قاد السائق دون اعتراض او تساؤلات.. سرنا مسافة طويلة الى ان وصلن منطقة اقل زحمة من منطقتنا و ذو بنايات ناصية.. كان رامي و عادل قد وصلا قبلنا و من حسن حظي توقف صاحب الاجرة بعيدا لانه لا يسمح له بالدخول الى المنطقة السكنية.. ادعيت انني ابحث عن النقود في حقيبتي و انا اراقب رامي و عادل يدخلان الى بناية ذو ثلاثة طوابق.. المدخل الأيسر.. تنفست الصعداء..
اخرجت المال و قدمته الى السائق ثم خرجت.. انتظرته حتى غادر ثم اتصلت بسيارة أجرة جديدة و عدت الى منطقة سكني..
كنت بمزاج جيد.. فقررت ان اعد العشاء للمحقق.. تسوقت المواد الغذائية المطلوبة لإعداد سمك السلمون مع الارز و بعض الحلوى مع المشروب الغازي.. عدت الى المنزل و بدأت بالطهي.. و في الوقت ذاته اخطط ليوم غد.. سوف تكون مخاطرة كبيرة.. لكن بما ان ليس لدي ما اخسره فلا يهم الأمر..
عند الغروب جاء المحقق.. دخل و هو يشم رائحة الطعام..
ـ شنو طابخه؟
ـ تمن و سمج
ـ شعجب؟ بالعاده اكلج بتيته كلي
ـ كلت عيب لازم اعوضك عن تعبك
ابتسم و قال مازحا: ياريت كل يوم تعوضيني
ابتسمت انا ايضا: لا تتأمل, بس اليوم
ـ هم انعم الله
احضرت العشاء الى غرفة الجلوس و جلسنا نتناوله و نحن نشاهد فلم اجبني على التلفاز..
عبر المحقق عن اعجابه بالطعام فشعرت بالسعادة تغمرني رغم تفاهة الأمر.. اكملنا الطعام و بدأنا نتناول المكسرات و الحلوى..
ـ على فكره احتاج بعد فلوس
ـ بهالسرعه صرفتيهن؟
ـ تره اني متعوده البس بس ماركه فأكيد ميكفي الدا احصله
ـ ماشي ام الماركه
انهينا سهرتنا البسيطة و جهزنا نفسنا للنوم ثم استلقيت على الاريكة.. لم اجرؤ على النوم على الفراش..
لا استطيع فعل ذلك دون ان يدعوني.. خرج هو من الحمام و اطفأ الضوء ثم استلقى على الفراش.. انتظرت منه دعوة.. و لم انتظر كثيرا..
قال بصوته الهادئ: تعالي
لم اعراض اطلاقا و اخذت غطائي و نزلت..
ـ عود يابه تستحين تجين وحدج؟
ـ ههههه يعني
اخذني الى حضنه و كأن الامر اصبح عاديا.. فحوطته بذراعاي و الابتسامة ترتسم على شفتاي.. اصبح الليل اجمل اوقات يومي..
ـ باجر شنو عندج؟
ارتبكت قليلا و انا اجيب: شوكت؟
ـ بالليل
أنت تقرأ
رواية الثأر
Romansaماذا يحصل عندما يأتي احدهم لينتزع منك حياتك؟.. يأخذ منك كل من تحب و كل ما تحب؟ حينها يظهر وجهك الآخر.. الوجه الذي لم تعلم بوجوده عندئذ لن يتمكن أحد من ايقافك عن رغبتك بالانتقام فتصبح هذه الرغبة هي قوتك و السبب الوحيد للاستمرار بالعيش