حان الوقت

68 18 7
                                    

"شكرًا لأنك تركتني في الوقت الذي كنت فيه بحاجة إليك، شكرًا لأنك تركتني أتعلّم كيف أتحمّل الوجع وكيف أكون جيشًا أنا فيه القائد والمحارب في آن واحد، شكرًا لأنك عندما خذلتني علمتني أن الله هو الملجأ وهو الأمان، هو الذي لا يخذلنا أبدًا."
بعد مرور شهرين
في ارض الوطن
في المطار الدولي ، وصل مناف و هو في كامل صحته ، الله يعلم أن تلك المدة كانت جحيما لا يطاق ، لكنه أخيرا عاد ، سيصلح كل شيئ افسده ، هو عازم على أن يعيش بسعادة بعد كل ما عاناه .
إتصلت عواطف بلورنس و نهى ، و طلبت حضور الإثنين للحديث معها بعد أن راقبت كل تحركاتهما ، الآن قررت أن تخبرهما الحقيقة .
عواطف : أهلا بكما تفضلا .
نهى : شكرا لك لكن لمن هذا البيت .
عواطف : ادخلا اولا و سأخبركما لمن .
دخل لورنس و معه نهى جلسا على الأريكة ، بينما عواطف تريد الدخول في الموضوع لكن ليس مباشرة ، يجب أن تكون هناك المراوغة .
عواطف : الجو رائع  لكنه حارق تماما كإبني الأكبر ، الذي صدمتي به فاقت كل الصدمات ، القط جميل لكنه مخادع تماما كوجه الفتاة التي تجلس أمامي .
رُسمت الصدمة  على وجهيهما ما تفوهت به عواطف لن يجلب وراءه الخير أبدا
استرسلت عواطف حديثها : لا لا ، لا تفعلا هذا ، سأخبركما بقصة مشوقة للغاية حيث كان يحكى في زمان ليس ببعيد كان هنالك 3 صديقات قريبات جدا من بعضهن كل واحدة فيهن تحمل شيئا معين إتسمت واحدة بالقوة و الأخرى بالحنان و الأخيرة بالتملك  ، و 2 منهن أختين ، كانوا يحبون بعض لدرجة كبيرة ، فالدراسة في الغربة و الحنين الى الوطن كان يضمهم ، سارت الأيام كماهي متدوالة ببن الناس الى أن ظهر أحدهم كان دكتور في الجامعة ، و لسوء الصدفة وقعن الثلاثة في حبه ، لكنه أحب واحدة منهن فقط ، إحداهما آثرت النسيان و رجعت الى موطنها فخسارة من يحبها و تحبه أفضل من خسارة صديقتي عمرها  ، أما الأختين فدخلا في صراع الحب الثنائي ، و ليحرق قلب الأولى فانه اتخذ احداهما زوجة له و الأخرى عشيقة له ، دون أن تدري أي منهما ، أنا لا الومه لقد كان مجروح و الجرح لا يشفى الا بالانتقام ، أنجبت زوجته ثلاث توائم بينما أنجبت محظيته فتاة ،  إلا أن شاء القدر أن تلتقي الأختان عند باب الحضانة بعد 3 سنين من الفراق ، فأخذتا يتجذبان أطراف الحديث لتقول الزوجة منتشية : لقد تزوجته يا أختي ، و انجبت منه لقد ربحت رهان من تتهمونها بحب التملك ، انصدم أختها من كلامها لكنها لم تخبرها بما هي عليه لعلها خجلت من كونها لا تساوي شيئا امامها ، فماكان عليها سوى ان تهنأها و تقول لها انها نست  الماضي و تزوجت أيضا ، ثم لم تستطع  فعل شيئ غير حملها لابنتها ، و الذهاب لصديقتها الأولى فأعطتها ابنتها ثم غادرتها لتذهب الى وجهة مجهولة .
انهارت نهى بعد ما فهمت الحكاية ، أما لورنس فلبث مكانه لهول الصدمة ، صدمة أمه و نهى و أخته لم يعرف ما الذي يقوله
أكملت عواطف حديثها و هي مركزة عيناها بينهما : منذ ذلك اليوم إعتبرت انفال ابنتي و لن أسمح لأحد أن يقترب منها ، سأحرقه حتى لو كان إبني ، سأفعل معه أسوء مافعلته بمناف الذي دبرت موته و هددته بالابتعاد عنها ، اسمي عواطف لكن قلبي خالِ من اي عاطفة ، أقتلك و لا أسأل  ، انا تخليت عن حبي بسبب أبي ، لكنني انتقمت منه على هذا ، لذا انتما الاثنين ابتعدا من هنا حالا ، اختفيا من أمامي فورا .
خرجت عواطف و هي مرتاحة أول مرة في حياتها تحكي دون ان تخاف ، دون ان تشعر بالضياع .
فقدت انفال صوتها و دخلت في غيبوبة و لا زالت ، لكن جنينها في حالة جيدة ، اما سينقذها بعد شهر او لن يفعل
‏هَل وقعـت مرَّة في الحُب؟ إنَّـه مريع، أليسَ كذلك؟ يجْـعلك هشّاً تماما. يفتَح صدرك، ثمَّ يفتحُ قلبـك، وهذا يعْني أن أحدهُم يستطيع أن يدخل هناك، ويعبث، دون أي قدرة تمتلكها لإيقافـه."

احببتك لا تخذلني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن