من يتحدى القدر

سطوع الحقيقة

لم يات احد على ذكر كاترينا خلال الفطور مطلقا ,جاءت مغادرتهما رسمية جدا بالنسبة الى ليوني ,لكنها لم تتوقع على اي حال ان تظهر حماتها الكثير من الاحاسيس .
بقي الامر متروكا لوالد فيدال حتى يعبر عن امله بالا يطول بهما الامر حتى يعودا مجددا ,اجابه فيدال بالرد المناسب ,لكن ذلك لم يتضمن وعدا بالعودة السريعة
اطلقت ليوني انفاسها المكبوتة بتنهيدة خافتة عندما سلك فيدال الدرب المؤدي الى منزل كاترينا كما في اليوم السابق ,رسم فيدال نظرة تهكمية على وجهه وقال
_هل شككت بكلامي ؟
اقرت ليوني :
_ظننتك ......ربما اعدت النظر بالموضوع اتظنها مستعدة للرحيل
_هذا مانحن على وشك ان نكتشفه
الان بعد ان نالت مبتغاها ,لم تعد ليوني واثقة من النتيجة التي تتمنى الحصول عليها ,اذا ماتوجهت كاترينا فعلا الى الدير ثم وجدت ان الحياة هناك لاتحقق احلامها فعلا ,فسوف تتحمل ليوني نفسها بعض المسؤولية بسبب تشجيعها لهذا المشروع باسره
لم يكن هنالك اي شخص في باحة المنزل الخارجية عندما وصلا الى هناك .في الواقع لم يكن هنالك اي اثر للحياة على الاطلاق ,ادرا فيدال السيارة واوقفها عند اسفل الدرج المؤدي الى الباب الرئيسي المغلق
سالته بعد لحظة :
_الن تدخل

_اخبرتها انني ساكون هنا عند الساعة التاسعة والنصف ,امامها ثلاث دقائق
_لايمكنك ..
بدات تعترض الا ان صوتها تلاشى عندما لاحظت تعابير وجهه الصارمة
فقالت
_انت تعرف انها لن تاتي الست كذلك ؟عرفت انها ستاخذ قرارا مماثلا
رد فيدال موافقا
_لا ,فهي تفتقد للجراة حتى .....

توقف عن اكمال كلامه عندما انفتح الباب وخرجت منه امراة التي كانا بانتظارها
وتمتم قائلا :
_يبدو انني اخطات التقدير .
نزلت كاترينا عن الدرج نحو السيارة ,وهي لاتحمل شيئا سوى حقيبة جلدية صغيرة ,بدا وجهها رصينا صافيا ومشيتها غير مضطربة
_سوف اذكركما في صلواتي دوما........كلاكما !
قالت كاترينا ذلك عندما خرج فيدال حتى يفتح لها الباب الخلفي .
وجدت ليوني نفسها متاثرة فسالتها
_الن ياتي احد لتوديعك قبل ان تغادري؟
جاء ردها البسيط
_ودعنا بعضنا البعض ليلة امس تركت لهم رقم الهاتف الدير وعنوانه اذا مارغبوا بالتواصل معي
_اتعنين انك تواصلت مع الدير مسبقا ؟
_بالطبع ,فهم بانتظاري حتى يرحبوا بي
حطت بهم الطائرة في لشبونة عند الساعةالرابعة ,جلست كاترينا طيلة الرحلة في مقعدها للنافذة وهي مخدرة الاحاسيس مذهولة بالرحلة
اقترح فيدال عليها ان تمضي الليل في سينترا لكنها طلبت منهما اخذها مباشرة الى الدير
يقع الدير على الحدود الخارجية للمدينة المبنى الجميل القديم الطراز يعود الى القرن السابع عشر,وهو بحاجة ماسة الى الاصلاح,لكن كاترينا لم تلحظ هذا فبالنسبة اليها هذه هي ديارها ,اي المكان الوحيد الذي ترغب في التواجد فيه
رفضت كاترينا ان يرافقاها حتى البوابة قائلة انها يجب ان تفعل ذلك بمفردها ,عانقتها ليوني وتمنت لها الحظ الجيد ,بعد تردد طفيفي فعل فيدال الشيء نفسه وهو يغمغم شيئا ما جعل نسيبته تبتسم
راقباها من السيارة فيما رحبت بها راهبة ترتدي مئزرا ابيض اللون فجذبتها الى الداخل ,ابتعلت ليوني بصعوبة الكتلة التي تسد حلقها فيما انغلق الباب خلف كاترينا .