الرَّمقُ الأخير.

5.7K 380 566
                                    


تبتلعني الظلمة و تستدرجني الذكريات الى عوالمٍ ماسلكتها وتترنم بإهزوجة الحوت الحزينة.
أغرق ولا أغرق أعوم في فضاءٍ لجّي.
وسط طوفان الشتاء،اتذكركِ لأغرق..
أغرقُ لأموت
ويجثم الصمت على حواسي و استشعر وجودك الصامت المخفيّ عن انظاري،
استنجدُ مثل غريق شهقاته إحتضار عالمه قد اختفى ببقعة الضوء اليتيمة
خاتمة مرآه.

صراخ.
عويل.
إضرابٌ من الهلع
صوت استنجادٍ خفيّ
بفعل التوغل كان يحملُ صوتكِ،
ابصرمن خلالهِ هيئة جسدكِ

و اشعر بي أسايُر الرياح بذات السرعة
و أشعر بلإنتصار بفعل وصولي قبل أن يبتلعكِ الثقب العظيم

أمد ذراعي لأنتشلكِ.
هيئتي شفافة،تتخلل جسدكِ بإنسيابية مفرطة
تنفذُ من خلالك

و الثقب بفعل انيابه يبتلعكِ
و أفقد صوتي.
و اسمعكِ ترطنين بلغةٍ لا أفهما
لكنها تميل أكثر لكونها
تذمر وسخط

و تختفين.

و اجأر.

لقد تجشأني الحُلم..

لفظتكِ واهنًا كحشرجة المحتضر
أتصبب عرقاً و ألهث كمن ركض اعوامًا سحيقة

يدي تمتد بنفس شاكلتها
لكنها غير شفافة،ولا تتخلل باطن الأشياء

تنهدتُ براحةٍ لكونهُ حلمًا
وعدتُ لمضجعي
منذُ عامٍ مقضيٍ مضى و أنا غاطسٌ بجسدي بين الوسائد
وجمتُ الإستلقاء الملول لهذا وعوضًا عَنهُ كنت قد قررت أن أكتب
ليس توثيقًا لسوداويتي لكن الكتابة بدت كما لو انها الشيء الوحيد الذي أتقنه.

وهذا ما سوف افعلهُ الآن..

لأنه لايوجد شيء صحيح قادرٌ على تفسير ميتتكِ
سأكتبكِ

لأني لا أستطيع أن أبدا إلا من هنا،من العويل الصارخ داخلي
سأكتبك.

أوراقي تتوسط الطاولة الخشبية
أوراقٌ غارقة بالبياض و اوراقٌ تخضبت بالسواد و الإنشطار برأس القلم
وحروف اضناها التعب لتميل متهاويةً اسفل السطر
و اخرى انهال عليها مزاجي لتتكور مقتولة قبضًا على طرف الطاولة

وَدق|B.BHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن