إستدارت لترى ذاك الشخص بملامحه الكئيبة ولونه الباهت فبقيت تنظر إليه بصمتٍ لبضع دقائق وسط حركة الريح اللطيفة التي داعبة شعرها وحركت الأشجار لتصدر حفيفها .
(عالمٌ سعيد أنشأته بواسطة خيالها الواسع سيكون من المؤسف أن أصبغه بلوني )
همَّ بالحديث لكنه تراجع بمجرد أن شاهد إبتسامتها التي علت شفتيها وهي تقول : ما إسمك ؟
فلويد : أنت من إبتكرتني وأنت من يجب أن تطلقي عليَّ واحداً .
أخفظت رأسها وقد عادت لقطف الأزهار قائلةً : لن أبتكر شيئاً حزيناً مثلك أنت حتما لست من نسج مخيلتي .
فلويد : أنا هو الجانب الحزين منك لذا أبدو كذلك .
نهضت لتقف أمامه قائلةً : أنت مخلوق حزنٍ صحيح ، لقد حدثتني جدتي عنكم تتغذون على أحزان الناس لتعيشوا .
فلويد : كان علي زيارتها قبل مجيئي .
إيف : لقد ماتت لذا لن تستطيع .
فلويد : ما الذي أخبرتك به عنا ؟
إيف : لا أذكر فلست مستمعةً جيده ، لكن ما أعرفه هو أنك مخلوق طفيلي .
فلويد : طفيلي !
إيف : تطفلت على عالمي الخاص .
فلويد : أعطيني حزنك لأءخذه وأرحل .
إيف : لما تظن بأنني قد أكون حزينه ؟
فلويد : أنت في غيبوبةٍ منذ خمس سنين .
شعرت إيف بالسعادة قائلةً : أنا بسن الخامسة والعشرين الآن يبدو وكأنني قد إختصرت السنين في نومي لابد وأني قد أصبحت أجمل بكثير ألست محقه !؟
فلويد : ماذا !
إيف : هل رأيتني قبل أن تدخل إلى أحلامي ! كيف أبدو ؟
فرقع فلويد بإصبعه لتظهر لها صورتها ممدةً على السرير وهو ينتظر أن يملأها الحزن والأسى على حالها لكنه تفاجأ برؤيتها تبتسم قائلةً : كما توقعت حتى بهذه الملامح المتعبة أبدو جميله .
أمسكت به قائلةً : أيمكنك أن تريني أشياء أخرى من عالمي أريد أن أعرف هل إعترفت سيرا لجون هل هما معاً !؟ ماذا عن ...
أبعدها فلويد قائلاً : ماتوا جميعاً .
هدءت قليلاً ثم قامت بركل قدمه قائلةً : تحاول جعلي أحزن على حساب أصدقائي .
فلويد : أيتها اللعينه .
فجأةً ظهر من الأرض قفصٌ من أغصان الشجر ليحبس فلويد داخله فنظر حوله ثم قال بسخريه : أتظنين بأن شيئاً سخيفاً كهذا قد يوقف مخلوق حزنٍ شبه مكتمل !
أنت تقرأ
برزخي الجميل
Short Storyأنا محاصرةٌ في هذا السجن لا أعرف كم بقيت أو كم سأبقى . إنه مكانٌ جميل وسعيد لكن يظل ينقصني شيء لا أعرف ما هو أو كيف هو . ربما إنه أنت ! أجل أظنه أنت . أنت الذي أتيت لأحلامي .