توضّعت رقائق الثلج الرفيعة و غطّت المدينة و الجبال بطبقات بيضاء كثيفة ، لم تهدأ العاصفة خارجا و ادركت انني بحاجة لثورة كهذه افرغ فيها غضبي و قلة حيلتي ، ثورة استعيد بها حياتي الطبيعية و عائلتي ، تمنيت لو ان لي القدرة على ان اهب ما تبقى من عمري لوالديّ و اغادر هذا العالم ..
في السابق كنت اريد الحياة بشدة لأنني كنت اريد ان احقق الكثير و ان اجعل عائلتي فخورة بي و ان اكون قادرة على مساعدة الآخرين ، الان لم اعد استطيع تحقيق ايٍّ من طموحاتي ، اصلا ماذا بقي منها مع هاتين القدمين العاجزتين و الابوين النائمين ؟
لم اعد اعرف ما اريد .. فقدت دفتر مخططاتي اثناء الحادث ، رويدا حتى الاصدقاء اختفوا و لم يعد اي منهم يزورني ، اختفت كل الاشياء الحلوة من حياتي تدريجيا بسبب اصابتي هذه ، و لا ادري من اين اتيت ببضع الامل الذي املكه الآن !
امضيت ليلة البارحة في جناحي الجديد بطاقم كامل من الممرضات و العديد من الخدمات الاخرى ، وضعوا تلفازا خاصا في غرفتي بلائحة طويلة من الافلام الجديدة و ملئوا ثلاجة الجناح بالعديد من المؤكلات الصحية ، حتى الاضاءة كانت مناسبة و بعدة درجات سطوع . لم يحتج الامر الى ان اكون عبقرية لأستنتج ان جدي فاحش الثراء ، عميقا شعرت بالفرح لأنني انتمي لشخص قادر على الاعتناء الجيد بي ، ضمنيا تخلّصت من مشكلتي ّ رغبتي في الانتماء و حاجتي للعناية .
لم تنتهي العاصفة خارجا ولولا ساعة الجدار الفضيّة ذات الاصوات المزعجة لما عرفت ان الصباح قد حلّ ، دخلت احدى الممرضات بصينية الفطور و اخرى بعدة ادوية و اجهزة قياسات و ثالثة بدفتر ملاحظات انتشرن بالغرفة بابتساماتهن العريضة و كلماتهن المنمقة .. لم يعد الاستيقاظ متعبا و كئيبا كالسابق ابداً .
انهيت ادويتي و فطوري و غيرت ملابسي ثم غادرت سريري الى الكرسي المتحرك قبل ان يدخل الطبيب و يقول بحاجبين مرفوعين و شبه ابتسامة
"صباح الخير انسة ايرينيس ! "
عقد ذراعيه ثم واصل
" انتهت الاجراءات القانونية لخروجك و جدّك مصرٌّ على ان يتم نقلك اليه في اسرع وقت ، لكننا لانزال بحاجة الى بعض حتى نحظّر الفريق الذي طلبه للعناية بك هناك "
رفعت كتفيّ بتساؤل
"إذن ؟"
مسح جبينه ثم طلب من الممرضات المغادرة و بدأت يداي انا بالتعرّق شعور سيئ يخزني و كأن شيئا سيئا على وشك الحصول .
" لقد هددنا جدّك حتى نتجاوز عدة اجراءات و لم يرسل العديد من الوثائق ، حاليا لا نملك اي سند يثبت انه جدك الحقيقي "
تسارع نبضي و انقبضت انفاسي ، هذا الرجل ليس جدّي !
لكنّه فرصتي الوحيدة لأخرج من هنا ، اصلا لا امل لي بحياة افضل كل ما املكه للتغيير هو هذه الفرصة المحفوفة بالشكوك ، ماذا لو انه جدي الحقيقي فعلا ؟ ستذوب الوحشة من داخلي ، و سأحظى بعائلة و مستوى جيد و قد اتعرف اخيرا على افراد عائلتي الاكبر !"لكنك اخبرتني ان الاجراءات القانونية انتهت ؟ الن استطيع الذهاب ؟ "
قطب حاجبيه مجددا ثم وضع يديه على فخذيه" هل السيد فريدريك هوبر فعلا جدّك ؟ و ان يكن فلما لم يظهر طيلة هذه الاشهر ؟ و لما كل هذا التحفظ في اظهار الاوراق و الوثائق القانونية "
طالما اخبرتني امي انني فتاة سطحية لا اجيد التفكير في التفاصيل التي يجدر بي الاهتمام بها ، كنت اغضب في وقتها كثيرا لأن امي بالكاد تعرف عن جنوني بالتفكير في ادق التفاصيل حرصي على التفكير المضني في كل حدث صغير يمر بي ، لم تكن تعرف انني مولعة بدارسة لغة الجسد و دراسة ايماءات البشر لأعرف صدق نواياهم ، لكنّ سنة طويلة من الصمت و الافكار الفارغة افرغتني من نفسي نسيت كيف كنت ادقق في اصغر التفاصيل ..
اصبح هذا الطبيب قلق و فضولي حول تفاصيلي اكثر مني ..على كل لن اضيع هذه الفرصة بالتفكير عليّ ان اخرج من هنا و لهذا سأجازف .
" امور عائلية دكتور فرانك ! سأستعد للذهاب متى ما امر جدي "
ارخى يده ثم وقف قائلا
" اسف على فضولي خشيت ان يكون انتقالك مع جدك خطر عليك أنسة ايرينس ، تفضلي هذا رقم هاتفي للإحتياط "
و غادر ..
سأتذكر جيدا هذه المحادثة يوما ما ، و عندها لن استطيع تغيير اي شيئ !
مضى اليوم رتيبا اكلني التفكير في كل الاحتمالات التي من الممكن ان تحصل و لعدة لحظات ندمت على تسرّعي كان جزء مني متحفظا يفضّل البقاء بغرفة المشفى الضيقة و التنزه في حديقتها و مواصلة الحصول على الوجبات السيئة ..
لكنني لم اعيد اطيق تضييع المزيد من الوقت ، العمر قصير على ان اواصله شبه حية اكل و انام في وضع مزري على امل ان تتحسن قدمّي بعد سنوات !
تمضي بنا الحياة الى كذا سبيل و لكننا ننجو الى السبيل الذي نظن اننا اخترناه .
ننجو الى قدرنا !
التشابتر قصير اعرف T----T
و متأخرة عن موعد التنزيل ايضا اعرف T-----Tكنت في سفرية قصيرة و انشغلت لكن معليه
اكيد راح نعوضكمجاوبوا على الاسئلة حتى اعرف ارائكم حول الكتاب
⬇⬇⬇ايرينس غبية صح ؟ XD
لو انحطيتو في مكانها كنتو تعملوا نفس الشيئ ؟
جدها كول ولا زبالة ؟
وايت هو جدها ولا لا ؟ *-* ؟
ثانكس فور ريدين
اي لوف يو ❤
VOUS LISEZ
~ يقيني المحتمل ~
Fanfictionكل الاشياء التي آمنت بها تتداعى حولي ، حجم الكذب و الحب القابضان على قلبي يفقدانني اتزاني و يشتتان رزانتي .. ام انني انا من قبض على قلبي بيدي ؟