💙💙

115 3 0
                                    

ربّما كنتَ على حقٍ عندما هجرتني ورحلت ، فأنا لستُ فتاةً مستنسخة كي تُكمِلَ معها ذلك الطريق المُعوجْ بسوء الظن ، على أيِّ حالٍ أنا على ما يرامٍ دونكَ ، رغمًا عن كلّ دنفٍ يغزو نبضاتي ورغمًا عن كلّ الدموع التي انسجمت لأجلك ورغمًا عن الذكريات وعن قلبي وعنك .
تعالَ أخبِركَ ردةَ فعلي عندما قرأتُ رسالتك..
فتحتُ هاتفي وقرأتُ تلكَ الحروف بصدمةٍ جليّةٍ ، ظننتها مقلبٌ فُكاهيٌ منك ، لكنكَ أرسلتَ الرسالة وتبعتها بالحظر وحجبي من الاتصال بك ، لم أنهار أو أصرخ أغلقتُ بابَ غرفتي بإحكام وجلستُ على طرفِ سريري وشرعتُ بالتفكير "أنا أحبهُ جدًا ، وهو رحل ولن يعودَ ثانية ، إذا بكيتُ الآن فلن أتمالكَ نفسي سانقاصُ حتمًا وسيعلمونَ أنني أبكي من أجله"
نهضتُ على الفور وبدأتُ أمشي لآخرِ الغرفة وثمّ أعود لأولها ،  فلمعت في ذهني تلكَ الفكرة " إنني أمتلكُ فوبيا كبيرة من مدينةِ الألعاب " ، أخذتُ هاتفي ورتبتُ الأمرَ مع صديقاتٍ لي .
في البدايةِ دُهشنَّ منّي ولكنهنَّ لم يعترضنَّ وهذا ما أريده ، اجتمعنَّ أمام منزلي وخرجنا ، خرجتُ كعادتي وأنا بأتمَّ أناقتي وزدتُ عليها القليلَ من مساحيق التجميل كي أُخفيَّ امتقاعَ لوني
في حال وصولي للمكان أسرعتُ وقعطتُ ستةَ تذاكرٍ للعبةِ الرعب ، ركضتُ نحو الشاب الذي يلم التذاكر وأعطيتها كلها له وقلتُ له مهما عَوّلت لا توقف تلكَ اللعبةِ أرجوك ، دخلت وأنا أرتجف ، جلستُ وعينيّ في الأرض وعندما بدأت اللعبة أغمضتهنّ
في التذكرةِ الأولى والثانية أخرجتُ كل الدموع التي تسكنني وصرخت ألمًا حتى أُرهقت نبضاتي ، شعرتُ بقليل من الفضول ففتحتُ عينيّ في التذكرة الثالثة أخذَ جسدي يرتجفُ خوفًا على نفسي من هول اللعبةِ ، نسيتكَ قليلًا ..
في التذكرة الرابعة ها أنا ذا أقاوم الموت " أنتَ الآن هاجرٌ لي لستَ معي ، وأنا الآن في مكانٍ أكثرَ رُعبًا من رحيلك وأقولُ لهم أوقفوا اللعبة لأنني إذا بقيت بها سيتوقف قلبي وأموت "، تذكرتُ نفسي عندما كنتُ أقولُ لكَ أنني سأموت إذا ابتعدت عني واكتشفتُ أنني كاذبة ..
في التذكرةِ الخامسة نسيتُ أنني آتية إلى هنا كي أبكي على رحيلك ، جئتُ أنحب عليكَ فنحبتُ خوفًا على نفسي أكثر ..
التذكرة السادسة كم أنا شجاعةٌ وقوية ، وعندما ينتهي وقت هذه التذكرة سأخرجُ من هنا بقوةٍ أكبر ..
انتهى الوقت ؛ ماعَت المساحيق وسوادُ الكحل ملأ وجنتيّ ، عدلتُ القليل من مظهري وتركت صديقاتي ورحلت من المكان ببرهة ، عدتُ لغرفتي وأقنعتُ نفسي أن تعلقي بك مجرد وهم وكلانا يكذبُ على الآخر ، ربما لم نكن نكذب لكن كان هناك شيءٌ ما يدخلني في دوامة لا مخرج منها ، دوامةُ سوءِ ظنّكَ بي ، كنتُ أخلق تبريرًا لكل أفعالك وبعدها أنت من رحل لكن لعله خيرًا ولا بأس ، فقط أود أن أقول لك في النهاية يبدو أنكَ شخصٌ أُصيبَ بمرضِ سوء الظن ، وأنا لستُ في حاجةٍ كي أُبررَ لكَ أبسطَ أفعالي وكلماتي وفي حال فكرت في العودة تذكر كلامي هذا وتذكر أن قلبي عادَ يلمعُ كالجواهر لم يعد رثًا ، أتمنى لك عذابٌ دائم وألمٌ يستقرُ في خافقك

غربة روح(حب)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن