الفصل السادس

16.3K 334 6
                                    


كان الصمت يخيم علي الصحراء حينما قطعه صوت اقدام الفرس الثائر الأسود الذي يشبه صاحبة تماما في السرعة والقوة.....
وما ان عبر الصحراء برمالها الذهبيه الغارقة في سواد الليل حتي وصل الي ارض واسعه ملئة بالبيوت ليتجه  الي بيت كبير كتب عليه بحروف ذهبيه تعلو قطعة مربعه من الرخام  جابر  الجبالي  وما ان وصل حتي رأي الرجال الواقفون ببنادقهم لحماية المكان....
اقترب منهم وقال بصوت خشن....
__ عاوزه اجابل سيدي ليث.
نطق الحارس بغلظه...
__ اجولو مين.
__ جولو رجال عوزك برا خلص.
اشار الحارس الي صديقه ليدخل هو بينما وقف يتابع ذالك الرجل الذي يرتدي جلبابا وعمامة بيضاء  بشك واسلوب مستفز حتي كاد الرجل  يلكم وجهه فأذال الشال من علي وجهه وقال بغيظ  .....
__ ايه يا حامد لكونش مش عجبك ولا حاجه.
كاد الرجل يرد بفزع لولا ان قاطع كلامهما خروج ليث بوجه يملئة الاستغراب وزاد الاستغراب حين رئ ذالك الرجل الواقف امامه الذي يصغره في السن عدة سنوات .....
___ مروان..... اتفضل ادخل يا واد عمي........
قال مرواد بجدية اثارت قلق ليث...
__ لاه انا معوزش ادخل انا جايلك في حديت مهم.
فهم من نبرته انهم يحتاجون للأنفراد لهذا تحدث بصوت عالي.....
__ يلا...حامد انا رايح مشوار ان سأل عني الكبير جولو خرج وراجع.
هز الحارس رأسه بينما انطلق ليث  ومعه مروان ابن عمه وابن عم شمس ايضا  كل علي جواده ....
حينما وقف كليهما عند ارض مهجورة قليلا  ليستطيعو الحديث بدون مقاطعه ....
نزل ليث من علي جواده وتبعه مروان  فقال بستفهام.....
__ خبر ايه يا مروان  .....ايه الي جابك السعادي .....  وجيبني علي ملي وشي ليه.
قال مروان بجديه
__ ابن عمي ملجينلهوش يا ليث.
رد ليث بتعجب .......
___ واااه مين فيهم وكيف ملجيناهوش يا مروان .
__ مازن الصغير.....ابن عمي عبد الرحمن  ....انا وابوي وياسين واعمامي بندور من الصبح وملجنهوش..... ولسا رجعين  البيت دلوكت لجينا شمس خرجت ومها شاكه انها طلعة تجيبو .......انا عارف انك الوحيد الي جدي امنو علي شمس فجيتلك اجولك طوالي....... لأن اعمامي .....بيجولو محناش فاضين  .
صر ليث علي اسنانه بقوه غيظا من شمس ومن اعمامه قليلي الضمير......
ثم قال بهدوء....
__ شكين  في حد .
__ مهران ولد حفيظة هو الوحيد الي ليه موصلحة.
قال بستغراب وهو ينظر اليه بعمق.......
__ وايه مصلحتو بيكم يا مروان   ....
قال مروان برتباك....
__ كان بينا شغل.....وهو كان عاوز يتمم الشغل بشرط نجوزو شمس.....
احتدت نظرات ليث واشتعلت غضبا فتابع مروان بسرعه. ...
__ بس هي موفجتش ولا اني ولا ياسين اخوي وطبعا اعمامي ومراتاتهم معرفوش يجبروها.....فهو لغا الشغل وكان هيضرنا فشمس وجفتلو ومن سعيتها وهو مهيجبلناش .
اشتعلت النيران داخل قلبه بينما غلي دمه حتي قارب الإحتراق......
قال بحده.....
__ ماشي ياشمس الجبالي....ماشي مكونش انا ليث الجبالي عشان تستغفليني اكده..
قال مروان محاولا تهدأة ليث  الغاضب....
__ اكيد كانت هتجولك يا ليث.
قال بغضب كلما طال المدي يزداد اكثر فأكثر .....
__ ميتي يا مروان..... كانت هتجولي ميتي .....انا رايح دلوجتي.... انا عارف هي فين.
ذهب مسرعا  الي ارض الخواء واقدام فرسه الأبيض تحفر الأرض حفرا ..........   دخل الحظيرة التي تضع بها خيلها ولحسن حظه وجدها تضع السرج علي حصانها تنوي الرحيل ......
لم تنتبه لقدومه وهي تعد فرسها حتي تذهب الي ذالك الحقير منقوص الرجولة الذي اخذ ابن عمها.....
اجفلت وهي تسمع صوته القوي الغاضب وهو يقول بحدة.....
__ علي فين العزم انشالله يا بت الجبالي.
استدارت بفزع ووضعت كفها الصغير علي صدرها.......
__ بسم الله الرحمن الرحيم.....فزعتني ياليث.
تجاهل كلماتها ليقول بهدوء خادع....
__ مجولتيش علي فين العزم يا شمس.
قالت بتلعثم ....
__ كت......اصل....
نظر لها بسخريه واحتقار ثم قال بتهكم مرير....
__ اجولك انا ......راحة عند مهران ولد حفيظه.... تجيبي مازن مش كده.
ردت بقوة هي ابعد ما تكون عنها.....
__ ايوه...
قال بلوم فج وعيناه تزدادان دكنة وقسوة.....
__ مجولتليش ليه يا شمس.
قالت بسرعة تنفي عن نفسها التهمة....
__ كنت هجيلك دلوكت...
رفع حاجبه غير مصدق ثم قال....
__ طيب و هتجوليلي كمان  مهران ولد حفيظه خد ولد عمك ليه.
شعرت شمس بقلبها يهوي بين قدميها وهي تسمع كلماته.........
من نظرات ليث الغاضبه علمت انه يعرف......
كيف ومنذ متي هي لا تعلم.......
لكنها لم تنوي الاستسلام لغضبه لتلملم شتات نفسها بصعوبه ثم قالت.....
__ عشان كان بينو وبين اعمامي شغل وانا وجفتو.
تابع تحقيقة القاسي كأنه يحاصرها بين المطرقة والسندان....
__    اه والشغل دا وجفتيه ليه.
__ ملكش فيه يا ليث .
قالت شمس ذالك بدون قصد منها وعلمت انها قد اسأت القول حينما وجدت وجه ليث قد اسود من الغضب وعيناه اصبحت كجمرتين من جهنم وقال بصوت جامد بعيدا تماما عن صوت ليث الحنون........
__ بجي اكده يا شمس....ماشي يا بنت الناس انا دلوكيت اعرفت انك ملكيش كبير ولا شورة بس علي راحتك يا بنت الجبالي علي راحتك.....
استدار يغادر الا انه التفت اليها في اللحظة الأخيرة ليقول ......
__ انهارده ولد عمك هيرجع علي داركم وانتي هتروحي دلوكيت فاهمه ....بس لسه حديتنا منتهاش .
قالها وقفز علي  جواده وانطلق مبتعدا وهي تتابعه فقط بدون حراك وكأن ادراكها ذهب ادراج الرياح...
وكأن شمس القوية كسرت...
لا بل تشققت وهي تري عماد حياتها يرحل......
لكن لا ليث لن يرحل...
هو غاضب قليلا وهي ستراضيه.....
بعد دقائق عادت الي المنزل وهي تفكر بأن ما قاله ليث مؤكد من غبه لا اكثر......
هو سوف يسامحها ......
سوف يغضب قليلا ثم سيعود صافيا كالحليب .......
فهو لن يتخلي عنها بتلك الطريقة وبسبب كلام سخيف مثل هذا....
مؤكد انه سيحدثها غدا حين يعود.....
ظلت امام باب المنزل تنتظر حتي  سمعت صوت صفير من وراء شجره عامرة اقتربت منها لتري ليث يحمل الصبي بين يديه ناوله لها وقال....
__ ابن عمك اهو يا بت الجبالي.
__ ليث اسمعني....ليث انا مجصدتش...
قاطعها بعنف وصوت خفيض...
__ معويزش اسمع منيكي حاجه دلوكت  ....كفايه انك خبيتي عليا وخلتيني كيف الغريب....وكمان انا مليش دخل يا شمس مش اكده...... .
__ ليث...اني..مجصدتش  ...
__مجصدتيش ....ولا جصدتي يا بنت الجبالي ..... معدش للحديت عازه .....بكفيانا يا شمس بكفيانا ...
__ ليث...
__ جلت بكفياكي يا شمس خلاص هملينا من السيرة دي عاد....انتي عرفاني من الاول يا شمس اني مهسمحش لحد .....اي حد انو يجلل من جيمتي فاهمه....وخلاص يا بت عمي اليوم طريجنا افترج انا من يمة وانت من يمة .
تركها ورحل ودخلت هي الي المنزل وعلي زراعها الصبي النائم....
اول من رأتها كانت مها لتصرخ بفرحه....
___ مازن رجع....مازن رجع يا ابوي مازن رجع يا جميله.
خرج الجميع الي البهو حيث كانت تقف شمس لتناوله لهم وتنسحب هي الي غرفتها بصمت تبعتها مها لتوقفها قبل دخولها الي الغرفه .....
__ شمس...منين جيبتيه ومين كان واخدو.
ردت بتعب لم تلحظه مها في غمار سعادتها  .......
__ مش اني الي جيبتو يا مها....والي خدو وهدان ولد حفيظه انتي عارفه عشان الموضوع الجديم.
__ مجلتليش مين جابو....
__ ليث.....بس معرفاش مين جاله.
_____اني يا شمس ____
قالت شمس بغضب  ....
__ انت يا مروان ليه.
قال بغضب متزمر.....
__ عشان معرفتلكيش طريج وكت خايف عليكي.
صرخت به بوجع لم يدرك احدهما سببه....
__ تجوم تجوله.....الله يسامحك يا مروان الله يسامحك.
دخلت شمس غرفتها وقد صفقت الباب بعنف وقد شعرت بألم لم تعرفه منذ سنوات مضت ....
ترقرقت دموعها من جديد لأول مرة منذ عرفت ليث.....
   وقد شعرت بأنها  محطمة بمعني الكلمه كما كانت وقت وفات والدها وهروب والدتها.....
شعرت بالإختناق والوحده.........
الا انها حبست دموعها ببأس وتنفست بعمق .....
حاولت النوم .......
ولكن النوم ابى ان يزور جفونها وكل تفكيرها يعود الي ذالك الفارس الذي تركها وحدها......
دوما كانت تحلم ان تكون فرسة برية لا يحكمها احد ولا يستطيع احد ان يروضها ولكن لم تكن تعلم ان ليث روضها بدون علمها اشعرها بالحرية وهو يمسك لجامها بصلابه .....
ولكن ما ان تركها فارسها وسط الصحراء  لتصبح حرة طليقه .....
حتي شعرت انها شلت كأنها في سجينة  لا حره ......
كأنها في قفص رغم اتساعه يخنقها.....
كأن حريتها في وطن اتخذته من قلبه هو......
وهو فقط......
_________________           
في اليوم التالي فجرا  ذهبت حيث فرسها القوي لترتدي ملابسها ثم تصعد علي ظهر جوادها لتنطلق الي الصحراء حيث مكان مقابلتهم اليومي.....
كانت يائسه تمني نفسها لو تلمحه فقط ولكن من حسن حظها انها رأته يقف هناك بكل شموخ  يمسك بندقيته يطلق الطلقات الناريه واحده تلو الأخري ليهز الجبل بصوت طلقاته الثائره.......
قفزت عن  جوادها وتحركت بتجاهه بتردد حتي اصبحت خلفه لتقول بصوت خرج متحشرجا علي الرغم منها....
__ ليث.
لم يرد عليها بل تصلب لعدة ثواني ثم عاد يطلق النار كأنه لم يسمعها او يشعر بوجودها......
اعادت ندائها له مرة تلو الأخري الا انه لم يكن يرد حتي وجدته يصرخ بها فجأه بصوت قوي خشن  ..
__ ايه الي  جابك اهنه...... انا مش جولتلك معوزش اشوفك واصل......
ادمعت عيناها مرة اخري ثم قالت بهمس مجروح ...
__ ليث انا مجصدتش.
__ ميهمنيش .....
قالها بجمود زاد من ألم قلبها لتقول بحشرجة وبحة باكية لأول مرة يسمعها منها... ..
__ليث  انا هسافر...
تصلب مرة اخري ثم التفت ناظرا اليها للحظات تلاقت عيناها المعتذرة المتأملة مع عيناه الصلبة الجامدة......
زلزل قلبها بجمود عينيه المشتعل .....
تحطم امها الي فتات هي تراه يستدير عنها ليقول ببرود بينما يرفع بندقيته ليصوب الي الهدف......
_ بالسلامه يا شمس.
اطلق رصاصة اصابت الهدف لكنها للحظة شعرت ان هذه الرصاصة اصابت قلبها هي......
نثرت املها واحلامها في الهواء كذرات التراب.......
تراجعت  خطوات الي الخلف ببطأ وضعف تملكها  ثم ما لبثت ان صعدت علي جوادها لتنطلق بسرعة كأنها رياح عابره......
ما ان شعر برحيلها حتي رمي البندقية علي الأرض  ونظر الي مكان رحيلها بصمت سرعان ما تحول الي زفرة حارة شقت صدره من الألم ........
******************************'
بعد اسبوع كانت تقف في غرفتها تنظم غرفتها لأخر مرة .....
لقد عاشت لحظات متعبة وحزينة في هذا المنزل لكنها لم تتخيل ان تتركه يوما لكنها سوف تتركه...
ولا تعلم ان كانت سوف تعود اليه ام لا
.....
نظرت الي مها التي تجلس بجانبها علي الفراش تبكي بحزن....
قالت شمس بحنان وهي تجلس بجانبها....
__ بتبكي دلوك ليه.
قالت مها بحزن....
__ يعني معرفاش.... عشان هتروحي وتهمليني.
تنهدت شمس بحزن ثم قالت....
__ بيكفياكي يا مها.... انا مريحاش لأخر الدنيا...... دا انا هسافر موصر عشان الجامعة بتاعتي وهرجع  .....
ضمتها مها ثم قالت بشهقات ...  
___ هتوحشك يا خيتي .
ضمتها هي الأخري بحنان وقد سالت دمعة يتيمة علي خدها الأسيل.....
__ وانا كمان هتوحشك.
اعدت كل ما يلزمها للسفر بمساعدة مها وزينب زوجة شقيقها التي سوف تسافر هي وزوجها بعد يومين.....
تسللت لتخرج من المنزل بدون ان يشعر بها احد ثم ذهبت الي ارض الخواء ..... ابتسمت لحصانها ووضعت له الطعام والشراب وملست برقة علي جيده لكنه نفر منها وصهل عالية فقالت بصوت شبه باكي......
__ انت كمان زعلان مني يا رهوان عاوز تهملني زي ليث يا رهوان ......طيب انا عملتلك ايه انت كمان.....انت زعلان عشان زعلت ليث.....والله مكت اجصد ازعلو وغضبو عليا........ اني حاسة ان جلبي بيتحرج في بعدو عني يا رهوان...... دا حتي مهيودعنيش ...انت عارف اني مليش بعد ربنا غير ليث احملو همي.....طب ما انا دايما بعك في الكلام وعمرو مغضب عليا طول عمروا حنين عليا حتي اكتر من جدي الله يرحمو ....ليه بجي دلوجتي زعل وضايج وغضب عليا ... مهمهوش اني هسافر يا رهوان...... يعني هو مش هيكلمني ولا هيودعني حتي....انا خلاص معادش ليا مكان اهنه يا رهوان انا هسافر النهارده ومهرجاعش تاني ابدا ....اكده ولا اكده اعمامي مهيصدجو يرتاحو مني وليث خلاص معادش عاوزني ولا طايجني وانا الي معوزنيش معوزاهوش مفضلش غير انت يا رهوان بس متخافش انا هخليك مع حد بصج فيه......بس عارف هتوحشك جوي و .... وهتوحشوا  هو كمان جوي جوي .....
تنهدت بعمق ثم تلمست رقبة الجواد الذي صهل لها كأنه يشعر بحزنها ويواسيها.....ابتسمت ابتسامه باهته له ثم قالت....
__ سلام بجي يا صاحبي يا عالم هشوفك ميتي تاني او مهشوفكش ابدا.....لا انت ولا......ولا ليث.
.................                
خرج من منزله في الصباح وهو يشعر بالكدر والكئابة  فهو منذ اسبوع لم يراها ..... لم يحدثها ولم يشبع شوقه لها..... يشعر بالغضب منها نعم لكن.....هي لم تقصد ...... لقد قسي عليها بقوة هذه المرة لكنه كان غاضبا.....
غاضبا بحق.....
كيف تخفي عنه امرا كهذا وايضا..... كيف تقول له بكل تبجح ان لا دخل له.... انه الوحيد الذي له دخل في حياتها... هو مشتعل منها بعد كلمتها الغبيه لكنه سوف ينهي الأمر اليوم....
التمعت عيناه بعزم علي اصلاح الخلاف بينهم فهو قد اشتاق لشمس....
شمس الجبالي .......
شمسه هو.....
اخرجه من افكاره صوت الحارس يناديه  قبل ان يذهب حيث سوف يجدها مؤكدا.....
في ارض الخواء....يسلمه ورقة.....
__ من مين دي يا حامد..
__ راجل كدا جصير وصوتو زي الحريم ....ادهاني عشية امبارح وجالي اديهالك انهارده.
همس لنفسه بصوت لا يسمع...
__ شمس.
__ انت بتجول حاجه يا سيدي.
قالها الحارس بفضول ليقطعه ليث الغاضب.....
__ لاه يا حامد معجولش حاجه روح انت شوف اشغالك  .
عاد ادراجة الي منزله ثم الي غرفته الخاصه وجلس علي طرف الفراش الخاص به  وفتح تلك الرساله الصغيره بوهن لا يعلم لماذا شعر بذالك الإنقباض داخل صدره ....
كأنه يعلم ان ما كتب فيها لن يعجبه ابدا......
________
اني عارفه انك معوزش تشوف خلجتي ولا تسمع صوتي تاني  عشان اكده انا كتبتلك الورجة دي يمكن معدناش هنشوف بعضنا تاني وهترتاح من خلجتي خالص يا ولد عمي .....
انا خلاص سافرت يا ليث ومهرجعش البلد واصل عشان متشوفنيش يا ليث وعشان انا عرفت اني خلاص معادش ليا مكان في البلد دي يا ليث بعد مكل الي كانو ليه فاتوني وراحوا ......اني كتبتلك الورجه عشان اأمنك امانه ....رهوان في البيت الجديم خلي بالك منيه وعيلتي امانه في رجابتك يا ليث....انا معنديش حد واثجه فيه غيرك حتي لو انتي مبتوثجش فيا .... نفسي تسامحني بس يا ولد الجبالي وتفتكرني يا ولد عمي .
__________
ضغط علي يده الممسكه  بالورقه للمرة الألف بعد المليون......
تنهد بحرقه وهو ينظر الي الورقه المجعده المهترأه بجمود ...
لقد مرت خمس سنوات ....
خمس سنوات منذ رحيلها عن البلدة وانقطاع اخبارها تماما حتي عن اعمامها
خمس سنوات يشعر بالذنب لرحيلها وبالألم لبعدها  ......
لم يعلم انها .......
انها تشكل اكبر جزء في حياته حتي رحلت .....
رحلت وقد سرقت روحه معها فأصبحت حياته فراغ في فراغ.......
خمس سنوات لم يسمع صوتها ولم يتعارك معها لم يشعر بطيبتها ودفئها وحنانها الفطري الذي تحاول اخفائه قدر الإمكان..
اااه كم اشتاق لها ولعطرها ولعيونها الذهبية التي تشع دفئا لتأسر قلبه  اشتاق لشقاوتها وجرأتها اشتاق لبسمتها ومشاجراتها .....
قام من مجلسه واتجه مباشرة الي جواده........
او جوادها رهوان ذالك الحصان الاسود القوي كصاحبته اخر ذكري لها معه....
هو يحب هذا الحصان بشده فهي كانت تحبه.....
هي كانت جزء من ذالك الحصان عطرها ملتصق به شكلها مقترنا به  ركب حصانه وانطلق الي اعماله التي لا تنتهي ولا يريدها ان تنتهي حتي لا يفكر بها او يشتاق لها او يتمني وجودها......فقط لو يعرف مكانها ..........
-----------------_----------------             

شمس... (((((( مكتملة)))))) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن