حب أعمى

حياة

إننا بشر..إننا مفطورون على حب الحياة..
و لكن الحياة تثقلنا و نثقلها
إن الحياة تحمل الأمل و لكنها أيضا تحمل الانتظار و الخوف و الانتقام
إن الحياة تحمل الموت في طياتها أيضا
إننا نموت كل يوم..
نموت في انتظار شئ لا يأتي..نموت لأننا مذنبون و خائفون ألا نتلقى المغفرة
نموت من الأحكام المسبقة التي يطلقها علينا أحباؤنا
نموت من الواجبات التي فرضت علينا كرها..غصبا و الأكثر من ذلك علانية !!
نموت عندما نحبس دمعة و نكتم صرخة ألم
نموت عندما نشتاق..نموت عندما نجد أيدينا وحدها تربت على كتفنا
نموت عندما نفارق لحنا اعتدنا عليه و مكانا قد ألفته أرواحنا
و الأكثر من ذلك نموت من خوفنا من الموت
نموت من خوفنا من الفقد !! و هذا يثبت لنا أن الموت من أشكال الحياة
أيضا هذا يجعلنا جوعى للأمل..
جوعى للفرص الثانية..جوعى لإرادتنا التي تغير كل ذلك
جوعى لبعض من النوم الآمن دون معاناة
جوعى لبعض الوقت مع أحد ما من خيالنا في الجوار
جوعى للألحان التي تعزف مع كل مرة نافس في خيالنا و تبقى معنا وحدنا في تلك الظلمة هناك
إنها الحياة !! قصة جيدة أم سيئة..طويلة أم قصيرة
سعيدة أم مأساوية..بريئة أم غارقة في الذنوب !!
إنها حياة..و في كل حياة تحدث المعجزات

###
سبستيان :

الظلمة..أعتقد أني وصلت مآلي الأخير
لطالما آمنت أن الجحيم مختلف الأشكال..كل شخص له جحيمه الخاص
و أنا جحيمي الظلمة
يبدو أنني سأعيش هنا للأبد
و لكن هل هذا حقا عقاب كافي ؟! ربما هو كذلك..
ظلمتي الأولى أنارتها مايا و الآن أنا أنتظر فقط
سأنتظر وحدي مزيدا من العذاب..و لكن ربما هي تدعو لي..
هناك الله
الذي أصبحت أنا أؤمن به..و لكنني لا أعرف شيئا عنه
لطالما عشت هكذا بدون سبب
لم تتح لي الفرصة للتساؤل..من هناك خلف هذا الكون
و لكن على الأقل الآن أعرف أن هناك الله
ربما علي أن أبدأ المناجاة من الآن..لعل هذه الظلمة تنتهي يوما ما
لعلي أصل في النهاية إلى مكان ما مضئ
مكان ما تنتظرني مايا فيه!!
###
لقد كان سبستيان محبوسا داخل عقله..و لكنه هذه المرة لا يحاول الفرار
لقد تصالح مع ظلمته بشكل كبير
و لكنه ليس ميتا و ليس في الجحيم

" سبستيان.." صوتها يخترق جدران عقله المظلمة
يبدو داخل عقله كشئ مستحيل
و كأنه مات و عاد للحياة من جديد..لم يعرف أن شعورا كهذا ممكن
أن يشعر المرء بنفسه في العدم
أن يشعر المرء بأنه بلا جسد و لكنه مقيد إلى ما هو أكبر و ما هو أسوأ
و ما هو أبعد
رويدا رويدا يعود له إحساسه بنفسه..
هناك يديه و قدميه و..و عينيه !! نعم تحملان الظلمة و لكنهما موجودتان
موجودتان هناك..
و هناك ذلك الصوت أيضا
صوت يبدو و كأنه يألفه منذ زمن بعيد
في الأصل يبدو و كأنه الصوت الوحيد الذي ألفه و سيألفه لما تبقى من عمره الجديد