And He Was Left Alone

936 117 24
                                    


٢- ولقد تُركَ وحيدًا

📩

[    ٧\نوفمبر \ ۱٩٤٥
    ساوثامبتون - ساليزبوري


في لحظة كنتُ غارقًا في الظلام وفي لحظة أخرى التقطت أذناي أصوات أنينٍ حاد جعلت الإستيقاظ أمرًا ضروريًا لأتبين مصدرها. بدأت أتململ وقد إنتشر الألم في أنحاء جسدي وشيئًا فشيئًا استعدت وعي.

لم يكن صعبًا أن أعرف أنني في إحدى المشافي الواقعة في جنوبي انجلترا فأصوات الحديث بالإنجليزية كانت واضحة كما أن رائحة البحر المالح القريب كانت ملتصقة في الأجواء.

تلفت من حولي دون أن أنهض فعرفت مصدر الأنين القادم كل هؤلاء الجنود المستلقين في صفين طويلين متقابلين من الأسِره.

رُبطت أجسادهم بالشاش الأبيض لتغطي أعضائهم المصابة والمبتورة في محاولات يائسة، إذ أنها سرعان ما تفقد لون بياضها متلوثة بالدم.

لم يبدو أن أصوات أنينهم التي تكسر القلب تؤثر في الممرضات المنتشرات هنا وهناك وهن يؤدين عملهن بأيدٍ ماهرة وأعين معتادة على ما تراه من مناظر.

انتبهت التي كانت تتحدث مع الجندي في السرير المقابل لاستيقاظي لتقترب وعلى وجهها ابتسامة لطيفة قائلة بإرتياح:

-سيد سبينسر لقد استيقظت أخيرًا. حمدًا لله.
-شكراً لك ..

توقفت الممرضة أعلى سريري وهي تتفقد السائل المعلق على ساعدي بينما تسألني:

-هل تشعر بأي ألم سيد سبينسر؟

-نعم، كل جسدي يؤلمني، كأن هناك مسامير يتم غرسها فيّ في كل مكان.

-لا بأس سأعطيك بعض المسكنات، اصابتك ليست خطيرة سيد سبينسر، جميعها رضوض خفيفة حدثت جراء السقوط الذي حدث لك. لكن لا يجب عليك التحرك كثيرًا فأنت متعب للغاية ويجب أن ترتاح.

شرحت الممرضة حالي بينما ألقيتُ نظره على جسدي ولاحظت للأربطة التي غطت أغلب الأجزاء التي تظهر من جسدي. عدتُ وألقيت برأسي على الوسادة وتنهدتُ متألمًا وذكرى آخر ما رأيته قبل أن يغمى علي تراودني مجددًا.

إنتهت الحرب قبل أربعة أشهر، انتصرنا واستطعنا تحرير فرنسا ودخول ألمانيا والقبض على جميع قادات هتلر.

لم يعد هناك ما يسبب القلق وانتشرت السعادة على أوجه المدنيين الذين نمر بهم في طريقنا أثناء عودتنا داخل الأراضي الأوروبية، الجميع يحتفي بنا نحن الجنود الذين كنا نقاتل من أجلهم لشهور وسنين عده.

رسائل إلى تشارلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن