من يتحدى القدر

أنت لا تكرهينني

حدقت ليوني بفيدال وهي تشعر بالذهول ,وحين وجدت صوتها بدا كانه قادم من اعماق بئر .منتديات ليلاس
قالت :
_لايمكن ان تكون جديا

اكد لها فيدال بقوة :
_لم اكن اكثر جدية ,حاولت طوال سنتين ان اخرجك من ذهني ,ولطالما قلت لنفسي ان مامن امراة تستحق ان افقد القدرة على النوم لاجلها ,لكن ذلك لم يجد نفعا ,عرضت عليك امرا لم اعرضه على اي امراة غيرك,لكنك رفضت طلبي ورميته في وجهي كما لو انه اهانة ما ,اما الان فالفرصة سانحة امامي حتى اجعلك تاكلين كلماتك .توقف برهة وجيزة ثم تابع
_الخيار النهائي لك انت .
اجابته ليوني وهي غير غافلة عما يقصده
_انك تطلب مني الكثير
علق فيدال من دون ان يتحرك :
_ليس اكثر من طلبك مني بان استمر في توظيف الرجل الذي سرق مني المال ,بالطبع يمكنك ان تسمحي له ان يتخذ القرار بنفسه .
علمت ليوني ان لامجال لذلك على الاطلاق,.فوالدها سوف ينهار لو عرف ما تواجهه ابنته الان.وقف فيدال بحركة مفاجئة فقال :
_سوف ادعك لتفكري بالامر.
غرقت ليوني اكثر في الاريكة ,شعرت ان اعصابها ممزقة ,ان اي توسل سوف يكون هدرا للوقت لكن ........الزواج منه !كيف عساها تستطيع القيام بذلك ,لاسيما انه يعرضه عليها بروح الانتقام بسبب الاهانات السابقة التي قذفته بها
فيدال محق بشان امر واحد شعرت بالانجذاب نحوه منذ سنتين ماضيتين ,ومازالت كذلك الان
ان مقتها وكرهها لشخصه لم يتركا اي تاثير على احاسيسها ,احست ليوني بتاثيره عليها منذ اللحظة الاولى التي وقعت فيها عيناها عليه
يومها مرت بمكتب والدها لتصطحبح الى الغداء ,فاخبرتها سكرتيرته انه في اجتماع مع رئس الشركة ,في اللحظة نفسها تقريبا انفتح الباب المكتب وظهر في اطار الباب رجل اظهرت تعابير وجهه التقدير الصريح لما يراه وهو يراقبها ......
_كنت انظر الى صورة فوتوغرافية لك موضوعة على مكتب والدك خلال النصف ساعة الماضية ,لكنها لاتنصف جمالك اطلاقا .
قال فيدال ذلك ,ثم تحرك الى الامام وهو يمد يده فيم بدت ابتسامته مدمرة .تابع يقول :
_انا فيدال باريلادوس سانتوس .
تناولت ليوني يده ,وغمغمت ردها فيما اجتاح جسدها باكمله وخز بدا لها كالصدمة الكهربائية عندما اطبقت يده على يدها ,
بعد كل ماسمعته وقراته عن الرجل الواقف امامها بالكاد فاجاها انه يرشح بجاذبية بدائية صافية كهذه ,فالنساء في كافة ارجاء اوروبا مسحورات بقوة جاذبيته
نقلت ليوني نظرتها نحو الرجل الواقف خلفه وقالت
_املت ان نتناول الغداء سويا ابي.
اجابها ستيوارت اسفا :
_اسف ,حبيبتي !انا مضطر الى العمل لساعة اخرى على الاقل.
عندئذ سارع فيدال يقول :
_في هذه الحالة ربما ستسمحين لي بان ارافقك الى الغداء عوضا عن والدك ,ذلك سيسرني كثيرا.
انباتها غريزتها ان عليها ان ترفض عرضه ,لكن قدرة اقوى منها سيطرت عليها لذا قالت :
_ذلك لطيف جدا من قبلك.
ابتسم فيدال مجددا ,فازعجتها ابتسامته تلك بالقدر نفسه بسبب مفعولها المدمر .
قال
_لا يتطلب الامر مجهودا كبيرا كي اكون لطيفا مع امراة جميلة
لاحظت عيني والدها ,فقرات فيهما الرسالة التي توجهانها لها من دون صعوبة ,حسنا !هي لاتنوي ان تصبح احدى النساء اللواتي فاز بهن
قالت لوالدها بخفة
_ساراك لاحقا ,اذا لاتكد كثيرا في العمل
يومها قصدا مطعما لم تكون ليوني قد زارته من قبل هناك تم الترحيب بفيدال فناداه رئيس النادلين باسمه ورافقهما بنفسه الى طاولتهما بدا المكان فخما جدا شعرت ليوني بالسرور لانها اختارت ان ترتدي يومها بذلة رسمية من اللون البرتقالي ,بالطبع لم تكن بذلة تحمل اسم مصمم شهير ,لكنها كذلك قالت ليوني ملاحظة بعد ان جلسا
_هل استنتج انك زائر دائم في هذا المطعم ؟
رد فيدال موافقا
_اتناول الطعام هنا عندما اتي الى لندن لذا فهم يعرفون ذوقي جيدا
فكرت ليوني بتهكم ,الجميع يعرف ذوقه في النساء ايضا !لابد انها ليست اول امراة يحضرها الى هنا ,راقبت ملامح فيدال فيما مرر هذا الاخير عينيه نزولا على قائمة الطعام ,فلاحظت ملامح وجهه ذي البشرة بلون الزيتون ,كذلك لاحظت عرض كتفيه تحت بذلته الرسمية الرمادية بالاضافة الى يديه ذات الانامل النحيلة الطويلة ,انه يمتلك كل مايتمناه اي رجل في ما يتعلق بالمظهر الخارجي ,وهو لن يضطر الى المكافة لاجل الحصول على الرفقة الانثوية حتى لو لم يكن له مثل هذا المركز وهذه الثروة
رفع فيدال نظره وكانما استشعر بتدقيقها النظر اليه فسالها :
_هل لقيت استحسانك ؟
اجابته ليوني رافضة ان تبدو مصدومة بسؤاله
_انك رجل وسيم ,لابد انك معتاد على الاهتمام الموجه لك من قبل لاخرين
احنى فيدال راسه ذا الشعر الاسود بتواضع ساخر وقال :
_انها مسالة ادين بها لاسلافي فلطالما كان رجال ال دور سانتوس محظوظين .
_هل تتشارك معكم نساء ال دورس بالارث نفسه؟
_بعضهن وليس جميعهن .
توقف فيدال للحظة ,فدرس ملامحها بدوره وقال
_انت لاتشبهين والدك كثيرا ,لابد ان والدتك كانت امراة جميلة جدا
حتى بعد مرور ابع سنوات على وفاة والدة ليوني مازال ذكرها يجعلها تشعر بالكرب والغصة
سالته :
_كيف علمت انها توفيت؟
_انا اعرف كل التفاصيل عن خلفية اي موظف متفوق عندي ,فهمت انك ماتزالين تقيمين مع والدك ؟
_ذلك صحيح .
لم تر ليوني ان هناك داعيا كي تشرح اسبابها له ,اخفضت بصرها لتنظر الى القائمة الموضوعة امامها وقالت :منتديات ليلاس
_اود تناول السمك الابيض كبداية ,يتبعه سمك الترويت
صفق لها فيدال قائلا:
_انت امراة ذات قرار !اظنني ساتناول الاصناف نفسها ,اترضين بترك امر اختيار المشروب لي انا ؟
اتسعت عيناها الخضروان ببراءة وقالت :
_بالطبع ,فالرجال يجيدون اختيار المشروب !
التوت شفتا فيدال بابتسامة اثارت الفوضى في اوتار قلب ليوني قال لها محذرا :
_ان كنت تسخرين مني فانت تعرضين نفسك للخطر ,قد اجد من الضروري ان افرض عليك العقوبات
ان تبادل الغزل مع رجل مثل فيدال هو امر بالكاد تحتمله ,لكنه امر ممتع جدا لتمضية الوقت .
قالت متظاهرة بالخوف
_سوف اتذكر ذلك .
نوت ليوني ان تدعي بان لديها ارتباطات اخرى بعد الغداء ,لكن عندما حان الوقت وجدت نفسها توافق من دون اي اعتراض على اقتراحه بان يستقلا مركبا فوق النهر
علقت ليوني فيما هما يطوفان معا
_قد لاتصدق الامر ,لكنها المرة الاولى التي افعل هذا على الاطلاق
رد فيدال قائلا:
_بل اجد من السهل تصديقه .قلة من الناس يقدرون ما هو متوفر وجاهز امامهم ,هنالك اجزاء من لشبونة لم ازرها قط
غامرت ليوني بسؤاله :
_اعلم ان المركز الرئيسي لدروس سانتوس هو في لشبونة لكن هل منزلك الاساسي يقع هناك ايضا ؟منتديات ليلاس
_ليس في المدينة ذاتها ,انا اقيم في سينترا التي تبعد حوالي الثلاثين كيلومترا الى الشمال الغربي
_في منزلك الخاص ؟
_بالطبع انه منزل اعيد بناؤه من بقايا دير يعود الى القرت الرابع عشر .
اضاء الاهتمام عيني ليوني فقالت
_حقا
اجابها فيدال ساخرا
_وصدقا !ذلك لايعني انك تجدين فيه اشباحا من الماضي لقد تم طردها جميعا الى الخارج
_اقمت بتخطيط الترميم بنفسك؟
_نعم بمساعدة قيمة جدا قدمها لي صديق مختص في الهندسة المعارية ,اذ اطلعني على ماهو غير ممكن ,انتهى العمل في المنزل منذ ثلاث سنوات ,ثم وظفت شركة متخصصة في مجال تنسيق المناظر الطبيعية ,فصممت لي الاراضي المحيطة بالملكية
_هل تقيم عائلتك في المنطقة نفسها
_ملكيات ال دوس سانتوس تقع في وادي دورو ,انها منطقة جميلة لكنها معزولة جدا لاتلائم مزاجي ,هنالك اكثر من فرع لعائلتنا في تلك الناحية
اضاف فيدال وهو يتوقع سؤالها التالي :(نسيب والدي يمتلك اراض ملاصقة لاراضي والدي هنالك اقرباء لنا يعيشون على جزيرة ماديرا ايضا .انهم يمتلكون عدة فنادق هناك
علقت ليوني بخفة
_اذا انت لست الوحيد الذي اختار دخول مجال الاعمال ,عوضا عن البقاء في مكانك لتستمتع بثمار ميراثك؟
التوت شفتاه لدى سماعه ذاك التعليق ,فقال
_ذاك اسلوب شاعري جدا للتكلم عن الموضوع ,مع ذلك فهو صحيح في جوهره ,انا اترك اسلوب الحياة الاخيرة لاقربائي .
رغبت ليوني في معرفة المزيد ,لكن اجراس التحذير والتنبيه قرعت في ذهنها
انها لن تسدي نفسها اي خدمات بغوصها اكثر فاكثر في حياة رجل من غير الرجح ان تراه بعد اليوم.
هذه الفكرة بحد ذاتها استجلبت كابة وقنوطا نادرين ,بدا لها فيدال مختلف جدا عن الصورة التي كونتها عنه من خلال تقاير وسائل الاعلام ,كانا قد غادرا القارب لدى وصولهما الى غرينتش ,فاستقلا سيارة اجرة لتعيدهما الى حيث تركا السيارة
مع حلول ذلك الوقت ,احست ليوني بميل اقل الى انهاء هذا النهار هي ليست امراة ينقصها الاهتمام من قبل الرجال ,لكن ايا من الرجال الذين تعرفت اليهم من قبل لم يكن يشع بذلك المقدار من السحر والجاذبية
جعلها فيدال تشعر كما لو انها المراة الوحيدة في الكون باسره التي يرغب بالتواجد معها .
علمت ليوني في اعماقها ان هذا كله جزء من التقنيات الخاصة به ,لكنها لم تعد تصغي الى الاصوات المحذرة في ذهنها ,تناولا المثلجات في احد مقاهي مايفير,,.تبع ذلك دعوة الى العشاء في جناحه الخاص في الفندق ,ماجعل نواياه واضحة تماما ,لكن ليوني اختارت ان تتبع الدرب المتهور منقادة باندفاع داخلي لايقاوم ,على المرء ان يعيش الحياة بجراة ومع رجل كفيدال لايمكن التجربة سيئة
بدا جناح فيدال فخما مترفا ,اما الطعام فمذاقه رائع,كما جرى الحديث بينهما سلسا ,تناولا العشاء على الشرفة واختتماه بشرب القهوة
توجهت ليوني نحو سياج الشرفة لتتامل المنظر البانورامي المتالق ,ثم اقتبست قولا ماثورا فقالت :
_عندما يسام الرجل من لندن فذلك يعني انه سئم من الحياة .
علق على كلامها
_اظن ان سامويل جونسون عرف لندن مختلفة تماما عن لندن اليوم .
وقف خلفها والتفت يداه حول خصرها ليجذبها حتى تدنو منه ,وغمغم قائلا:
_الليل جميل جدا ,لكنك تفوقينه جمالا عزيزتي !
كانت ليوني قد خلعت سترتها منذ قليل ,ولم تعد القميص الرقيقة التي ترتديها توفر لها الحماية امام يديه ,فاحست بارعتادة تعبر على امتداد جسدها
احست كما لو انها تطوف على وجه الماء,فاصبحت رجلاها ضعيفتين جدا لا تقويان على حملها
ادارها فيدال نحوه بدا وجهه غامقا باستثناء التالق البادي في عيينه فيما احنى راسه نحوها وعانقها .......
بدا عناقه اشبه بالالهام مااستدعى ردة فعل فورية غامرة من قبلها .
قال لها برقة
_تعالي
ماان امسك فيدال بيدها وقادها نحو الداخل ,حتى بدات ليوني تستعيد رشدها ,هذا ليس شيئا جديدا بالنسبة اليه ولاهو بشيء مميز كما هو الحال بالنسبة اليها
ان تجاوبت معه لن تكون سوى امراة سهلة اخرى يحصل عليها في سريره ,ادرا فيدال راسه نحوها متفاجئا نوعا ما عندما جذبت ليوني نفسها بحدة حتى تتحرر منه
سالها
_هل من خطب
اجابته بصوت مرتجف :
_انا لست من اولئك النساء اللواتي يقمن علاقات غرامية لليلة واحدة فقط!
انعقد حاجباه السوداوين سويا وقال
_هل تظنينني اراك على هذا الشكل
تحدته ليوني قائلة :
_حسنا !اليس الامر كذلك ؟انت فكرت بهذا منذ البداية اليس كذلك ؟
اجابها فيدال بنبرة صوت سطحية
_ظننت ان كلينا نعلم الى اين نحن متوجهان فانت لم تمنحيني اي سبب لاشك بذلك حتى الان .
احست ليوني ان الدفء ينضب من كيانها,فبحثت عن مكان تلجا اليه من الحقيقة القاسية التي واجهتها .
قالت :
_انت تاخذ الكثير من الامور على انها مسلمات !انا قبلت دعوتك الى العشاء ,لكنني لم ادرك انه سيطلب مني ان ادفع ثمن ذلك بسخاء
راقبها فيدال بصمت للحظة او اثنتين ,ولم يظهر اي دليل على ان مشاعره تاثرت بها ,لم يظهر سوى وميض عميق جدا داخل عينيه .
اخيرا قال :
_اعتذر عن الخطا ,ظننتك كالاخريات
اقرت ليوني انها خرجت عن مسارها المعهود ,فاعطته ذاك الانطباع .افسح الغضب مجالا للشعور بالخزي للحظة حين فكرت ان الذنب ذنبها هي لا ذنب فيدال
قالت بصوت ثخين
انا اسفة !لابد انني تماديت قليلا ,ليس من عادتي ان افعل ذلك,صدقني !
بدا من الصعب تحديد التعبير الذي غطى ملامح وجهه المنحوتة اذ قال :
_انت على حق ,انا فعلا ابالغ في اخذ الامور كمسلمات ,لعلنا نستطيع ان نبدا من جديد .
هزت راسها رافضة الاستسلام للاغواء خشية ان يغرقها ,وقالت :
_انا فعلا لست ارى جدوى من ذلك,فنحن ننتمي الى عالمين مختلفين ,وفي المستقبل انا سابقى ملتزمة بعالمي فقط
اشار فيدال نحو الابواب الزجاجية المفتوحة وقد بدا وجهه هادئا خاليا من اي تعبير ثم قال :
_انه خيارك ,بالطبع سوف اطلب لك سيارة اجرة
تقدمته ليوني ,فدخلت الغرفة ,وقفت مستقيمة لتتمكن من تمالك نفسها وهي تراقبه فيما يرفع سماعة الهاتف .
قال فيدال بعد ان اعاد السماعة الى مكانها :
_سوف تكون السيارة بانتظارك والاجرة مدونة على حسابي .
فكرت ليوني ان هذا الامر تدبير قديم العهد ,فاعلنت له بقساوة :
_يمكنني ان ادفع اجرة السيارة التي ستقلني .امال راسه وقال
_من الطبيعي ان تفعلي ماترينه ملائما لك .منتديات ليلاس
تقدم نحوها ,والتقط السترة التي علقتها فوق المسند الخلفي لكرسيها قبل العشاء ,فحملها فيما ازلقت ليوني ذراعيها داخلها .
قامت ليوني بذلك باكثر رشاقة وسرعة ممكنتين وهي تدرك بحيوية دنوه منها ,وتشعر بنبضاتها الضاربة بقوة
رافقها فيدال حتى الباب الخارجي للجناح ,فيما ظل من المستحيل ان تقرا اي شيء في عينيه السوداوين حين تلاقت عيونهما للمرة الاخيرة
قال لها :
_كان النهار ممتعا
علقت ليوني :
_لكن الليل كان مخيبا للامال
جاءت ابتسامته بصورة غير متوقعة عندما قال :
_لايهم ,نامي نوما هنيئا عزيزتي .
لم تكن لدى ليوني اي فكرة عما عناه بكلامه الاخير ,كما انها لم تهتم لتساله ,سمعت الباب ينغلق فيما شقت طريقها نحو المصعد.
احست ان عبور بهو الفندق هو بحد ذاته محنة ,فهي واثقة ان موظفي الاستقبال يراقبون كل خطوة من خطواتها .
وجدت سيارة الاجرة بانتظارها اعطت السائق العنوان المطلوب وانزلقت داخل السيارة شاعرة بالامتنان لوجود ذاك الفاصل الزجاجي مما حال دون اجراء اي احاديث .
كانت الساعة تقارب منتصف الليل عندما وصلت الى المنزل , وكما توقعت تماما ,فان عرضها بدفع اجرة السيارة بحسب القيمة المدونة على العداد لم يقابله الرفض مطلقا
خرج والدها من غرفة المكتب عندما دخلت المنزل ,وبدا من السهل جدا قراءة تعابير وجهه.
_لم تعودي الى مكتبك بعد ظهرهذا اليوم .
وضعت ابتسامة على وجهها وقالت بنبرة خفيفة
_لا ,ففيدال رغب ان نقوم بجولة في الباخرة ,ثم تناولنا العشاء سويا .
_العشاء فقط؟
طمانته ليوني قائلة :
_العشاء فقط .
فيما خنقت مقتها تجاه طريقته في السؤال ,تابعت
_تصرف كرجل نبيل تماما
بدا ستيورات مرتاحا حين قال
_جيد ,ليس الامر انني لااثق بكونك قادرة على ابقاء راسك مرفوعا ,لكنني فقط شعرت بالقلق لانه قد يحاول استغلالك هذا كل شيء
_حسنا !هو لم يفعل ذلك
استطاعت ليوني ان تقول ذلك بصدق ,نظرا الى اسلوب تقبله لرفضها ,لاشك ان هذه هي المرة الاولى التي يحدث معه شيء كهذا .
اعلنت وهي تكتم تثاؤبا زائفا :م
_انا ساذهب الى الطابق العلوي مباشرة .منتديات ليلاس
رد ستيوارت:
_انا ايضا ساصعد خلال دقائق قليلة .
قلبت خده وهي تمر امامه ثم صعدت الدرج وهي تشعر باي شيء ماعدا السرور.
امضت ليلة قلقة ,ونهضت لتلاقي نهارا قليل التالق ,عوضا عن التصرف كامراة ناضجة
لابد ان فيدال يعتبرها غير ناضجة البتة ,تساءلت ان كان الاوان قد فات حتى تتصل به فتعتذر منه على اعطائه الانطباع الخاطئ ؟شعرت برغبة يائسة بان تراه مجددا ,فهو لايشبه اي رجل اخر تعرفت اليه يوما ,مااذا لو كانت لديه سمعة سيئة مع النساء ؟انه رجل اعزب في الثالثة والثلاثين من عمره,لذا فهو لن يعيش كراهب بالتاكيد
كانت ليوني ماتزال تتصارع مع افكارها عندما نزلت لتناول الفطور حيث جلس والدها يقرا الصحفية الصباحية
_اظن انك يجب ان تري هذا ,فلربما ساورتك اي شكوك بشان فيدال .
قال والدها ذلك وهو يناولها الصحيفة ,فاخذتها وهي تهم بالجلوس على كرسيها الى الطاولة
فقفزت الصورة بوضوح امامها (فيدال المتالق ببذلته الرسمية والى جانبه تقف امراة شابة بدت لها مالوفة قليلا ,وبحسب ماذكر في التقرير المرافق للصورة ,رفض فيدال ان يتقبل مسؤولية الطفل الذي وضعته تلك المراة حديثا ,مااجبرها على ترك مهنتها في عرض الازياء لتصبح فقيرة محرومة ,ادعت المراة شاكية بكابة انها لم توافق على اجهاض الطفل ,وجل ما طلبته منه يوما هو الدعم
ابتعلت ليوني ريقها وهي تشعر بكتلة تسد حلقها ,عرفت من قبل انه رجل كثير العلاقات ,لكن هذا الموضوع شيء مختلف اي نوع من الرجال هذا الذي يدير ظهره لطفله
_انا لاانوي مقابلته مجددا
بدا ستيوارت مرتاحا وقال
_جيد على اي حال سوف يرحل خلال ايام معدودة فهو لايمضي ابدا وقتا طويلا في اي مكان
بذلت ليوني قصارى جهدها حتى تبعده من ذهنها كليا لكنها فشلت ,لان جسدها رفض الانصياع لها
مر النهار ببطء,وعندما خرجت من مكتبها عند الساعة الخامسة والنصف وجدت فيدال مستندا الى مقدمة سيارة مرسيدس فضية اللون امام المبنى
صدمها ذلك الامر وجعلها تفقد القدرة على الكلام ايضا ,لم تقدر الا ان تحدق به وهي تدرك الاهتمام الذي اثاره في الاشخاص المحيطين بها عندما استقام في وقوفه .
قال لها :
_تذكرت انك ذكرت اسم شركة التي تعملين فيها انا بحاجة الى التكلم معك
سالته :
_باي شان ؟
لابد فيدال ادرك ان الناس يراقبونه لكن نظره لم يتزحزح عن وجه ليوني قال لها
_ليس هنا .
ليس في اي مكان معك !فكرت ليوني بذلك لكن الكلمات فشلت في الخروج من فمها ,سمعت نفسها تقول عوضا عن ذلك
_انا فعلا لست ارى الهدف من ذلك
_اسمحي لي
ترددت ليوني الا انها لم تشا التسبب بمزيد من الشكوك لدى المتفرجين لاشك ان الجميع يعلمون من فيدال فلطالما ظهرت صوره على صفحات المجلات ,غدا سوف تواجه سيلا من الاسئلة بغض النظر عن ذهابها معه ام لا
اعتبر فيدال ان ترددها نفسه هو بمثابة الموافقة,فاستدار ليفتح الباب الامامي المجاور للسائق في السيارة ,انزلقت ليوني الى المقعد الجلدي وسرعان مامدت يدها بشكل تلقائي لتتناول حزام الامان ,فيما تحرك فيدال حول مقدمة السيارة ليجلس في مقعد السائق .
وجد فيدال بالقوة مخرجا نحو مجرى سير السيارت متجاهلا صيحات الاستهجان الغاضبة ,استرقت ليوني نظرة اليه وهي غير قادرة على القيام باي شيء تجاه تاثيره القوي عليها .
لم تكن لدى ليوني اي فكرة عما يمكن ان يقوله فيدال لها ,اهو اعتذار اخر لانه اخذ الكثير من الامور كمسلمات ليلة امس ؟بدا ذلك غير محتمل لكنها لم تقدر على التفكير باي تفسير اخر دفعه للبحث عنها ,على اي حال ذلك لن يحدث اي فرق في نظرتها اليه بعد ماقراته هذا الصباح
_الى اين نحن ذاهبان ؟
رد فيدال وهو ينطلق بالسيارة :
_الى جناحي في الفندق
_اذا كنت تظن ....
اعلن لها :
_انا لست على وشك ان اكرر خطا ليلة الامس نفسه في حكمي الخاطئ لكن ماساقوله لك يتطلب الخصوصة
هز راسه عندما حاولت ان تتكلم وقال
_هذا ليس الوقت ولا المكان المناسبين لمناقشة ذلك .
لابد لها ان تقر انه محق بخصوص ذلك فالشارع مكتظ بالسيارت في زحمة السير المسائية ومنطلق القيادة يتطلب التركيز
وصلا الى الساحة المقصودة ,قاد فيدال السيارة مباشرة نحو المواقف السفلية للسيارات في الفندق انضم اليهما زوج اخر في المصعد ,ولاحظت ليوني النظرة التي رمقت بها المراة فيدال لتعود وتنظر الى شريكها كما لو انها تقارن بين الاثنين ,وكان هنالك مجالا للمقارنة !
خرج الاثنان الاخران من المصعد عند الطابق الرابع ليصعدا هما الى الطابق الخامس بصمت ,لم تكن لدى ليوني اي نية بخرقه,سوف تصغي الى ما يريد اطلاعها عليه مهما يكن,لكنها لاتنوي تغيير رايها بخصوصه لاسيما بعد مااكتشفته هذا الصباح
كانت الساعة قد تجاوزت السادسة والنصف عندما وصلا الى جناحه ,تذكرت انها اخبرت والدها انها سوف تعود مباشرة الى المنزل هذه الليلة ,بالرغم من انها عادة قلما تصل قبل الساعة السابعة ,وعدت ليوني نفسها بان تتصل به هاتفيا حالما يخرج من هنا .
يميل والدها الى القلق عليها اذا ماتاخرت في الوصول الى المنزل في الوقت الذي تكون قد حددته له ,فيبدا بتصور كل انواع الحوادث والبلايا
دعاها فيدال لتجلس ومالبث ان رفع كتفيه عندما رفضت ليوني ذلك
بدا متالقا الى حد المها اذ كان يرتدي سرولا غير رسمي مع كنزة قطنية بيضاء ناعمة انيقة ,اما شعره الاسود فظهر فيه تجعيد خفيف بسبب كثافته
حثته قائلة
_حسنا !
لامست شفته ابتسامة وهو يراقبها وقال :
_انت تذكرينني بالايل المترقب الذي يبدو مستعدا للهجوم ااذ ماقمت باي حركة خاطئة ,مامن داع لان تخافي انا مستعد لانتظار
اطلقت عيناها الخضراوان سيلا من الشرارات وقالت :
_سوف تهدر وقتك !
رد فيدال :
_انه وقتي انا على اي حال ذلك لايعني انني ارغب بفترة خطوبة مطولة .
حدقت ليوني اليه بانشداه قالت :
_عم تتكلم ؟
_عن زواجنا انا اريدك ان تصبحي زوجتي .
احست ليوني برغبة مفاجئة بالضحك وفكرت بذهول انها الهستيريا الصرفة تماما, ليلة الامس ثم هذا
دفعت الكلمات بقوة لتخرج من فمها فقالت
_ماهو نوع الالاعيب التي تمارسها الان
_انا لاامارس اي الا عيب ,وحتما ليس من هذا النوع ,انتظرت فترة طويلة لكي اجد امراة ارغب بتمضية بقية حياتي معها ,امراة تقيم نفسها الى حد كاف يدفعها الى التغلب على حاجاتها البدائية الاساسية,انت شعرت بالانجذاب نحوي ليلة امس تماما كما شعرت بالانجذاب نحوك ,لكنك رفضت الاستسلام ,انت لم تفعلي ذلك ابدا اليس كذلك ؟
احست ليوني بوجهها يشتعل فقالت
_ذلك ليس من شانك !
ابتسم فيدال وقال :
_بل انه من شاني الى حد بعيد انا ابحث عن زوجة لم تعرف رجل اخر سواي ,انها احدى تقاليد ال دوس سانتوس التي لامجال للجدال بشانها انا افضل زواجا هادئا وباسرع مايمكن
اكتسبت عيناه لمعانا وهو يدرس ملامحها وقال :
_ليلة الامس كانت محبطة بما فيه الكفاية .
اخيرا وجدت ليوني صوتها ,وادهشها ثباته حين قالت :
_الا يتضمن قاموسك كلمة الحب ؟
_بالطبع !ربما ليس ذاك النوع من الحب من النظرة الاولى الذي يكتبون عنه في القصص ,ان النوع الحقيقي يتطلب الوقت والمعرفة حتى يتطور
توقف فيدال عن الكلام فيما ظهر خط رفيع بين حاجبيه بانتظار سماع جواب منها ,ثم قال :
_اليس لديك اي شيء تقولينه لي ؟