حب أعمى

وجود معدم

أحيانا يحدث ذلك في الحياة
         أن يكون وجودك معدما
أن يتحول كل شئ إلى حافة النهاية
       بعد أن كنت تظن أنها البداية فقط
                             ###
موقفهما متساوي في هذه اللحظة
        هي لا تراه و هو لا يراها
ربما يفوقها خبرة مع الظلام
     و لكن أيضا كل حواسها متحفزة
كل منهما ينصت لصمت الآخر
     للحن الذي يصنعه الهواء

تنتظر عرضه
     تعلم جيدا أنه لن يتخلَ
لن يتركها تذهب بلا مقابل و لا سبب
       إنه يلعب كما يقول
لن يحب خروجه خاسرا

" آهه
    ماذا أقول ؟
            الرجال في هذا العالم سيئون
حتى أنهم لا يستحقون الدموع
       و النساء حوريات
دموعهن لؤلؤ "
قال و هو يضع كأس الخمر جانبا و يشعل سيجارة
     
" إليكِ عرضي..
        تزوجيني زواجا مدنيا.." قال و هو يأخذ نفسا و كان سيكمل

" اقتلنِ فقط.." همست قبل أن يكمل

رفع رأسه
    كان يتمنى أن يرى هذه اللحظة فقط
         هذه الفتاة التي تطلب الموت قبل الحياة
التي لم تطلب الانتقام بل طلبت الموت

أغمض عينيه
     يحاول أن يراها بما تبقى من حواسه
و نادرا
   نادرا جدا ما يفعل ذلك

" هل يستحق أن تموتِ لأجله ؟ " سأل مع ابتسامة ساخرة على وجهه
      و لكنها ابتسامة حزينة أيضا
رويدا
   رويدا
تذكره بنفسه
     العالم يرتكب نفس الخيانة مجددا
مع شخص آخر
      العالم لن يفقد قسوته أبدا
حتى و إن فقد العد

" أنت لا تطلب شيئا مختلفا عن الموت
          أنا مسلمة
و أنت على أفضل الافتراضات ستكون مسيحيا
        هذا إن كانت هناك ديانة لك
في ديانتي الزواج منك حرام
      و إن حدث شئ
إن تمت معاملتي معاملتي معاملة خاصة كما تقول..
       حدي هو الرجم ، الجلد و قد يصل الأمر للقتل
الأمر لا يختلف كثيرا
      حتى و إن كان العالم لن يعلم
سأظل أعلم أنني فعلت
كيف تريد استغلال ذلك ضده ؟
    ضد ديانتي ؟
ضد قومي ؟
اقتلنِ فقط
   و لتجد فتاة أخرى تشاركك هذه المؤامرة و هذه الجريمة.." قالت بيأس
تمنع نفسها من البكاء
     تأخذ نفسا عميقا

ابتسم ابتسامة واسعة
    يرجع رأسه للخلف
ذلك العقل
   ذلك القلب
     تلك الأنفاس
تلك الكلمات
    كل ذلك يعطيه شهوة مختلفة
           مختلفة كثيرا
عن شهوة الخمر
      و الجسد
تبدو كلماتها كالموسيقى
     و الوضع كفيلم رعب كلاسيكي قديم
فن لن يقدره إلا أصحابه
و عيناه أصبحت تحمل لمعانا
  و تلك معجزة
      فقد اختفى بصيص النور فيها منذ زمن بعيد

" لن أكذب
       أنا لا عمل لي بالشرق الأوسط
أنا أعمل في الغالب في مناطق تنازع الحدود
       أين تصل بضاعتي بعد ذلك ليس من شأني
لن أكذب أيضا
    فكرت أن أتسلَ هناك قليلا
بعد الذي فعله آسر