2| قوس قزح .

283 28 37
                                    

- وحدث أن تحرشت ألوانك بسوادي -

|10:05| : ثانوية بوسان التأهيلية

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

|10:05| : ثانوية بوسان التأهيلية .

-خطت إلى داخل القسم في استياء ، ثم ارتمت بجثتها على المقعد الخلفي ، وضعت السماعات بأذنيها ، ثم حملت من محفظتها إحدى رواياتها ، لتبدأ بالتهام سطورها تباعا ، دون أدنى اهتمام بالأستاذة التي تشرح الدرس في شغف ، و لا بالتلاميذ حولها الجالسين في هدوء و انتظام عكسها هي .. حصة الأدب لا تستهويها في كل الأحوال .

- فجأة سمعت طرقا قويا على الباب ، أزالت سماعاتها في لامبالاة ، ثم رفعت عينيها لترى المدير يدخل في شموخ ، متبوعا بإحدى التلاميذ ، بدا أنه تلميذ حديث الانتقال .

- نظرت إليه إيمي في جمود ، لوهلة أحست أنها تعرفه ، و ليس مجرد المعرفة ، ملامحه بدت مألوفة ، كانت خصلاته الفاحمة تتدلى متموجة تحتضن جبهته السمراء ، و ابتسامته المستطيلة ارتسمت جلية على ملامحه الحادة ، فيما كانت عيناه تعكسان روح طفل غرير .. و الأهم من كل هذا ، أنه كان يرتدي الكثير من الألوان .

- بدا لها كقوس قزح بديع التفاصيل ، في ليلة غبراء مطيرة .

- همس المدير بضع كلمات في أذن المعلمة ، ثم ولى خارجا ، بينما توجهت هذه الأخيرة نحو التلميذ المستجد ، لتردف مبتسمة في وجهه ترحابا :

- " مرحبا بك في ثانوية بوسان التأهيلية كيم تايهيونغ ، تستطيع الجلوس في مكتبي ، ريثما نحضر لك مقعدا . "

- تلقفت المعلمة الرواية التي كانت بصدد شرحها مجددا ، سعلت قليلا قبل أن توجه نظرها لتلاميذها الجالسين في انتظام و تكمل بنفس نبرتها الموزونة و الفصيحة :

- " إذا و كما أخبرتكم قبل قليل ، فنحن الآن أمام رواية روميو و جولييت للكاتب و الشاعر العظيم ويليام شكسبير ، تناولت الرواية أساسا موضوع الحب . إذا و قبل أن نشرع في تحليلها ، سأسالكم جميعا ، و أريد إجابات واضحة و صريحة ؛ ما هو الحب بالنسبة لكم ؟ "

- صمت مطبق ، كان كل ما استوطن القسم بعد طرح السؤال ، تلته بعض الضحكات المكتومة ، و الهمسات الخبيثة التي أخذ يتداولها الجميع . توترت المعلمة بعد أن قوبلت بردة فعل لم تتوقعها ، لتلتفت إلى التلميذ الجديد الجالس في هدوء ، و تقول في خفوت و هي تشير إليه بسبابتها :

-Insomnia | ليالي السهاد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن