1| لون أوحد .

381 39 27
                                    

- أمد يد نجدة معطوبة .. فتلقفها -

Jung Eimy pov :

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

Jung Eimy pov :

- لا زال صباح بوسان يتمايل في أطماره البالية ، كأنه أرملة تندب مصيرها الموحش . المدينة الصغيرة تنكمش على نفسها بردا ، صمتا و حدادا على أوراق الخريف المتناثرة هنا و هناك ، تحتضر في سكون مثير للريبة .

- خرس مرير ، أمطار متساقطة ، و نعيق غراب يتيم يشارك في مراسم الحداد الصامتة التي اكتستها الأحياء الشريدة اليوم ، يبكي بوسان و أهلها .

- أطل من السطح ، أبث المدينة العذراء الأشواق دخانا يتداعى من رئتاي في هدوء ، و أنا ألفظ بقايا سيجارتي الثانية بعد العشرة على أنقاض الأزقة اليتيمة من كل شيئ ، أتفحص بنظري العالم من أعلى ؛ حيث يبدو صغيرا وضيعا ذليلا مسودا بلا ألوان .. أنا التي لم تكن لترى يوما من الدنيا غير سوادها .

- في صباح خريفي كهذا ، يستيقظ الناس من أحلامهم الدافئة المليئة بالحب و السعادة ، فيما أستيقظ أنا من سهادي الليلي بعد ليلة أبدية من الأرق إلى عالمي الباهت الكالح . أستفيق منه لأستفيق إليه .

- فهل آن لليالي السهاد أن تنتهي يا ترى ؟

-

|08:05| : عيادة الطبيب .

- تموضعت إيمي على السرير البارد من هذه العيادة الصغيرة ؛ عالم جامد يلفعه البياض . و مقابلها جلس الطبيب النفسي ، بنفس الملامح الباردة التي لا تتغير مع كل جلسة ؛ ملامح ثابتة تماما كحزنها ، سعل الطبيب قبل أن يردف :

- " تتناولين أدويتك بانتظام ؟ "

- أومأت بالإيجاب في سكون ..

- " جونغ إيمي ، ما نوع الأحاسيس التي تنتابك مؤخرا ؟ القلق ، الاضطراب ، أو شيئ من هذا القبيل ؟ "

- رفعت إليه عينين مثقلتين بألف هاجس و هاجس لتمتم :

- " أنا في مرحلة أسوء ، أنا لا أشعر بشيئ "

- " سبق و حاولت الانتحار ؟ "

- ازدادت انكماشا على نفسها ، محيطة ركبتيها بذراعيها ، لتقول بنظرة يحتويها الرجاء و الاستنجاد :

- " مرارا "

- قام الطبيب من مكانه كأن الأمر لا يعنيه ، جلس إلى مكتبه ثم حك ذقنه مفكرا ، أخرج ورقة و خط عليها بعض أسماء العقاقير و الأدوية ، ثم مد لها الورقة في شيئ من البرود و الرسمية ليقول :

- " اكتئاب حاد ، و أرق مزمن كالعادة ، وضعك لا يتغير جونغ إيمي ، اهتمي بصحتك ! "

- هنا ؛ انفلتت منها دمعة لقيطة لم تستطع كبحها ، فكرت لوهلة في هذا الطبيب الذي يسرد نفس الكلام على مسامعها منذ سنتين .. استنجدت به لكونه طبيبا لعله يعينها على جمع شتاتها الضائع ، لكنه و للأسف كان مجرد شخص يقوم بعمله في اعتيادية و فتور . نهضت من مكانها في تثاقل ، تلقفت حقيبتها المدرسية ، ثم اجترت خطاها المتباطئة في إحباط استوطن كيانها نحو الباب ، تاركة إياه خلفها حاملا ورقته ، و قبل أن تخرج التفتت إليه لتردف في هدوء :

- " الطب النفسي ما هو إلا كذبة ابتدعها البشر ، ما يحتاج إليه المضطرب نفسيا فعلا ، هو محادثة دافئة و القليل من الحب و الاحترام و التقدير ، و ليس عقاقير طبيب يرى فيه رقما أكثر مما يرى فيه إنسانا "

- صفقت الباب بقوة خلفها قبل أن تسمع إجابته . استلت نفسا عميقا ، عدلت خصلاتها المتمردة المنسدلة في إهمال ، لتسير متحاملة على نفسها إلى مدرستها لا تلوي على شيئ .

-Insomnia | ليالي السهاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن