دماء لا يغفرها العشق "كبير العيلة 2" الحلقة 1 لـ منى لطفي

53.7K 982 37
                                    

دماء لا يغفرها العشق

"كبير العيلة 2"

"سلسلة عشق الجنوبي"

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

(1)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى دون إذني، العمل حصريا لجروباتي حكاوي شهرزاد(منى لطفي) والجواز وسنينه

تطايرت شرارات من لهيب نظرات عائلة الراجي وبالأخص "صالح" ناحية آل الناجي وتحديدا على "سالم"... الذي جلس يجاوره جده عبد الحكم الناجي من الناحية اليمنى وعبد الحميد الخولي من اليسرى، والذي جاوره أحفاده غيث وشهاب و... الليث!!..

كتم شتيمة كادت تنطلق من بين شفتيه، أن كان ابن الناجي يظن أنه بجمعه لكبار عائلات البلد وخاصة الشيخ عبد الحميد الخولي كبير عائلة الخولي أكبر عائلة ليس في البلد فحسب بل في الجنوب بأكمله سيجعله ينسى ثأره منه فيجب عليه الكشف على قواه العقلية!!.. ليس صالح الراجي من يتهاون في حق له أبدا.. وهو أحق بالثأر لأخته من ذلك المنمّق والذي لا يدري الى الآن كيف نجى من بين يديه بالمشفى، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من ازهاق روحه بيديه العاريتين، ولكن.. وفي أقل من لمح البصر كان هناك العديد من العاملين بالمشفى يحيطون به، ولم يكونوا ليتغلبوا عليه فرجاله قادرين على مضغهم أحياء بل وبصقهم بعد ذلك، ولكنه صوت قوي.. من صدح يوقفه.. صوت عمه كبير عائلته.. "عبد الرحمن الراجي".. فقد علم بتدني الحالة الصحية لمريم، فأسرع بموافاة ابن أخيه الى هناك، وما أن وطئ بقدمه عتبة المكان حتى علم بما حدث.. وحده هو من يستطيع الامساك بلجامه وكبح جماحه جيدا، وكيف لا فهو والده الروحي، من ربّاه هو وشقيقته بعد وفاة والدهما وكان عمره وقتها الثالثة عشر عاما بينما مريم ست سنوات، لتلحق به والدتهما كمدا وحزنا عليه، فقد توفي في عز شبابه ما يقولون، في حادث تصادم على الطريق السريع المؤدي الى البلد بليلة شتوية، كان الضباب بها على أشده، وفقا لتقرير الشرطة، لتقيد الحادثة قضاء وقدر، بينما السائق الآخر فقد تعرض لكسور وشروخ ولكن ليس بالشيء الخطير، فالتقرير الأمني أثبت أن والده كان يقود في الاتجاه الخاطئ، فتلقى هو الجزء الاكبر من الحادث، ومن سخرية القدر أن من تصادم معه ومات نتيجة ذلك فيما قيّد قضاءا وقدرا كان من عائلة "الناجي"!!!.. وكأن تلك العائلة مُوكّلة بحصد أرواح عائلته.. والحُجّة.."قضاء وقدر"!!!!

والآن يظنون أنهم بقادرين على جعله يتراجع عن وعده في الانتقام لأسرته، فعائلة الناجي قد تسببت في خسارته لجميع أفراد عائلته، والده ووالدته التي ماتت من شدة قهرها وحزنها والان شقيقته الصغيرة والوحيدة.."مريم"..

ثلاثة أيام مرّت منذ ذلك اليوم المشؤوم، في البداية أصابه الاحباط والذهول عندما أعلن عمه الحداد على فقيدتهم، بل وأجبره على أن يقف بجواره كتفا بكتف يتلقى العزاء، كيف هذا؟.. يقسم أنهم سيصبحون علكة في أفواه الجميع، هذا أن لم تكن الالسن قد بدأت في الخوض بسيرتهم، وكيف أنهم قد نسوا ثأرهم المزعوم، بل ولا بد أنه قد ناله القسم الأعظم من سخريتهم، فهو من صاح وهدر مقسما على الانتقام لعائلته، وها هو الآن يجلس مجبورا متلقيا العزاء، ومن المفترض انه يمد يده مصافحا تلك اليد المخضبة بدماء صغيرته، ولكن اللعنة عليه أن فعل!.. فإن كان عمه قد استطاع الضغط عليه بحجة أنهم سينالون ثأرهم كاملا، ولكن بالتروي، فكما تسبب آل الناجي بفقدهم خيرة أبنائهم، معللين ذلك بالقضاء والقدر، هم أيضا سيحصدون أرواحهم، وبنفس المبرر.."قضاء وقدر".. ولكن أولا لا بد من إيحاء الجميع أنهم قد تفهموا حقيقة ما حصل، وأن ثورته يوم المشفى كانت نتاج صدمته لوفاة شقيقته الوحيدة!!..

دماء لا يغفرها العشق "كبير العيلة 2" ـ  (سلسلة عشق الجنوبي)بقلمي منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن