Part two: Beauty In Vain

892 110 23
                                    


٣-جمال بلا فائدة

🍫

[ ١\مارس\٢٠۱٨
نيوهام - لندن


فصل شتاءٍ أطوال من اللازم، غطت ثلوجه الشوارع لتصبح زلقه وتجبر السيارات على إبطاء سيرها والمارة على التمهل في طريقهم.
لم يختلف الأمر في حي نيوهام الراقي إذ تدثر جميع قاطنيه بالثياب الثقيلة والإنزعاج على بعضهم إذ يبدو أن إنتظارهم للربيع سيطول، بينما البعض الأخر لم يمانعوا أبداً المزيد من البرد.

ووسط كل ذلك وداخل أحد المطاعم الراقية كان هناك نوع أخر من البرد، نظرات باردة أطلقتها عينا أوليفي أستور ناحيه الشاب الثلاثيني الجالس أمامها بإرتباك بسبب نظراتها.

أطلق الشاب نحنحه ليبعد بعض ( البرد )  من الجو فتململت والدة أوليفي الجالسة بقربها وإبتسمت إبتسامة مغتصبة وهي تقول:
-عزيزتي أوليفي، لم لا تعرفين عن نفسك.
-للتو ذكرتي اسمي. لا داعي لذلك.

اتسعت عينا الشاب لإجابتها بينما بدا الإنزعاج على والدتها رغماً عنها لتقوم بلكزها تحت الطاولة بينما تهمهم بغضب مكتوم:
-أوليفي.. عرفي عن نفسك الأن.

أدارت أوليفي عينيها وتنهدت لتقوم بوضع ساعدها الأيسر فوق الطاولة وتحرك بيدها اليمنى شعرها البني الطويل والمتموج إلى الخلف ثم ثبتت نظرها ناحيه الشاب أمامها في حركة جعلت قلبه يرفرف إعجاباً.
إرتفعت زاوية فم أوليفي بإبتسامة فهي تعرف تأثير جمالها الأخاذ على الرجال ومهما حاول الذي أمامها أن يبدو عادياً فهو سيفشل.

-أوليفي أستور. تسعة وعشرون عاماً  تخرجت من جامعة لندن وأعمل رئيسة لقسم التسويق في شركة رامكو للتجارة.

بإقتضاب قالت كل ذلك وكأنها تفضل الموت على تعريف نفسها على من هو أمامها. تنحنح الشاب وهو يحاول تمالك نفسه من تأثير جمال من هي أمامه ثم قال:

-هنري جيرارد، عمري ثلاثة وثلاثون عاماً، درست في جامعة كامبردج قسم تقنية المعلومات، وأديت رسالتي للماجستير فيها أيضاً. دخلت مجال العمل الخاص لأسس شركة وأنا الأن الرئيس التنفيذى لشركة HYD للتكنلوجيا، دخلي السنوي يتجاوز ١٠٠ ألف يورو إذ أن شركتي تعتبر الأقوى في المجال الذي نعمل فيه. لقد فزت بجائزة كبيرة السنة الماضية بسبب أفكاري الخلاقة كما تم استضافتي في...

لم يستطع أن يكمل حديثه عن نفسه إذ أطلقت أوليفي نصف ضحكة بينما حولت نظرها عبر النافذة المطله على منظر من الطابق العاشر.

ضحكتها جعلت هنري ينظر إليها بحاجبين معقودين بينما زاد إرتباك والدتها وهي تهتف قائلة:
-واو كم هذا مبهر، حدثنا مزيداً عن..
-عفواً سيدة أستور، أيمكنني أن أعرف ما يضحككِ أنسة أوليفي؟

رسائل إلى تشارلي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن