طلاق بالإجبار

3 : عدم اهتمام ✅

كانت جوري قد جلست في مكتبه وهي ترى كيف تمت بعثرته وقلبها اصبح بين قدميها من الخوف عليه ، كانت تبحث عنه في كل مكان في الشركة حتى المستودع رغم انها تخاف الظلمة ... وصلتها رسالة على هاتفها من ام ليث تقول انه وصل المنزل ... ولكنه لم يتصل بها ولم يتكلم معها ... لم تعطي الأمر أهمية لأن صحته كانت في هذا الوقت أهم بنسبة لها من كل شيء .

توجهت إلى المنزل بسرعة وعندما عثرت عليه عانقته وهي تقول له كم كانت خائفة ثم تشبتت به لتقول والدته مقهقة :

- انه امامك .. وايضاً لم يغيب سوى من البارحة .

كان لا يبادلها أي شيء فقط يقف ظنت انه محرج من عائلته .

- ليث حبيبي .. أين نمت البارحة ؟

أجاب بتوتر :

- عند صديقي تيسير

ثم حمل معطفه وتوجه إلى السيارة ... عقدت حاجبيها منذ متى يعاملها هكذا ؟!
اشارت والدته بأن تلحقه ... حسناً انه مضغوط من العمل لا يجب أن تفهم معاني أخرى ...

جلست بجانبه في السيارة كان صامتاً فقط يقود ... لا يمسك يدها ويقبلها عند كل اشارة مرور ... لا يغني لها ويزعجها في صوته .. فقط يقود بصمت .

هل العمل يقتل الإنسان ... مضى على حالهم شهر كامل وهي تحاول التقرب منه وهو فقط ينعزل حتى انه لم يذهب للعمل منذ ذلك اليوم ...

كانت تبكي كل ليلة وهو نائم .. متى نام قبلها ؟ هي لا تستطيع ان تعيش هكذا ، كانت تلك الايام صعبة جداً عليها و عليه .

لا تحب أن ينقلب حال الإنسان و تتغير معاملته هكذا ، تشجعت اكثر من مرة و سألته لماذا كل هذا التغيير ؟ و لكن لم تجد تلك الإجابة التي تشفي جروح قلبها و تضمد جراحها ، جوري حساسة جداً لو أن أي شخص آخر فعل هذا لن تهتم بتاتاً ، ولكن إن كان زوجها و حبيب قلبها من فعل هذا ستشتعل بداخلها نار لا يطفئها شيء .

كانت تعد له الافطار حين سمعت هاتفه يرن اجابت :

- مرحباً .
- اين ليث ؟
- من انتِ ؟
- انتِ من ؟ انا زوجته !!

انهت روز المكالمة بينما جوري فقط تنظر امامها بسكون تقدم ليث نحو الطاولة و تناول قطعة جبن بسرعة ثم قال :

- لا اريد تناول شيء .
- ولكنك لم تأكل شيء منذ الصباح .

لم يسمع كلامها وذهب إلى غرفتهم كانت وراءه همست :

- لقد جهزت لك الطقم هل اساعدك ؟

التف وقال بنبرة ساخرة :
- وهل تريني طفل ... استطيع ان ارتدي ملابسي لوحدي

كم كسر قلبها بهذا الرد حافظت على القليل من قوتها وقالت :
- اتصلت فتاة عليك قبل قليل

- لا تمسكي هاتفي مرة أخرى