رواية الثأر

الثأر 4

في صباح اليوم التالي كانت صدمة المحقق اكبر..

ـ شصاير وياج؟

قلت و انا اعود الى غرفة الجلوس: وكعت

ـ وين؟ وشلون؟

ـ متعود عالتحقيق؟

جلس على الاريكة و حدق بي: جاوبي

ـ طلعت البارحه للمكتبه و اندعمت ببايسكل, عادي جرح بسيط

ـ فتحي الضماد خل اشوف

ـ اهوو, كلتك ماكو شي

ـ ماكو شي وهيج تعرجين؟ بعدين خاف اكو التهاب او شي, راويني

تأففت بإنزعاج: انته دكتور لو محقق

اقترب مني و امسك بذراعي: عنادج هذا يرادله حل

قام بإزالة الضماد عن يدي و انا احدق به بغضب.. من منا العنيد؟..

تفحص الجرح بدقة ثم قال: هاي راح تاخذ وقت طويل يالله تطيب, غيريلها الضماد دائما

ـ ما عندي

ـ لعد هذا منيلج؟

ارتبكت قليلا.. ثم قلت: ام المحل نظفتلياه

هز برأسه مستسلما: خلاص اني اجيبلج, راويني جرح رجلج

ـ نفس الايد ماكو فرق

ـ راويني لا اشوف بنفسي

ـ هففف, اصلا ابد مو من حقك

ورغم ذلك اصغيت إليه ورفعت البيجاما حتى ظهر الضماد.. ابعدته بحذر فانحنى المحقق ليرى..

ـ اوف هذا شكله اعمق, خلينه نروح للمستوصف للاحتياط

ـ لا طبعا

اعدت الضماد الى مكانه و انزلت البيجاما: راح انام لان كاتلني التعب

لم يتحرك من مكانه و كأنه يريد الاصرار..

ـ ممكن توخر؟ اريد اتمدد

تنهد و نهض من مكانه بإنزعاج.. جلس على الارض و بدأ بإخراج حاسوبه و الملف الكبير من حقيبته.. اغمضت عيناي و لم يتطلب الامر الا ثواني لإنتقالي الى عالم المنام.. من دون كوابيس..

عندما اسستيقظت انتبهت الى كيس صغير الى جانب المحقق.. كيس من الصيدلية.. رفعت نفسي و ابعدت شعري عن وجهي..

ـ طلعت و اني نايمه؟

توقف عن عمله و التفت إلي: رحت للصيدلية عالسريع

ـ ليش؟

نهض من مكانه و اقترب مني: علمود الضماد طبعا

اخرج الادوات من الكيس و امسك بذراعي برفق.. لم امانع.. فلا فائدة مع هذا العنيد.. بدأ بتنظيفه و لم يكن الأمر مؤلم كيوم أمس.. كنت ادقق في ملامحه بينما هو منشغل في جرحي.. رموشه الكثيفة.. حاجباه.. شعره المتدلي قليلا على جبينه.. انفه.. شفتاه.. اشحت بوجهي و انا اشعر بحرارة غريبة و غير متوقعة.. اكمل تنظيف جرح ذراعي فانتقل الى ساقي.. قام برفع البيجاما على مهل ثم ابعد الضماد القديم.. عدت لمراقبة ملامحه..لا اعلم لماذا.. لكن النظر الى وجهه يبعث براحة غريبة إلي..