الفصل الأول

1.4K 23 7
                                    

الفصل الاول

في ما يقرب الساعة التاسعة و داخل مكان يدعي بمحكمة للعدل يوجد جموع غفيرة من الناس ، وجود هؤلاء الحاملين ﻷجهزة التصوير ينم علي أن القضية ليست بسيطة لأن هذا القابع خلف القضبان ليس بالشخص العادي و إنما هو ابن أكبر رجال الأعمال في القاهرة، دخول القاضي يقضي علي الضوضاء ليحل محلها صمت طويل .
القاضي : محامي الإدعاء يتفضل.
تقوم تلك الفتاة من مكانها بعد أن تمكنت منها ابتسامته واسعة بها ثقة و ربما كبر و تنطلق الي المكان المخصص للمرافعة
المحامية: ليس هناك ما اود ان اضيفه سيادة القاضي لقد قلت ما لدي بالجلسات الماضية الا اني اود أن اتحدث في شئ .
القاضي: اتفضلي
المحامية بصوت عالي فيه شئ من السخط:التربية الخاطئة لعنة يا سيدي القاضي مثل النار المشتعلة تدمر كل شئ بجوارها و أي شخص يحاول أن يخمد هذه النيران فحتما سوف يحترق معها ، التربية الخاطئة دمرت حياتنا و مجتمعنا و أخذت منا كل ما هو جميل ، هذا الشخص المتواجد هنا الآن خلف هذه القضبان لولا دلال اهله له و عدم تربيته بشكل صحيح  ما وجد هنا اليوم، الاهل و الاصدقاء و البيئة من حولنا هي من تتحكم في سلوكنا و للأسف كانت هذه البيئة المحيطة به فاسدة لذلك لا استعجب عندما يفعل المدعي أحمد توفيق اللبان مثل ذلك الفعل الشنيع ، ولماذا لا يفعله! فضحيته ليست بنفس مستواه الاجتماعي... ضعيفة فلن تكون قادرة علي مواجهته .
ثم يعلو صوتها أكثر قائلة: سيدى القاضي أنا اطالب بإيقاع اقصي عقوبة علي ذلك المغتصب ليكون عبرة لكل شخص يعتقد أن نفوذ والديه سوف تحميه من عقوبة ذلك الفعل الشنيع .

و بعد مرور ساعة و علي احدي القنوات الفضائية و في الأخبار العاجلة يقول المذيع : كما انه اليوم و في محكمة جنايات القاهرة تم النطق بالحكم في قضية ابن رجل الأعمال توفيق اللبان بالسجن سبعة أعوام و بالرغم من أن القضية في البداية كانت سوف تنتهي إلى براءة الجاني الا أن محامية الدفاع و بكل براعة و ذكاء استطاعت ان تثبت خلاف ذلك و في النهاية نجد أن القضية قد حكمت لصالحها و تم سجن أحمد توفيق اللبان .

و في ما يقرب الساعة الخامسة و داخل شقة واسعة أثاثها يدل علي الذوق الرفيع لصاحبها تخرج فتاة من احدي الغرف ذات جمال ملائكي و جسد رشيق تتجه صوب ذلك الشاب الجالس علي الاريكة و الذي يشاهد التلفاز بتركيز عالي
الفتاة(رتيل): اي يا حبيبي انت لسه ملبستش؟!
الشاب (محمد)بتأفف: وهو يعني لازم نروح الحفله دي!!
رتيل: ايوه يا محمد ، قوم جهز نفسك يلا .
محمد بإنزعاج :طيب .

من قاعة فخمة و صوت موسيقي هادئ و رائحة سيجار فخم يملأ المكان و أناس يبدو عليهم الثراء تدخل رتيل ممسكة بذراع محمد و تتجه نحو رجل يبدو عليه الوقار يرتدي حله سوداء و الذي يقابلها بابتسامة بها فخر و ثقه .
الرجل (جلال): أهلا بملكة الحفلة
رتيل : ازيك يا مستر جلال .
يسلم كلا من رتيل و محمد علي جلال و من ثم ينسحب كلا من جلال و رتيل ليتفرغوا لنقاش خاص
جلال : انا مش عارف منغيرك كنت هحقق النجاح ده ازاي .
رتيل: متقولش كده يا مستر انا معملتش حاجة
جلال : ازاي! ، لولا قضية الاغتصاب بتاعت ابنه و الفضيحة اللي في الإعلام اللي عملنهاله مكنتش أسهم شركاته نزلت ولا كنت قدرت اشتريها .
رتيل بابتسامة شامته: متحسسنيش ان احنا ظلهمناه
جلال بضحك: اكيد لا ، هو اللي مرضاش يبعلي نصيبه بالذوق فيستاهل بقي اللي يحصله .
رتيل بابتسامه شيطانية: اكيد يا مستر.

