كل شيء في هذا العالم رمادي اللون . الغيوم رماديه ، الأرض رماديه ، والمباني رماديه ، إنه اللون الوحيد الذي يمكن رؤيته في عالمي .
كل شيء شاحبٌ في مملكة الحزن، حتى أنا وكل مخلوق حزنٍ في هذا العالم الكئيب .
جلس على حافة سطح أحد المباني العالية يتأمل عالمه ذو اللون الواحد فظهر خلفه من العدم شخصٌ آخر بأذنين أشبه بأذني الذئب كبيرة الحجم وجناحين كبيرين ثم قال : هل إخترت ضحيتك .
أجابه قائلاً : أجل .
ثم فرقع بأصابعه لتظهر أمامه صورةٌ لشابةٍ في مقتبل العمر مستلقيةً على سرير في المشفى والألات تحيط بها فنظر صاحبه بتمعن ثم قال : تبدو لي غرفة مشفى !
فكر قليلاً ثم قال بتعجب : محال ! هل فقدت عقلك هذه مجازفه .
فرقع الآخر بأصابعه لتختفي الصورة ثم قال : إيف ، الخامسة والعشرين من العمر دخلت في غيبوبةٍ إثر حادثٍ تعرضت له قبل خمس سنين سيكون لديها الكثير من الأحزان لتجعلني مكتملاً .
أومأ برأسه قائلاً : فلويد يا صديقي تعلم بأنك ستعلق في عالم البرزخ خاصتها حتى تستعيد وعيها أو تتمكن من الإستحواذ على حزنها .
فلويد : لهذا إخترتها .
نهض ثم إستدار نحو صاحبه قائلاً : لا تقلق روغ أعرف ما أنا مقدمٌ عليه .
مر بجانب روغ الذي أمسك بكتف الآخر قائلاً : لا تنسى المدة المحدده إن لم تعد حينها سأضطر للتدخل .
فلويد : تتباهى بكونك مخلوق حزنٍ مكتمل ، على كل حال لن تضطر لذلك .
وقفت والدتها بجانبها وهي تمسك بيدها قائلةً : عزيزتي إيف لقد إقترب موعد ولادتي سترزقين بأخٍ أصغر ، متأكدةٌ أن هذا الخبر سيسعدك أسرعي وعودي إلينا فنحن نفتقدك أنا أفتقدك .
مسحت دموعها ثم وضعت يد إيف على بطنها قائلةً : يمكنك الإحساس به صحيح .
وقف فلويد بجانبها ونظر إليها وهي تضع يد إبنتها على بطنها ثم توجه نحو إيف ووضع إصبعه على جبينها ليختفي ويظهر في حديقةٍ مليئةٍ بالأزهار من كل الألوان والأشكال .
الأرض التي تكسوها الخضرة والسماء الزرقاء الصافيه كل تلك الألوان سببت له دواراً فأمسك برأسه وهو يغمض عينيه وفجأةً تسلل إلى مسامعه صوتٌ رقيقٌ يشدو بالألحان .
فتح عينيه ليرى فتاةً جالسةً بين الأزهار تقطف منها وهي تغني فتوجه نحوها ليقف خلفها قائلاً : إيف .
أنت تقرأ
برزخي الجميل
Short Storyأنا محاصرةٌ في هذا السجن لا أعرف كم بقيت أو كم سأبقى . إنه مكانٌ جميل وسعيد لكن يظل ينقصني شيء لا أعرف ما هو أو كيف هو . ربما إنه أنت ! أجل أظنه أنت . أنت الذي أتيت لأحلامي .