P-10

12.8K 450 202
                                    

Please Vote & Leave A Comment'
.
.

صوت جرس الباب يدق , خيل له شبح رجل أسود يلوح له من خلف الباب بينما صوت الجرس يقترب منه أكثر و أكثر حتى ظنَّ للحظه بأن الجرس يدق في داخل دماغه , توقفت أنفاسه و تسارعت دقات قلبه قبل أن يرى نفسه فجأه قد عاد بالزمن للخلف , لمح طفلاً أشقر الشعر في زاوية الغرفه , طفلاً يحتضن دمية أرنب بينما بقع الدماء متناثره حوله , عاد صوت الجرس مجدداً.. نظر الطفل نحو الباب , رآى مقبض الباب يتحرك قبل أن يفتح و يرى الرجل يقف دون حراك , كانت ملامحه غير واضحه و رغم ذلك ميز الطفل إبتسامة شفاهه.

صوت وقع خطوات الرجل يقترب من الطفل الذي إعتصر الأرنب بخوف محدقاً بخيال الرجل , إمتدت بسرعه يد نحوه و تعالى صوت جرس الباب قبل أن يسمع همس:

" ستيــڤن.. "

شهق مارتن و فتح عيناه بقوه , أنفاسه لاهثه ثقيله , يشعر بالبلل من شدة تعرق جسده , كانت عيناه تحدقان بالجدار في رعب شديد؛ مجرد حلم.. هذا ما فكر به بعد أن إستدرك الوضع , مجرد كابوس مخيف.

أغمض مارتن عيناه متنهداً بإرهاق , شعر بالحزن و الضيق يدبان في قلبه فجأه , دون سبب يذكر.. فقط بسبب ذلك الكابوس شعر بالإختناق.

نهض مارتن متجهم الوجه؛ تحرك للمنضده و سكب بعض الهيروين قبل أن يستنشقه و يسترخي على الكرسي بصمت , تأمل زاويا غرفته في فراغ.. دون وعي وجد نفسه يفكر في الماضي و في والده.

صوت جرس الباب؛ رمش مارتن و أنصت للصوت قبل أن ينهض ليتأكد , جرس الشقه بالفعل يدق.

تنهد مارتن بعمق و تقدم من الباب و من الثقب أخذ نظره سريعه , تأفف بضيق و سرعان ما تملكه الندم:

"اللعنه.. ليتني لم أتفق مع راندي!"

فتح الباب ببسمه مصطنعه على فمه , إستقبله في الصاله بينما يلاحقه بعيناه. لا يزال ينكر ما سمعه بالأمس ولا يصدق بأنه إلتقى في راندي بعد كل تلك السنوات و الأسوأ هو أن راندي بعد كل تلك السنوات لم ينسى ٱمه و يبحث عن قاتلها.

نظر راندي خلفه , لـ مارتن و إلتقت عيناهما للحظه عابره أخذ كل منهما يحدق في الأخر , إبتسم راندي له و جلس على الأريكه.

فكر مارتن؛ بعد كل شئ , راندي لا يختلف عنه كثيراً , لا يزال محتجز بالماضي مثله و مثل هيذر. سلسلة القتل في الماضي و السفاح تركت عثره في طريقهم , كلما تجاوزوها.. يجدوها لاحقاً أمامهم.

بسبب موت ٱمه قتلاً.. قرر راندي أن يصبح محقق جنائي , جريمة قتل غيرت مسار حياته كلياً و يا للغرابه , فكر مارتن؛ كل ذلك يعود ليحوم حوله و گ أن العالم لا يريده أن يعيش حياته بشكل طبيعي.

"شقتك جميله.." قاطع أفكاره تعليق راندي ليعي بأنه لا يزال يقف بجانب باب الشقه , تنحنح مرتبكاً و جلس مقابله: "هذا من حسن ذوقك , سيدي.."

No Past!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن