يقلّب بين صَفحاتِ كتاب الكيمياء اللعين، كم كَرِه المواد العلمية كثيرًا، هو يبرع بالأدب والفن بلّ يُحبه أيضًا، لطالما كان جيد جدًا في دِراسته ورُغم كونه سيئًا في المواد العِلمية لكنه كان يحظى على علاماتٍ مُمتازة بطريقةٍ ما.لكن هذهِ السنة لايعلم إن كان سيستطيعُ إنتاج شيءٍ جيد حقًا، باله مُعلّق بأشياء كثيرة تُشغِل ذهنه لم يعد يمكنه التركيز كما في السابِق، مشاكل أهلِه، وقوعه بالحُب، أخيرًا قرر الإعتراف لنفسه بأنّه غارق جدًا بالحُب بأعين خضراء زُجاجية تلمع كالزُمرد.
يظنُ من الخطأ أن يُحِب وخاصة بفترةٍ كهذه، عَلِم منذ وقتٍ طويل بأنه مِثليّ الجنس لكن والدِهُ لم يعلم الأمر أبدًا.
أول من أخبره كانت أُمه، كانت سعيدة وخائِفة على طفلها الصغير من والدِهِ المُتوحش الذي سيقتله حالَما يصدر تلميحاتٍ فقط.
كانت لديهِ خُطة بأن يبلغ الثامِنةَ عشر ويهرب من منزِله، هكذا بكُل بساطة فهو لا يمتلك شيئًا ليخسره، لكن مع مُداهمة الملاك ذاك حياته، لن يكون الأمرُ بتلك السهولة.
أعاد تركيزه إلى الكِتَاب أمامه، شعر بنقرةٍ على كتفه.
- صباح الخيّر! هل تُعاني مشكلة ما؟
خرجت ستيفاني من اللاشيء تميل رأسها قليلًا وهي تنظرُ إلى لوي الذي همهم لها بالمَثل، وأومأ برأسه.
- أنتَ سيء حقًا في الكيمياء أليس كذلِك؟
قالت بقهقه بعد أن جلست بِجانبه تقرأ إجاباته التي كانت بالطبع خاطئة بشكل مُضحِك، عقد لوي حاجبيّه لقهقهتها عليه.
- على الأقلِ أعرف كيف أقول 'هل يُمكنني الحصول على كوب قهوة' بالفرنسيّ.
قال ليُذكِّرها بأحدِ المواقف في حصة اللُغة الفرنسية، تمتمت بِ 'تبًا لك' وهي تضربه بِخفة على كتفه بإستخدام قبضتِها.
بدأت ستيفاني في الشرّح بعد تعليقاتٍ طويلة يُلقيها كل واحدٍ على الآخر، لوي شعر بالملل بالفِعل وهي لم تُكمِل عشر دقائق، لطالما كان ذلِك الفتى الملُول من كُل شيء ولكنه أكسَل من أن يفعل أيَ شيءٍ آخر مُمتع.
أصبح يتفحّص المكتبة بعيناه، يُحاول قِراءة عناوين الكُتب على إحدى الرُفوف لكنه يفّشل وذلِك بسبب ضُعف نظره، ليس شيئًا جديدًا هو عَلِم منذُ زمنٍ أن نظرَه ضعيف وإشترى نظارات بالفِعل، لكنهُ يكره إرتدائها جدًا لذلِك هو فقط يضعها بعُلبتها الخاصّة ويتركها في المنزِل.
كانت المكتبة هادِئة جدًا ولا يوجد بِها أحدٌ تقريبًا، لدرجة أنهُ يستطيع سماعَ خطوات حِذاءٍ بِكعب، مع تجاهل صوت ستيفاني التي تشرحُ للاشيء حاليًا.
يبحثُ بعيناهِ الفضولية عن مصدر الصوت، ولكِن لايجدُه، لم يستسلِم وظلّ يبحث حتى شعر بألمٍ في فروةِ رأسه.
أنت تقرأ
Two ghosts. | L.s
Короткий рассказالفتى الصغير السوداويّ في صف الفنون، وعازف البيانو الحزين في صف الموسيقى المُجاور.