي في وقت الحاجة و جاهز لمد يد العون والمساعدة ، كثيرا ما كنت اشكي له همومي و احزاني، قال لي في مرة كلمات أشعرتني بحبه و صدقه و إخلاصه (جود ، إحنا أصحاب فلو احتجتي في يوم انك تحكي مع حدا ترا انا موجود بس اتصلي فيني ماشي و لا تخافي انا دايما معك و بجنبك في اي مكان مو بيقولوا * الصديق وقت الضيق*) كلماته تلك أسعدتني جداً شعرت حينها و كأنني اتحدث مع أخي أحمد، يااااه كم اشتقت لإخوتي و صديقاتي ، ان الغرية فعلا أمر مزعج.

اليوم الأحد الموافق: 13-4-2015

هذا اليوم هو تخرج اعز شخص عندي آدم ، يا له من يوم ، كان هذا اليوم اشبه بالعزاء بالنسبة لي ، فهو يوم فراق اوفى و اعز صديق ،آدم كان بالنسبة لي اكثر من مجرد صديق ففي تلك السنوات اعتبرته اخي الذي اشكي له همومي ، أبي الذي يشعرني باﻷمان برفقته، ابني الذي يشكي لي آلامه ،و صديقي العزيز الذي اقضي معه اجمل و احلى الأوقات.

كنت جالسة بين الحضور ، اراقبه، كانت تلك الابتسامة الساحرة الجميلة مرسومة على وجهه، و هو مرتديا ثياب التخرج ، لو رأيتم وجهه كان سعيدا جدا، و عندما ذهب لاستلام شهادته، أخذتني ذاكرتي بعيدا الى يوم تخرجي من الثانوية، كانت حفلة رائعة مع أناس اكثر من رائعون، كانت بالنسبة لي تلك الحفلة من أجمل الأيام التي عشتها في حياتي، لكن ليس تلك الفترة أجمل فترة بل أيضاً اﻻيام التي كنت اخرج فيها مع آدم كانت أياماً جميلة جدا ، و للحظة فقط دلتني هذه الأيام على باب قلب الطفل الصغير الموجود داخل آدم الذي قلت لكم عنه سابقا لكن للأسف الباب لا يفتح الى بثلاثة مفاتيح مختلفة و انا لا املك سوى مفتاح واحد و هو ((الصداقة)).

تخرج آدم من الجامعة ، طبعا كما قلت انني كنت من بين الحضور لكنه لم ينتبه لي بل كان مشغولا مع اهله الذين قطعوا مسافة ليست بتلك المسافات الطويلة لكنهم قطعوا تذاكر و دفعوا مبالغ ليفرحوا بتخرج ابنهم الصغير، طبعا نسيت ان اقول لكم ان آدم أصغر فرد في عائلته كلها و هو اليوم يعتبر آخر من تخرج من الجامعة.

هو ليس وحيد اهله لكنه اصغر حفيد لجده و جدته ، إخوانه و أخته متزوجين و أبناء عمه و عماته و كذلك خالاته و خواله.

كان آدم مشغول مع اهله و أقاربه و أصدقائه يغنون و يرقصون و يصفقون حتى انني لمحت والظته من بعيد و الدموع تسيل على خديها ، بعد ان انتهت الحفلة لم اتقدم له لاسلم عليه و اشكره على الايام الجميلة التي قضيتها برفقته و اتمنى له كل التوفيق والنجاح في حياته الجديدة و العملية و ان يكتب له الله الخير لم اشاء ان افسد فرحته و فرحة اهله و اقاربه ، بل اخذت حقيبتي و اتجهت ناحية باب القاعة ، سمعت صوته من بعيد ينادي (جود.....جوووود...جود استني) ،تظاهرت انني لم اسمع شيئاً و خرجت.

في اليوم التالي، كنت جالسة مع صديقاتي في الكافيتيريا، و فجأه لمحت عيني الطاولة التي كان يجلس عليها آدم و رفاقه، بالطبع كانت خالية بدأت اقول في نفسي( ياااه...اشتقتلك كتيير يا آدم لو كنت بعرف انو بعدك رح يعمل هيك فيني كنت صاحبتك و اتزوجتك كمان) و ما ان انتهت هذه الجملة في رأسي اذ رأيته جالسا بجانبي و يقول ( انا كتييييير زعلان منك يا جود)

قفزت من شدة الفرحة قائلة ( آاااااادم.....)

(هيك الموضوع اذا ها...لازم انا الي آجي عندك عشان تسلمي علي و تباركيلي)

( لا و الله مو هيك اصلا امبارح انا كنت في الحفلة)

( يعني كنتي؟)

(آه كنت ليش؟ شو في؟)

(امبارح بعد ما خلصت الحفلة ناديت عليكي و ما رديتي ليش؟)

( الصراحة لما شفتك مع اهلك و بتغني و مبسوط قلت خليني اروح و ببقى بسلم عليه بعدين )

(ليش يا غبية ليش؟)

(ما حبيت اعملك مشاكل و اخرب عليك فرحتك)

( تخربي علي فرحتي... ولك انا فرحتي بشوفتك..عارفة شو يعني بشوفتك ، و بعدين انا مو جاي احكي بهالموضوع أنا جاي اقولك اني انا بحبك و ما فيني اعيش من غيرك و حياتي من دونك ولا شي و انا بصراحة مش قادر استحمل علاقتنا هاي ، خلص بكفي صار إلنا ثلاث سنين و احنا صحاب خلص انا زهقت و نفسي علاقتنا تتطور أكتر من هيك مو بس تعتبريني وحدة من صحباتك، ?ok)

اجبته و بكل هدوء و عيني على الأرض من شدة خجلي و خدودي حمراء اللون (ok).

مذكرات فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن