7) ماذا حدث ؟

146 36 22
                                    

فتحت عيني وحدقت هنا وهناك , مازلت في الحديقة اللعينة , تنهدت بعمق و ... ماذا ؟ كيف حدث ذلك ؟ كيف سمعت صوت أنفاسي ؟ هل الخشب يتنفس أساساً ؟ نظرت لنفسي , شهقت بصدمة .. ماذا حدث لي ؟ كيف أصبحت إنسان من جديد ؟

-" هل تريد أن تعرف ؟ "

سؤال جاءني من الخلف فأفزعني , التفتت للوراء كان كتاب

" حياة الملعون من الصفر للمليون "

اصفر وجهي وسألته :

-" هل أنت تتكلم"

-" أجل"

-" ولماذا .."

قاطعني مكملاً سؤالي :

-" لم أتحدث معك من قبل , حسناً لأنك لم تكن ناضجاً بما فيه الكفاية "

تعالت إشارات الإستفهام فوقي فتابع:

-" عندما كتبتُ هذا الكتاب وضعت ما تبقى من روحي داخله لأستطيع التكلم ولأستطيع أن أقول لك مبارك "

-" مبارك ؟ على ماذا ؟"

-" سأخبرك القصة كاملة بشرط ألا تقاطعني "

أومأت موافقاً فقال :

-" كتبتُ هذا الكتاب عن اللعنة والملاعين بعد دراسة طويلة لها والتي صنعتها الطبيعة انتقاماً من البشر الذين سخروا حياتهم لإذائها فقط لذلك أنزلت عليهم السماء هذه اللعنة وأذاقتهم شرها حتى أصبحوا يخافون نطق اسمها "

-" وماذا بعد؟ "

صاح بغضب :

-" ألم أقل لك ألا تقاطعني ؟ "

- "أنا آسف تابع من فضلك "

تأفف وقال:

- "حسنا سأتابع
خُلقت الملاعين لحماية الطبيعة وقد كرسوا حياتهم لفعل ذلك , فتراهم يزرعون الأشجار أينما ذهبوا ويتصدون للذين يؤذونها تماماً كما كان يحدث معك في صغرك "

انتابني الفضول , سألته رغم العتاب المتوقع : 

-" ولكنني لم أكن ملعون كامل فأنا ..."

أجابني بسرعة:

-" اعلم ذلك ... اقرأ هذا "

فتح نفسه على صفحة 780 قصيدة الملاعين , اقتربت منه وقرأت ما بدا كشعر مخطط

هذا الملعون
حارس السجون
يؤذي العيون
شارد الذهون
ورقم مليون
الخارج عن القانون
وبنفسه مفتون
ينهي الجنون
وهو أحد العاديون

-" ما هذا ؟ "

سألته دون فهم فأجاب :

-" هذه الكلمات نزلت مع ولادة الملعون الأول وهي بالمختصر معنى اللعنة
أخبرتنا السماء بهذه النبوءة توضيح لكل شيء تقريباً
أن هذه اللعنة مؤقتة ينهي الجنون
وبأنها خلقت للإنتقام من الناس حارس السجون
وبأنها جد خطيرة إن اشتد القتال بها يؤذي العيون
وبأن النهاية ستكون عند الملعون رقم مليون الطائش والغبي
ورقم مليون الخارج عن القانون وبنفسه مفتون
وهذا يا عزيزي هو أنت"

قلبي من خشب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن