منتصف الليل

الجزء الثالث

شهقت نتالا من شدة برودة الماء على جسدها الدافئ اضافة الى تفاجئها بهذا الوضع
استدارت وشاهدت جونغكوك خلفها مباشرة
كانت تغلي بداخلها وعلى وشك الانفجار في وجهه
حينها تحدث جونغكوك : [ ببرود ] اسف ، لقد سقط بالخطا عليك لقد كنت ارغب في اعطائك اياه
كانت نظرة عينيه كاذبة ، بل كان يرغب في ايذائها باي طريقة
حينها ابتعدت نتالا سماعاتها ووضعت هاتفها جانبا كي لا يصلهما الماء ويتعطلان بكل هدوء
فقد كانت على وشك الانفجار لانها قرات عينيه وعلمت كذبه بل ادركت انها اصبحت فريسة له وسيظل يتنمر عليها
فهي تعلم كيف يبدا المتنمرون بحكم عملها كصحفية لذلك شكرته : شكرا لك سيد جونغكوك
حتى لا يشعر بالمتعة التي يبحث عنها من اذية الاخرين
في ذلك الحين كانت رئيسة الموظفين في طريقها نحو الطابق الثالث وشاهدت جونغكوك وهو يغادر وايضا نتالا وهي مبتلة بالماء
هرعت اليها : ماذا حصل ؟
نتالا : [ وهي تشعر بغيض شديد وتفكر في الانتقام بطريقة منه دون ان يعلم ] لا شيئ كان السيد يرغب في اعطائي الماء وانسكب فوقي فجاة
حينها ادركت الرئيسة تصرفات جونغكوك الطائشة
ولكنها لم تكن ترغب في اخبار نتالا بانه يتنمر على الخادمات ففي جميع الاحوال لن يعتذر منها
رئيسة الموظفين : حسنا ، هناك بعض صناديق الطعام المغلفة سوف تصل الى بوابة المطبخ الخلفية
اذهبي سريعا وانقليها الى المخزن ثم عودي وجففي نفسك
نتالا :حسنا
وذهبت وكانت تسير وهي غاضبة بشكل كلي ، تحترق بداخلها وتتذكر نظرة جونغكوك الدونية لها
نتالا : وهي [ تحدث نفسها ] سوف اقوم بتشويه صورتك في الاعلام انتظر فقط !!! ايها الحقير
خرجت الى الحديقة وكانت مبتلة والهواء قوي وعالي لكنها واصلت في نقل الاغراض الى المطبخ ثم الى المخزن
وعندما خرجت شاهدها جيمين وهي ترتجف ، حاولت الاسراع فقام بمناداتها
جيمين : الخادمة نتالا تعالي الى هنا احتاجك
لم يكن امامها سوى القبول ، فلن تستطيع الرفض حتى وان كانت على وشك الموت
نتالا : ما الذي يمكنني تقديمه لك سيدي ؟
جيمين : اريدك ان تقطعي لي 50 زهرة كن الحديقة بهذا الشكل [ كان يخبرها الطريقة وكانت متعبة قليلا ] وتاتين بها لي في المحمية
عليك ان تقضي من ناحية الغصن 3 سم فقط ، اريد الزهور مع اوراقها ،فهمتي ؟ ثم استدار جيمين وعاد الى محمية الازهار
حينها نظرت اليه بتعجب ! الا يرى بانني مبتلة ! ماهذه العائلة عديموا الانسانية ! واصلت العمل فهي لا تستطيع الرفض ابدا
كان جيمين يشعر بسعادة كلما شاهدها ترتجف
فقد كان يشعر بالم وتانيب الضمير لتعذيبه اياها
استمرت في قطف الازهار حتى غربت الشمس وكان الجو ياخد في البرودة شيئا فشيئا
لقد جفت ملابسها ولكن اثار التعب باتت واضحة على وجهها فقد ازرقت شفتاها من شدة البرد
كان الوقت ليلا وحان موعد العشاء العائلة بجميع افرادها
الجميع باتوا على مائدة الطعام من الاخ الاكبر (جين ) حتى جونغكوك
كانت الرئيسة قد كلفت نتالا بنقل اواني الطعام الى المائدة
بالرغم من ملامح التعب التي تطغى على محياها
جعلتها تحمل الشوربة الساخنة وكانت نتالا محمرة الخدين
وعندما وصلت الى نصف صالة الطعام
اصبحت رؤيتها ضبابية وقوة جسدها اخدت بالتراخي
وشعرت بدوار ثم فقدت وعيها واسقطت الوعاء وهو حار
[ بعد خمس ساعات ، كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل
استعادت نتالا وعيها ولكن ليس بشكل كامل
واخدت تفتح عيناها ولكن رؤيتها كانت ضبابية فشاهدت شخصا ذو شعر فاتح اللون
يقف عند طرف سريرها لكنها لم تراه جيدا تم اغلقت عينها وعاودت فتحها كان بالفعل يقف عند باب حجرتها ولكنها لم تستطيع 
تميزه ثم اغلقت عينها
فتحتها مجددا فلم تجد احدا حينها
تحسست حرارتها ثم عادت للنوم
في صباح التالي استيقظت على صوت الرئيسة : كيف تشعرين الان ؟
نتالا : [ وهي ترفع نفسها للخلف قليلا ] افضل بكثير كم الساعة الان ؟
الرئيسة : انها الحادية عشر صباحا
لقد كنت معفية من العمل خمس ساعات لكي تتحسني
نتالا : شكرا لك ، لن انسى هذا المعروف
الرئيسة : عليك الاستعداد الان
فلتاخدي حماما دافئا ولنتحدث بعدها ثم خرجت
شعرت نتالا بشعور غريب
فقد كانت نبرة الرئيسة كما لو انها تودعها ؟! فلم تخبرها كالامس
لتستعدي للعمل ، بل فقط فلتستعدي ! بات الشك يعصف بعقلها
ذهبت لتستحم وحاولت ان تتذكر ما الذي حدث قبل ان تفقد وعيعدها ؟! فشعرت بقلق
بعد ان انتهت ، وجففت شعرها بالمنشفة فتحت مذكراتها
وكتبت : " بالامس تعرضت الى التنمر من السيد جونغكوك الاخ الاصغر ثم واصل فعله اخيه جيمين ايضا ولكنني قد وجدت شخصا طيبا بينهم او لعلي اتخيل ذلك انه اخيهم الاكبر (جين) و لقد اصبت بالتعب الشديد وارتفعت حرارتي وسقطت من الارهاق ولكنني اعتقد بانني رايت شخصا في غرفتي بعد منتصف الليل او ربما كنت اتخيل من الحرارة ، لا اعلم حقا " واغلقت مذكرتها
ونزلت الى المطبخ لتناول طعام الافطار
وبعد ان انتهت دعتها الرئيسة الى غرفة جديدة لم تراها من قبل
نتالا : ماهذه الغرفة يا رئيستي ؟
الرئيسة :[ كانت تشير لها بان تجلس ] انها غرفة التأديبية للخادمات
حينها بدا الخوف يسري في كامل جسدها واصبحت نظرتها جادة
الرئيسة : سوف اتحدث في صلب الموضوع مباشرة في الحقيقة بالامس عندما فقدتي وعيك كنت تحملين وعاء الحساء الساخن جدا وانسكب على اجزاء من ظهر السيد شوقا
نتالا :[ متفاجئة وخائفة في نفس اللحظة ] ماذا ؟ هل تاذى ؟
الرئيسة : لقد كشف الطبيب عليه بالامس وكانت حروقه سطحية فنحمد الاله على ذلك ،
نتالا : الحمد لله
الرئيسة : ولكن لكي تكوني في وسط الموضوع بقائك او طردك يتوقف على قرار السيد شوقا
لذلك ربما تبقين لمدة يومين ثم تغادرين او ربما بعد لحظاتةفور ما ان يصلني قراره سوف اقوم بتنفيذه
حينها تذكرت نتالا معاناتها مع الديون وانها سوف تفقد وظيفتها ايضا ان طردت
نتالا : [ بكل يأس ] سوف افعل اي شيئ لكي يسامحني ، اعدك
حينها كانت الرئيسة على وشك الخروج : ولكن لا تتاملي كثيرا في البقاء بالقصر فالسيد شوقا اكثر اخوانه عنفا وشرا ثم غادرت
حينها انفجرت نتالا بالبكاء : ما الذي سافعله الان ؟
هل انتهى كل شيئ بهذه لدالبساطة ! ساعدني يا إلهي 
حاولت التماسك وذهبت بخطوات مثقلة ، فقد كانت يائسه كمن يمسك خيط رفيع فوق شمعة مضيئة
طرقت باب جناح السيد شوقا حينها فتحت لها الباب الممرضة الخاصة بالقصر وكان يستلقي على بطنه وهو عاري الجسد بالكامل .