أنين

314 15 1
                                    

و كتب علينا أنه بعد كل حنين أنين..
                              ###
يستطيع تمييز أصوات استعداد الأسلحة للإطلاق جيدا..
هو مازال يستطيع القتال و لكن الأمر يزداد صعوبة يوما بعد يوم
خاصة أن عدساته تلك ستتوقف عن العمل مع أول ضغط عصبي كبير
و حينها سيفقد الأمل الوحيد في الفوز على الأشباح التي تتحرك في ظلمته
اتخذ بضعة خطوات للخلف ليجعل مايا وراءه
هي مذهولة فقط و لا تستطيع تدارك الموقف
و لكن عليها أن تتداركه

" آسر..أرجوك..أنزل هذا الشئ..أنت لست قاتلا!!" توسلت بالعربية
ربما آسر لا يعني لها شيئا في هذه اللحظة
و لكن سبستيان يعني شيئا..حتى و لو كان الإنكار سيد الموقف

" اه..هل تخافين على زوجك هكذا؟! لم أكن أعلم أنك سريعة الاستسلام إلى هذا الحد..هذا الرجل تاجر سلاح كما ترين و نحن نصفي أعمالنا فقط
لذلك لا تتدخلِ في الأمر..الباب هناك إذا أردتِ الذهاب
اعتبرِ ذلك مجاملة لأجل المعرفة السابقة بيننا" رد عليها بالانجليزية ليضمن فهم رودريك له

وقفت أمام سبستيان..كانت تلك ردة فعل تلقائية..حنان بداخلها لا تستطيع منعه..
     " إنه اختيارك.." هكذا قال آسر قبل أن تقول هي أي شئ
ليتبدل كل شئ فجأة..
     لم تعد هي أمام سبستيان..بل أصبح ظهره يعانق ظهرها
و قبضته قوية على كتفها
      و لكن تلك القبضة بدأت في التراخي
و أنين صرخة يحاول هو أن يمنعه
      و لكن مع تلك السكين تلف في جرحه مرة أخرى
لم يكن هناك ملاذ سوى الأنين
      أنين حار كتلك الدماء التي تنزل منه

أزاح يدا من يديه المستقرتان على الحائط في ألم
    ليدفعها بعيدا باتجاه الباب..
و هي تنظر بذهول فقط..بينما انتزع آسر السكين من جرحه
     فخرجت منه حشرجة ألم قاتلة
و خرجت من فمه الدماء

تنظر من النوافذ في هلع..تبحث عن أي شئ للمساعدة
      تتوسل أن يأتي أحد لينقذهم
و لكنه لا أحد..حتى أن ستيفان و روز اختفيا في الوهلة الأولى للقتال
                                 ###
مايا:

علي أن أتصرف..إنني أفقده
      إنه اختار إنقاذي على أن يبدأ بالقتال
لا يمكنني تركه هكذا..

تراجعت للخلف بضعة خطوات
     و اصطدمت بطاولة عليها مزهرية
وجدت نفسي أمسك المزهرية بتردد
       و ألقيها على رأس آسر الذي لم يعد إنسانا على الإطلاق
مستحيل أن يكون إنسانا بتلك النظرة الحيوانية الشرهه للدماء في عينيه
       أنا اعتدت تربية النمل و أنا صغيرة..
و الآن أَجِد صعوبة جدا في ايذاء إنسان
     و لكن ليخبرني أحدهم ما هو الحل ؟!

ترنح آسر في الأرجاء بدهشة
    و هو ينظر لي بعدوانية تزيد أضعافا مضاعفة عن تلك التي نظرها لسبستيان
   و لكن حمدا لله القدر كان في صفي و سقط هو على الأرض

يداي ترتعشان..خاصة و جو يحاول الإفاقة من ذهول الذي حدث
       ليوجه سلاحه إليّ
حينها لم يسعنِ شئ سوى نطق الشهادتين
    و أغمضت عيني في انتظار الألم..في انتظار الموت..

حب أعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن