٠١| ڤـاسيلـي.

12.9K 913 603
                                    

"يكمُن سحرُ الأنثى في جمالها" مقولَة لا أعرف بالضّبط من ألّفها لكنّه حتمًا كان مستبصرًا وحكيمًا، فهذه القاعدة الوحيدة التي لم تتغير بمرور العصور، وبعد المسافات.

من يهتمُ إن كنتَ بعقلٍ راجح تغلّفه قشرة قبيحة المظهر؟ لا أبالغ لكن وكأن معايير الجمال في هذه الأيام أصبح عسيرًا امتلاكها!! كما من العسير التعامل من يمتلكها.

وأنا أعني ما أقوله حرفًا حرفًا.

انقبضَت أصابعي تنغلق فوقَ فخذي بشدّة، أكبَح نفسي عن إظهَار أيّ ملامِح تنبئ بأنني أرتَاع من تهدِيدها.. رغمَ أننّي كنتُ كذلك. في غالبِ الأحيَان أعتمِد أسلوبَ التّجاهل وهو ما يثير حفيظتَها أكثَر ويجعلها تغلِي مكانَها.. لكنّه ينفع في بعضِ الأحيَان.

أعني نادرًا.

راقبتُ بصمتٍ صينيَة طعامي تندفِع إلى الجانِب ومكانَها اصطدَمت كفّ يدِها بسطحِ الطّاولَة، جسدُها انحنَى ورأسهَا اخترَق مساحتِي الشّخصيّة. «أنَا لستُ من يتّم تجاهلهَا أيتّها الباهِتة.» انتزَعت نظراتِي وحدّقت فيّا بخضرتيّها الجافيَة والحاقدَة. «لم يُخلَق من يفعَل ذلك بعد.»

غضبٌ وغلّ، مقتٌ ووقَر، غيظٌ ونفور.. كيفَ للونِ الزّبرجد الفاتِن أن يحمِل كلّ هذا مرّة واحدَة دونَ أن يتغيّر ويعيب؟ كيفَ تكونُ هذه النّظرة لي أنا؟

«كيفَ فعلتِها؟ أخبرينِي كيف أقنعتِه؟»

لا أصدّق أنّ ما يحدُث لي بسبِبه.. سألعنكَ حتى المماتِ يا ڤيكتور. أنا أعنيها.

قاومتُ حكّة شفتيّ ورغبتَهما في التآكلِ أمامَها، لا يزَال لدّي شوطٌ طويلٌ معها أتمنّى أن ينتهِي بنجاتِي. أو على الأقلّ بأقلّ الأضرَار. «لم أفعل ولن أجرؤَ على ذلك.»

تبًا كانَ عليّ أن أقولَ: لن أفعلَ. حتى لو كلّف ذلكَ سمعتِي الباقيَة وتشويهَها.. لكنّ لساني أكبَر خائنٌ خصوصًا حين يتوقفُ الأمر عندها.

ما أكثَر شيء كنتُ أمقتُه بعدَ ظلامِ ملامِح وجهِها؟ أجَل، ابتسامتَها البارِدَة، السّقيمَة.. والجهنّميَة.

«حقًا؟»

«يمكِنكِ سؤالُه بنفسِك واس_» أغلقتُ أجفاني في حركَة سريعَة وشعرتُ بانتفاضَة جسدِي بالمقعَد إثرَ الملمَس اللّزجِ الذي ابتدَأ من شعرِي حتّى وجهِي ثمّ ملابسِي. أتمنّى فقط ألاّ تستَهدف الصّلصلة الحارّة عينيّ وتجعلَ موقفِي أكثَر إثارَة للسخريَة.

«أوبس.» عضضتُ شفتّي لا أقوَى على فتحِ جفنيّ ورؤيَة ملامحِها الشّامتَة ولا على الجمهورِ من حولنَا. «من المشينِ إهدَار الطّعام يا أولغا_» وصلني صوتُ قهقَهة المدعوّة أولغا. «_وإلقاؤه في القمَامَة بهذه الطّريقَة.» وهنَا إنطلقَت العديدُ من الأصواتِ السّاخرَة ولم تكن لشخصٍ واثنينِ أو خمسَة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

INCUBUS: Fallen Angels حيث تعيش القصص. اكتشف الآن