{جارٍ جديد}

25 3 1
                                    

مضت الساعات ببطئٍ شديد بينما كان بيكهون يحدق في جدار الغرفة وتفكيره في مكان اخر. كانت ملامح وجهه لا تفسر، حتى ان والدته لم تجرأ على التحدث اليه. هل كان غاضب؟ حزين؟ لم يستطع احد معرفة ذلك. حتى هو بنفسه.
____
كانت ريتا تجلس على سريرها وهي تكتب في مذكراتها اليومية. هي لم تفهم تصرف بيكهون الغريب بعد ان عرفت عن نفسها. جمع الثمار بسرعة وأخذ الاكياس وعاد للمنزل وهو يتفادا النظر اليها. من دون ان يقول اَي كلمة.
- ربما هو لم يتذكرني.. او انه كان غاضب من امر ما
يدق احدهم الباب ويدخل بعد بضعة ثواني. كانت والدت ريتا قد أتت اليها بصحن من الفواكه المقطعة بإتقان.
عدلت ريتا نفسها وسحبت الكرسي الذي كان قريب منها كأشارة لتجلس والدتها عليه وهذا ما فعلته والدتها بالفعل.
- هل استطعتي ان تتحدثي مع احد أصدقاء طفولتك؟
- كلا ليس بعد
- لا بأس هناك وقت. تأكدي من تكوين الصداقات مجدداً
سرحت ريتا وهي تفكر في أهمية الكلام الذي تقوله والدتها الان. حينما انتقلت في الماضي لم يكن سهلاً عليها تكوين صداقات. ولكن هذا ليس كل ما في الامر. لقد تم التنمر عليها كل يوم ولَم تكن تمتلك من يدافع عنها. لا صديق ولا حتى شخص جيد. لم يكن من السهل على ريتا تكوين صداقات في اَي وقت مضى. فأما هم لم يحبونها او انها لم تحبهم.
- سوف احرص على ذلك
قالت ريتا تلك الكلمات وهي تعنيهم بجد. كانت تبذل قصار جهادها لتحصل على الأصدقاء من قبل. ولكن الان سوف تظاعف جهدها. فهي لم تعد تملك الوقت. كل ما لديها هو عام فحسب...
__
تدق والدة بيكهون الباب ثم تدخل وهي قد تدربت لساعات على ما سوف تقوله.
استدار بيكهون اليها وهو يشعر بالملل. انه حقاً يشعر بالملل. لا يعلم ان كانت والدته فلمً قد اشتراه وهو يعيد رؤيته كل ما انتهى حتى حفظ كل كلمة في هذا الفلم وكل فعل.
- هل سوف تبقى هكذا في غرفتك لا نراك الا في الأعياد نصف ساعة؟
- كلا امي، سوف تريني كل ما اشتهيتي ان تزعجي احد
- هل تسخر مني؟
استلقا بيكهون على السرير وهو يتنهد ويحدق في السقف.
- تعال معي، سوف نذهب الى المنزل المجاور لنرحب بهم هنا.
- افعلي ذلك بنفسك
- كن اجتماعياً ولو لمرة واحدة في حياتك
- انا اجتماعي بالفعل، لست بحاجة الى التعرف على أصدقائك او زيارتهم حتى أكون اجتماعياً.
- خل هذا اخر كلام لديك؟
- بالطبع لا فأنا لن اصبح اخرس بعدها
- انت حقاً متعجرف. اذا فالتذهب الى السوبرماركت القريب من هنا وأشتري الأشياء الذي نسيناها هذا الصباح.
—————
ذهبت والدة بيكهون الى منزل ريتا كي ترحب بهم من جديد ويدأ بيكهون بالاستعداد لكي يخرج لشرائ الأغراض.