وبين اثنين آخرين ...
راسل بضيق:انا مش عارف ليه ابويا صمم يجبني ام الحفله دي
آسر : ما تهدي يا عم راسل ، ده شغل يا حبيبي افهم بقي .
راسل بغضب : انا مش عاوز اتنيل اشتغل .
ثم يبحث بيعنه في أرجاء المكان و يقول
راسل : ولا حتى في مزه حلوه في ام الحفله دي .
آسر بغيظ : متهمد بقي يالا
راسل: بص المزه الجامده اللي هناك دي ، انا هطير انا ، سلام .
لم ينتظر راسل رد آسر علي كلامه وانما سرعان ما اتجه صوب الفتاة

وبعد كثير من الضجيج تجلس رتيل علي أحد المقاعد و ترتشف بسهو قطرات من شرابها ،يقطع شبه استكانتها صوت أجش قائلا ...
راسل: الجميل قاعد لوحده ليه!
تنتفض رتيل من علي المقعد إثر هذا الصوت المفاجئ ثم تنظر له بوجه خالي من التعبيرات و شئ من البرود ،تذوب كلماته المغازله من علي شفاهه فور النظر إلي عينين زرقاوتين و بشرة بيضاء و شفاه بلون الكرز و جسد ممشوق القوام في فستان حريري باللون الاسود و يذيد هذا الجمال جمالا ذلك الحجاب البسيط الموضوع بحرفية علي رأسها .

يري محمد هذا المشهد من بعيد فيشتاط غضبا فسرعان ما يتدخل و يقول بنبرات منزعجة مخاطبا رتيل و بأعين موجهة صوب راسل
محمد : في حاجة يا حبيبتي ؟
رتيل : لا يا حبيبي مفيش حاجة .
محمد بنظرات تحذيرية لراسل و يقول مخاطبا رتيل : طيب يلا نمشي .
غادر كل من محمد و رتيل و مازال عين راسل عالقة بيها .

كان آسر يتابع هذه المعركة الصامته و فور مغادرة رتيل ذهب إلى راسل الذي مازال متمسمرا في مكانه يتابع لحظات خروج رتيل من القاعة
آسر : يابني مش هتبطل المرمطه دي بقي ، ده الراجل كان علي تكة ويقتلك.
لا يجيبه راسل
آسر : راسل
ينتبه راسل لخطاب آسر له قائلا : في اي!
ثم ينظر مره أخري إلى باب القاعه
راسل : انت تعرف البت دي ؟! ، هي متجوزه!
آسر : اي يابني الجهل اللي انت فيه ده ؟! ، هو في حد ميعرفش رتيل يوسف! ،دي الأس بتاع جلال عمران .

وفي منزل رتيل
محمد بغضب : الراجل ده كان عاوز منك اي!
رتيل : ما تهدي يا محمد مكنش عاوز حاجة.
محمد بضيق : انا أساسا مكنتش عاوز اروح مكان فيه جلال ده.
رتيل : عيب تتكلم عن عمك بالطريقة دي .
محمد بحنق : مش عيب ، انا أساسا مش بحبه لله في الله .
رتيل : اوك يا محمد سيبك من الموضوع ده وادخل غير هدومك علشان هحضر العشا .
محمد ذاهبا لغرفته : مش عاوز حاجة .

وبعد فترة تطرق رتيل غرفة محمد و تدخل
رتيل : يلا يا مودي علشان نتعشي
محمد بطفولية ممزوجة ببعض الغضب : مش هاكل .
رتيل بحزن مصطنع : يعني هتسيب اختك حبيبتك تاكل لوحدها .
محمد بضحك : اكيد لا يلا نقوم ناكل .

لعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن