اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أنا هنا منذ سنين ، لم أعد أتذكرُ طعم الحياة جيداً ، أعتقد أنه أفضل عقاب واجهته .. هو هذا العقاب .
أنا من أحببتُ القفز والركض مع أمواج الرياح أجلس الآن في مكاني ... مقعدٌ خشبي كما كل المقاعد في هذه الحديقة اللعينة .
أرى تساقط أوراق الأشجار في الخريف ... يغطيني وشاحٌ أبيض ثلجي في الشتاء ... تتسلق علي الأزهار وتتفتح في الربيع ... وتحرقني الشمس في الصيف ...
كم أشتاق لقدماي عندما أرى اللاعبين يستريحون عليي كم أشتاق لسماع نبضات قلبي وأنا أرى العاشقين يتجاذبون أطراف الحديث فوقي
ربما لو كنتُ أملك قلباً لكان الأمر أفضل بكثير ...
عيناي ، أنفي ، فمي .. اشتقتُ لملامح وجهي أن أرى وأشم وأتذوق ، أن أعيش كما كنت قبل ذلك اليوم الأسود .
إنها ليلةٌ باردة ولا أحد هنا يشاركني وحدتي ... خالية والجو بارد ، وحيد في هذا المكان الواسع .
إن الوحدة مؤلمة وأنا أستحق كل هذا الآلم ، ما أصعب أن تكون إنسان وتجد نفسك مقعد خشبي مركون في حديقة النسيان !
قصتي والخيال توأمان ، وجهان لعملة واحدة وكم أرغب في البوح عنها وأن أقول ما جعلني عاجز بني اللون
أريد وبحق أن أريح ما تبقى من فؤادي الخشبي أيام معدودة وسأصبح مقعد كامل .. سويعات قليلة وأصبح جماد ... ولكنني سأتكلم ، أريد أن يكون آخر شيء أفعله في حياتي فعل يفعله الإنسان الذي تمنيتُ طوال حياتي أن أكون مثله ولم أستطيع ... أريد أن أتكلم ...