السيدة بيون- لقد فرحت جداً بعودتكم الى هنا من جديد
السيد بارك - شكراً لكي سيدة بيون. هذا من لطفك
السيدة بارك - لقد اشتقت الى الأيام السابقة حينما كنّا نجلس في الحديقة سوية نحن الكبار والأطفال يلعبون في الجوار
سيدة بيون - لقد كانت ايّام جيدة والأطفال كانوا مقربون من بعضهم البعض
سيدة بارك - اجل وبالأخص ريتا وبيكي
ضحكت والدة بيكهون وهي تتذكر الأيام السابقة حيث كانت العائلتين مقربةمن بعضها بالبعض.
سيدة بيون - ولكن احذري من قول بيكي أمامه فهو يكره ان ينادونه بهذا اللقب الان.
سيد بارك - اجل لقد كبر على هذا الاسم
نزلت ريتا لتلقي التحية على والدة بيكهون وبعد فعليها لذلك اخذت تتحدث معهم عن احوالهم في الوقت الحاضر وعن مسكنهم السابق.
ريتا - هل بيكي في المنزل؟
السيدة بيون- كلا. لقد أرسلته لشراء بعض الأشياء
اومأت ريتا برأسيها بأبتسامة خفيفة لوالدة بيكهون واستأذنت لكي تعود الى غرفتها. بعد إغلاق باب الغرفة شعرت برغبة في مقابلة بيكهون. ربما يفسر لها سبب تجاهله لها في السابق.
تسللت الى الخارج وبدأت بالركض نحو السوبرماركت وهي تفكر بأنها كل ما أسرعت بالذهاب سيكون لديها وقت اكثر للتحدث معه. بعد وصولها الى المدخل خطر ببالها امر ما.
- ماذا لو كان قد عاد بالفعل الان؟
مر بيكهون من جانبها وهو متجاهلاً وجودها. سرعان ما لاحضت وجوده أسرعت اليه لتلقي التحية ولكنه لم يجيب.
- لماذا تجاهلني ؟
:
:
:
- الا ترغب برؤيتي؟
:
:
:
- هل مازلت غاضب بسبب ماحدث في تلك الليلة؟
توقف بيكهون عن السير حينما سألته ريتا ذلك. شعر وكأنه عاد للماضي للحضة وشهد ما حدث من جديد
###########
- انا سوف اسافر
- الى اين؟
- مكان بعيد
مدت ريتا يدها لبيكهون وهي تحمل علبة صغيرة.
- خدها، انها هدية قيمة لك
أخذ بيكهون الهدية ليفتحها واندهش حينما وجد بداخل العلبة مرآة.
- انها مرآة، حينما اسافر بعيدا لن أستطيع ان اذكرك بأنه لا يجوز لك ان تحب إحداهن لذلك خذ هذه المرآة وانظر اليها كل ما احببت فتاة كي تدرك كم انك بشع والبشعين لا يستحقون ان يحبون احدهم.
###########
- انا حقاً آسفة بشأن الماضي
نظر اليها بيكهون وعينيه تشتعل غضب ثم عاد للسيد مجدداً
- حسناً، لقد كنت طفلة سيئة جداً. اعلم ذلك ولكنني تغيرت
استدار بيكهون ونظر ليها نظرة كالسكين الحاد، كالجليد البارد كما انها تحمل نسيم من اشواك ملطخة بدماء من جرح عميق دفن من قبل الوقت ولكنه لا يرغب بالموت بعد.
بيكي - وانا أيضاً تغيرت
ريتا - ماذا تقصد؟
فتح بيكهون فمه ليجيبها ولكنه تراجع باللحظة الاخيرة واستدار للسير مجدداً.
بقيت ريتا واقفة في مكانها وهي تشعر بالإهانة.
- لقد حاولت، ولكنك تهينيني في هذه الطريقة. أياً كان، لن اموت ان لم يتحدث الي. مغرور!
___
دخل بيكهون الى غرفته واغلق الباب. استلقى على السرير وعاد ليحدق في السقف وهو يتذكر كل كلمة قالتها ريتا له في الماضي قبل سفرها.
شعر بأن عقله قد تشوش ولجئ الى الاستحمام. وقف تحت الماء لما يقارب ساعة كاملة قم لف نفسه بمنشفة وخرج الى الشرفة. أخذ يحدق في منزل ريتا وبالأخص الى نافذتها والحزن ينلئ عينيه.
- انا لن اسامحكِ أبداً.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 12, 2018 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

1,2,3 Let's Kissحيث تعيش القصص. اكتشف الآن