۱- رسائل إلى تشارلي
✉
[ ١٠\مارس\۱٩٤٤
إلفورد -شرق لندن
عزيزي تشارلي:بلغني من مسؤول التجنيد في منطقتنا أنك قد وصلت بسلام برفقة فرقتك إلى خليج توركاي تمهيدًا لذهابكم إلى الجبهة الفرنسية.
ستصلك رسالتي قبل يوم من إقلاعكم ولدي كامل العلم أنك لن تستطيع الرد عليها أو على أي رسالة سأرسلها مستقبلاً، لكني لا أمانع فالمهم أن رسالي تصلك وأنك تقوم بقراءتها، وبعد عودتك من الحرب سيكون لدينا الكثير لنتحدث عنه.
لا يزال والدك يبكي حزنًا لذهابك إلى الجبهة وهو يؤنب نفسه لأنه لم يستطع إقناعك بتغيير عمرك في الأوراق الرسمية حتى لا يتم تجنيدك، أخذ يردد أنه يتمنى لو بقيت في السابعة عشرة إلى الأبد حتى تبقى برفقته دائماً.
الحال ليس أفضل مع والدتك فهي لا تزال تنظر إلي بنظرات نادمة أنها زوجتني إلى إبنها الذي ذهب بعد إسبوع من زواجنا ليشارك في الحرب.
لستُ منزعجة من ذلك فأنا مثلك مؤمنة بضرورة المشاركة في هذه الحرب من أجل بلدنا، لكن ما يؤلمني أنهم يتحدثون كأنك.. مت فعلاً.
عزيزي تشارلي.. قد لا نكون قد قضينا الكثير من الوقت معاً لكن ذلك الإسبوع كان من أجمل أيام حياتي، ولا يزال لدينا الكثير من الوقت لنقضيه معاً كزوجين سعيدين.
فقط عد سالماً دون إصابات بليغة..
ولا تظن أنني سأتكاسل عن وعدنا، لقد قدمتُ أوراقي وأنا في إنتظار قبول إسمي في قائمة الممرضات في الجبهة الجنوبية.
سأكون مفيدة لبلدي مثلك. أعدك.
عزيزي تشارلي.. كن بخير.
زوجتك ألما.٥\أبريل\۱٩٤٤
بليموث/ديڨون
عزيزي تشارلي:أحب أن أبلغك أنني قد تلقيت الموافقة على أن أصبح ممرضة وأنني الأن أفك حقائبي في مدينة بليموث حيث سأقضي فترة خدمتي في مشفى الضباط الساحلي المخصص لإستقبال الجنود المصابين من جبهة شمال فرنسا.
بالتأكيد لم يمر الأمر بسهولة، لقد ذُعر والداك عندما أخبرتهما أنني سأصبح ممرضة، بل كاد والدك أن يحبسني في المنزل حتى لا استطيع الخروج منه، لكن وما إن أخبرته أنك موافق على ذهابي حتى استسلم وودعني مع والدتك بالكثير من الدموع. لا أظن أن دموعهما هذه ستتوقف قريباً.. إلا بعودتنا سالمين إليهما.
كيف الحال عندك يا تشارلي؟ أخبرني المسؤول هنا أن فرقتك تَخدُم في الجنوب الفرنسي، تقاتلون في الأعداء الألمان بكل ضراوة، وسمعت أن هناك خطة يريد الحلفاء تنفيذها لإستعادة فرنسا من أيدي الألمان ستبدأ قريباً.. أرجو أن تنجح هذه الخطة.
أنت تقرأ
رسائل إلى تشارلي
Krótkie Opowiadania- مكتملة - بدأت القصة مع "ألما تيدلتون" الممرضة في الجيش البريطاني أثناء الحرب العالمية الثانية. وإنتهت مع "نورمان سبينسر" مالك مقهى -جو فتى القهوة- بعد قرابة ثلاثة وسبعين عاماً من بدايتها. كتبت عام ٢٠١٨.