الثأر 7

1.8K 78 6
                                    

سمح لنا الطبيبب بالمغادرة فاعادني المحقق الى شقتي.. كان ينوي ان يحملني ولكني وبالطبع لم اقبل.. سمحت له بإسنادي فقط.. تمددت على الفراش بينما خرج هو لشراء الدواء.. انتبهت الى انه لم يقل الكثير طيلة الوقت.. هل ينتظر مني جوابا على سؤاله؟.. تذكرت كلماته فاضطربت نبضات قلبي.. لو لم يحبني لكان الأمر اهون.. لكنت استطعت الدعس على مشاعري بسهولة اكبر.. لكن الآن سيصبح الامر مؤلما جدا.. عاد المحقق و معه الدواء.. جلس الى جانبي و هو يطيل النظر إلي.. ما زالت ملامحه جدية..

ـ تحتاجين الدوه هسه؟

هززت برأسي..

ـ راح تنامين؟

كررت النفي..

ـ لعد ممكن تحجيلي شنو الصار بالضبط؟

اوه.. وقت الكذب مجددا.. بدأت أمل منه..

قلت و انا ارطب شفتاي: رحت للمنطقة الي جنه نروحلها اني و.. يزن اخويه, حبيت استرجع ذكرياتي هناك, جنه بالعاده نصعد على السياج الخشبي اذا انتبهتله, فسويت نفس الشي اليوم و ما اعرف شلون وكعت

ـ بس.. وكعتج مال شي اعلى من السياج

رفعت حاجباي: شقصدك؟ اجذب عليك؟

ـ انتي كليلي, دا تجذبين عليه؟

تسلل الغضب إلي: اذا ما ناوي تصدك فلا تسأل اصلا

تنهد بتعب: ياسمين, ممكن تحجيلي شنو الديصير, احسج تخفين عني شي

استدرت و انا امنحه ظهري: خلاص تكدر تروح لشغلك, راح انام

ـ تنامين؟ من شوكت تنامين وحدج؟

ـ من بديت حضرتك تشك بيه

صمت لثواني طويلة.. حتى خلته غادر..

ثم قال: ماشي, براحتج

و غادر حقا هذه المرة.. اختنقت.. و كأن شيئا ما يضغط على صدري و يعيق تنفسي.. و كأن عالمي اصبح اشد ظلاما من ما كان عليه.. اغمضت عيناي و انا اركز افكاري بخطتي.. اركزها بهدفي.. بثأري.. لأبعدها عن الافكار المؤلمة.. التي لا طاقة لي بها.. ولا حق لي بالخوض فيها.. فلست انا من يليق به الحب.. او كل ما يتعلق بالحب.. انا بقيت لهدف.. و لن اتخلى عنه لأي سبب كان.. او أي شخص..

يبدو ان الجرعة مفعولها قوي.. فغفوت دون شعور..

***

عندما استيقظت كان الظلام يملأ المكان.. دققت ناظري لأرى من حولي.. بعد ثواني استطعت تمييز الاثاث.. لا وجود للمحقق.. إذن لم يعد.. تجاهلت خيبة الأمل التي انتابتني و حاولت النهوض.. كتمت صرخة و انا اقاوم آلام جسدي.. سرت ببطئ شديد الى زر تشغيل الضوء و ضغطت عليه.. ملأ النور المكان و نظرت من حولي لأتأكد من عدم وجوده.. نعم انه لم يعد.. إذاً لما لم ارى كابوسا؟.. هل كان تأثير الجرعة قوي جدا؟.. اخذت كيس الدواء و تناولت حبتين منه مع كوب ماء.. ثم اخذت حقيبتي التي تركها المحقق عند الباب و عدت بها الى فراشي.. اخرجت اولا هاتفي لإرى إن وصلني شيء منه.. لا شيء.. ضغطت على شفتاي و انا اتجاهل انكساري.. كانت هناك رسالة واحدة.. و هي من رامي.. فتحتها..

رواية الثأرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن