فانٍ

317 18 1
                                    

و لأن الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة أننا نفنى
    اذا لكل شئ نعيشه ضعف قيمته
لكل شئ نفعله أولوية
     و على كل شئ يأتي حساب..
                                 ###
استيقظت لتجد نفسها على الكرسي كما كانت..
    جسدها متصلب جدا من النوم بهذه الطريقة
تحترم جدا أنه لم يلمسها أو يحاول تحريكها
سواء كان ذلك بدافع الكره أم غيره إنها راضية جدا

محاولة هادئة و متألمة للخروج من تلك الوضعية
و لكن تلك الجلبة بالخارج دفعتها على قدميها مباشرة
خرجت من الباب
تحاول التغلب على ما تبقى من غشاء النوم الرقيق حول عينيها
و ترتدي نظارتها لعلها تجد منظورا أفضل للأحداث

الجميع في حالة هرج و مرج و قلق و كأن كارثة ما تنبأ بنهاية العالم
قد حلت..
و لكن ألا يعلمون أن الرجل الذين يعملون عنده يحضر نهاية العالم كل يوم
إنه يبيع السلاح و ذلك يعني الموت و ذلك يعني النهاية

أوقفت أحد الخدم لتسأله

" ماذا هناك ؟! " قالت بتعجب فرجل في مثل سلطته
أي حدث قد يأثر على حصنه المنيع هكذا

" السيدة روز.." قال الخادم في تردد
يبتلع ريقه بصعوبة و الهلع ظاهرا في عينيه

" ما بها ؟! " سألت مجددا و هي تحاول استدراجه في الحديث
و طمأنته بنظراتها و نبرة صوتها الهادئة

" قد..قد.." كان ذلك صعب الشرح جدا ، ليس لأن الحدث كان صعبا
بل لأجل الخوف من العواقب

" قد.." قالت و قد توسعت حدقة عيناها في حيرة و هي تومأ برأسها له
لعله يستجيب

" قد..استيقظت اليوم مع نزيف..و..أجهضت " أخيرا استجمع شجاعته ليقول

" يا الله.." قالت و هي تتخطى الخادم في سرعة و تهرع إلى غرفة روز
###
مايا :

كيف يحدث هذا بين ليلة و ضحاها ؟! ماذا يحدث في هذا المنزل ؟!
البارحة جاءت مع ولي العهد و وريث امبراطورية ردوريك
و اليوم استيقظت مع نزيف و أجهضت!!
إنهم سيئون..لن أحارب الاعتراف بهذه الحقيقة و لكن..
و لكن الألم يجعل الأعداء أصدقاء أحيانا
سيكون جيدا لو نأخذ هدنة مؤقتة من هذه الحرب
لعلنا نستطيع جميعا العودة لأنفسنا
لعلني أستطيع الخروج من هذا الجحيم يوما ما

طرقت الباب..صوت سبستيان الرجولي يأذن لي بالدخول
أخذت نفسا عميقا
أحاول أن أستجمع شجاعتي لأجعل هذه الفتحة الصغيرة أكبر فتسمح لي بالدخول
دخلت أخيرا
سبستيان يجلس بجوار روز على السرير
معطيا ظهره للباب و بالطبع لي
لم يكن يبدو أن روز منتبه لي حقا..كانت ضائعة مع كأس الماء الذي يعطيها إياه سبستيان..يبدو أنها عاشقة
متعة من متع الحياة لا أعتقد أني سأعلمها أبدا
كنت غبية تعيش في الأحلام الوردية مرة و انتهى هذا مع استيقاظي على كابوس رودريك

حب أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن