دماء لا يغفرها العشق "كبير العيلة 2 "الحلقة 6 لـ منى لطفي

37.6K 806 21
                                    


دماء لا يغفرها العشق

كبير العيلة (2)

6

"سلسلة عشق الجنوبي"

بقلمي/ احكي ياشهرزاد(منى لطفي)

لا ابيح ولا احلل نقل او نسخ او مشاركة المحتوى دون اذني، العمل حصري لجروباتي الجواز وسنينه وحكاوي شهرزاد(منى لطفي)

لم تره منذ أن استيقظت صباحا لتفاجأ بمكانه الى جوارها في الفراش خالٍ، لم تعلم أكانت تود رؤية عينيه بعد ما كان بينهما سويا، أم أتحمد الله أنها قد ذهب، ليعفيها من الخجل الذي تشعر به وهو يكبّل خلجاتها..

هي لم تكن يوما شخصية رومانسية، فلم تستهويها قصص الحب التي كانت تسمع بها من رفيقاتها سواء بالمرحلة الثانوية او الجامعة، كما أنها ليست شغوفة بقراءة الروايات الرومانسية، بل تميل أكثر للقراءة بكل ما يتعلق بالعلاقات الانسانية وتتعمق بالنفس البشرية، فكم شدتها تلك الكتابات الفلسفية، فهي مؤمنة أن كل انسان له نقاط ضعف او مفاتيح لشخصيته الحقيقية، تكون موجودة بأعماق نفسه، وحده الانسان الذكي من يستطيع وضع يده على تلك المفاتيح وذلك بمعرفة طبيعة النفس الحقيقية لمن يقف أمامه، وهذا لن يكون الا بعد المعرفة الالمام بكل ما يتعلق بدارسة النفس الانسانية أو ما يسمى بـ "علم النفس"، تتذكر مزح شقيقها معها عن أنها كان ن الانسب لها دراسة "الفلسفة وعلم النفس" فكانت ستبرع كمحللة نفسية لا يشق لها غبار، لتخبره يومها أن عملها محامية يستوجب أن تكون على علم بكل ما يتعلق بخبايا النفس البشرية، فيكفيها عندها نظرة الى عيني محدّثها لتعلم خبايا نفسه، وبالأمس، وهي تنظر الى عيني صالح، فيما هو يحتويها بين ذراعيه، أخبرتها عيناه بالكثير، ولكن أكثر ما لمسته من نظراته أنها شعرت به كمن وضح رحاله أخيرا في مرفأ وصوله بعد طول سفر وترحال، وأنه عابر سبيل وصل لموطنه أخيرا، لتشعر بأن هذا الوطن لم يكن سوى ذراعيها بالنسبة له، فما ان احتواها بين ذراعيه بعد أن انتهت تلك العاصفة التي اندلعت بينهما لا تعلم لها اسمى، ولكنها شعرت بها تكاد تطيحها عن قدميها، ما أن انتهت حتى تنفس بعمق وهو يحتضنها بحنان ورقة، وكأنها زجاج هشّ يخشى عليه من الكسر، ليضع رأسه فوق صدرها ويغيب من فوره في سبات عميق حتى أنه لم يكد يمر ثوان حتى سمعت صوت أنفاسه المنتظمة العميقة، وكأنه لم ينم منذ دهر أو يزيد!!!

والآن، وما ان فتحت عينيها حتى وجدت نفسها بمفردها في غرفتهما، لتلتقط مئزرها ترتديه وتدلف خارجا تقدم قدما وتؤخر أخرى حتى تستطلع وجوده من عدمه في سائر الجناح، لتفاجأ بأنه قد غادر المكان كلية، لتعود الى غرفتها تنوي الاغتسال وتبديل ثيابها و....

وقعت عينيها على غطاء الفراش، لتحمرّ وجنتيها حياءا وخجلا، وتسارع لنزع أغطية الفراش حتى تقوم بتنظيفها فعلاقتهما الزوجية يجب ان تكون بعيدة كل البعد عن ثرثرة أيّ كان، حتى أنه هو بنفسه لم ينفذ ما طلبته منه عمته نرجس وهو يرافقها الى داخل الجناح، حيث أخبرته أنها ستظل واقفة مكانها حتى تأتيها البشارة وتمسك بيدها بـ "المنديل"!!..

دماء لا يغفرها العشق "كبير العيلة 2" ـ  (سلسلة عشق الجنوبي)بقلمي منى لطفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن