الثأر 2

3.1K 87 2
                                    

اوصلني عديم المشاعر الى منطقة سكنية مزدحمة و قادني الى احدى البنايات العالية.. دخلنا إليها و اخذنا المصعد الى الطابق الثالث.. ثم فتح باب احدى الشقق و دخل إليها.. تبعته بتردد.. استقبلنا الظلام فقام المحقق بتشغيل الاضوية.. انها شقة صغيرة جدا.. بحجم غرفتي في منزلنا.. تتكون من غرفة جلوس صغيرة و غرفة نوم بالكاد يسعها سرير و خزانة ثم مطبخ و حمام.. انتابني الشعور بالاختناق لضيق المكان.. نظر المحقق من حوله و كأنه يرى الشقة لأول مرة..

ـ ماشي حالها, مو؟

لم اجب..

ـ المهم, مستمسكاتج كلهن بهذا الجيس, و الفلوس ينحطن بحسابج باجر الصبح

قدم إلي كيس ابيض ثم اخرج ورقة و قلم من جيب سترته..

ـ وقعي على الاوراق حتى تكمل عملية التحويل

اخذت القلم و الورقة و وكتبت اسمي بشكل سريع..

ـ بالجيس اكو موبايل هم, بيه رقمي بس, اي شي يصير وياج او تحتاجيه اتصلي بيه, اذا ما اجاوب معناتها مشغول, دزيلي رساله وقتها

كذلك لم اجب و ادعيت الاستطلاع على المكان..

ـ ماشي, راح اتركج تاخذين راحتج, و على فكرة, حسب علمي الثلاجة و المجمده بيهن أكل يكفيج كم يوم

استمريت بتفصح المكان.. فسمعت خطواته تبتعد.. ثم صوت الباب و هو يفتح و يغلق.. اسرعت نحوه اقفله.. الأمر الجيد في هذه الشقة ان الباب له قفلان.. من ما يشعرني بقليل, القليل فقط, من الأمان..

دخلت الى غرفة النوم ابحث في الخزانة عن ثياب.. لكن لم أجد أي شيء.. جلست في غرفة الجلوس و قمت بتشغيل التلفاز الصغير.. لم يلفت انتباهي أي برنامج.. رغم ذلك امضيت يومي بأكمله اشاهد التلفاز.. أي شيء لألتهي عن الافكار الممنوعة..

في المساء تناولت القليل من الطعام ثم خلدت الى النوم بعد عد مسائل رياضية لبعض الوقت..

***

دماء كثيرة.. تغطي الارض بأكملها.. و انا ابحث فيها عن شيء.. تتلطخ يداي بذلك اللون الاحمر و انا ابحث بجنون.. لا اعلم عن ماذا لكني اعلم بإنه مهم.. اواصل البحث و انا الهث.. هيا.. اين انت.. ثم شعرت بشيء بين اصابعي.. رفعته الى الاعلى.. و اذا به وجه يزن.. تلطخه الدماء البشعة.. و رغم كثرتها الا انها لم تستطع اخفاء دموعه.. و عيناه الشبه مفتوحتان.. تنظران إلي.. صرخت.. و صرخت.. حتى رأيت الظلام.. الظلام في غرفتي.. حلم.. كابوس.. نهضت من مكاني و قمت بتشغيل الضوء بعجلة.. لا يوجد أي اثر للدماء..

انه مجرد كابوس.. اسرعت بخطوات متعثرة الى الحمام.. فتحت الماء البارد و غسلت وجهي مرارا و تكرارا حتى ذهب النعاس نهائيا.. لن انام الليلة.. جلست في غرفة الجلوس و عاودت مشاهدة التلفاز.. قضيت ساعات طويلة على ذلك الوضع وانا اقاوم عيناي المتعبتان.. حتى صارت الساعة التاسعة صباحا و سمعت صوت رنين.. نظرت من حولي بإستغراب.. ثم تذكرت الهاتف في الكيس.. اسرعت إليه حيث وضعته على الطاولة و اخرجت الهاتف.. اسم المحقق سيف على الشاشة..

رواية الثأرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن