استساعدني ؟

66 32 3
                                    

من المثير للدهشة ان تكون فلسفتك حزينة و وجهك بشوش تحب  الصباح  و لا يفوتك السهر ، قلبك يغلي و افعالك باردة"
مؤلم ان تفكر في كل شيئ ، و في اللاشيئ
ماذا ان كان الشخص الذي يريد مساعدة من حوله يستحق فعلا المساعدة ، يحكم كثيرا عليك الناس ، يرونك حسب وجهة نظرهم ، يظلمونك كثيرا ، أليس كذلك ، لكن لا تهتم فأنت أعظم من ان يحكم عليك جاهل ...
تركت مناف وحيدا في المستشفى ، و ذهبت الى بيتنا ، بحثت عن مذكرة قديمة كنت احفظ فيها ارقام الأطباء المميزين و الناجحين ، لأتصل بهم و آخذ ارائهم عن دراسة الطب ، لكن شاءت الاقدار ان لا ادخل كليتها ، فبقي حلمي مؤجلا  ، دخلت المنزل ، و اذ أراه يكتسي حلة كآبة غريبة ، كأنه حزين او دون روح ، بدا كمقبرة قديمة منسية من العصور الوسطى ، صعدت إلى غرفتنا كانت باردة جدا تشتاق ان يتكلم احد داخلها ، سكونها رهيب ، بحثت في مكتبتي الصغيرة عنها ، فوجدتها ، جلست على الأرض و تصفحتها  ، حتى وجدت اسمه بعد عناء طويل ، لن اتصل الآن سأراجع قليلا لغتي الايطالية ، لقد مر وقت منذ ان تعلمتها ، بعد حوالي 45 دقيقة اتصلت مرة و مرتين و ثلاث الى ان وصلت للاتصال رقم 56 فأجاب
بالايطالية
انفال : مرحبا سيد جيانليجو
جيانليجو : مرحبا أيتها الشريرة
انفال : كيف حالك سيدي
جيانليجو : بخير ، كيف خطرنا على بالك ؟
انفال : لقد كنتم دائما في بالي ، و لكن الظروف جعلتني اغيب عنكم ، فاعذرني
جيانليجو : حسنا ، ايتها الشريرة ، لازلت عنيدة كما عهدتك
انفال : تمام مثلك سيدي
جيانليجو : ماذا تريد الشريرة ؟
انفال : عزيز على قلبي ، أصابه شلل نصفي و هناك امل 30 بالمئة ان يعالج منه ، و اردتك ان تشرف على حالته ،  اريده حقا ان يرجع للمشي على قدميه ، انه في حالة كارثية ، انه قابع في مفترق طرق ، يداه ترعشان خشية ان يكمل حياته مشلول ، انت امل فساعدني
جيانليجو : لقد دمعت عيناي فعلا ، ارسلِ الى عيادتي ملفه ، و سأرى حالته ، و سأعالجه لكن بشرط
انفال : أطلب اي شيئ تريده ، و سأنفذه
جيانليجو : سأعطيك لغز و ستحلينه بعد ساعة فقط ، ان كانت إجابتك صحيحة سأوافق على الاشراف على حالته ، و ان أخطئت فلن اوافق
انفال : حسنا ، ابدأ بكلامك
جيانليجو : هذا تعريف لكلمة ما  ، و يقول هو محاولة لاختراق كائن آخر .. لكنها لا تنجح !  الا اذا كان الاستسلام من الطرفين .
انفال : سأخبرك الاجابة بعد 5 دقائق
جيانليجو : سأنتظرك
اغلقت انفال الهاتف ، و بدأت تدعو الله ان يساعدها و بدأت تفكر و تفكر و تفكر ، ثم اتصلت
جيانليجو : ماهو جوابك ؟
انفال : انت جيد في تشخيص الحالات ، لذا اتوقع ان تكون الاجابة هي ...
استيقظت من فراشي  ، و رأيت وجهها أمامي
انفال : صباح الأمل
مناف : صباحك مناف
انفال بضحك خفيف : مغرور  ههه
مناف : جميل و رائع و موهوب و غني و عاشق الا يجب ان أكون مغرور
انفال : يحق لك ان تكون مغرور ، يا أحلى مغرور رأيته في حياتي
مناف : اين الفطور ؟ ، انني جائع .
انفال : ساحضره في غضون دقائق ، لكن الآن سارفعك قليلا و احضر لك الماء و الصابون كي تغسل اطرافك
مناف : حسنا ، احضريها لكن بشرط .
انفال : كل الدنيا تشترط اليوم ، عساه خيرا ماذا تريد ؟
مناف : سأطعمك بيدي ، و سنخرج للحديقة اليوم ، و اريد ان اعود للبيت
انفال : بالنسبة للأولى فطلبك أمر ، اما الثانية و الثالثة سنأخذ اذن الطبيب .
قبلته انفال على جبهته ، و تركته لاجل جلب الفطور  ، تتمنى  الا يدخل في حالة الكآبة ، تقدره على تمسكه بفرصة نجاته ، تحبه كثيرا رغم عنها ، لا تعلم الدرجة التي تعلقت به ..
عليك كثيرا ان تبتر بعضك ، كي يشفى بعضك الآخر 💛💗

احببتك لا تخذلني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن