الفصل الثاني

608 17 2
                                    

و بعد مرور شهرين و داخل مكتب رتيل يدق الباب لتدخل السكرتيره
السكرتيره : في واحد بره اسمه راسل بلال و بيقول عاوز يقابل حضرتك.
رتيل بإنزعاج : اوك خليه يدخل
يدخل راسل و يجلس علي احد المقاعد
رتيل : اقدر أساعدك في اي ؟
راسل بثقه : تتجوزيني
وقبل أن تجيب علي كلمته الأخيرة بادرها قائلا ...
راسل : علي ال TV ده شوية شكل في حاجة مهمه
انتبهت رتيل الي الشاشة المعلقه أمامها و قامت برفع مستوي الصوت
( لقد خرجت اليوم لجنة من وزارة الصحة الي مصنع رجل الأعمال الشهير جلال عمران و بعد فحص اللحمة المستخدمه في صناعة المنتجات من لحم مفروم و سجق و كفته وجد أنها غير صالحه للأكل ... بعضها ذبح بطريقة غير شرعية و البعض الآخر كانت مريضه و الأخري منتهيت الصلاحية )

وبعد انتهاء اذاعة الخبر قامت رتيل بتطفأة الجهاز
راسل : دي ضربة جامده لجلال ،اكيد خسر كتير و ممكن ينحبس كمان .
ثم يكمل قائلا : الفرح امتي بقي ؟
تصحوا رتيل من صدمتها قائلة : فرح مين و جواز اي ! امشي اطلع برا مكتبي، انا مستحيل اتجوزك .
راسل يغادر المكتب بابتسامة ثقه قائلا : هتتجوزيني

و بعد اسبوعين و داخل قاعة افراح ساحرة و صوت موسيقي عالية و شباب يتراقصن و أعين مليئة بحقد مسلطة علي العروسين و حور في فستان زفاف رقيق به لمعان طفيف و ابتسامه نصر متمكنه من الشاب الجالس بجوارها ثم تهدأ الأصوات و يقوم العروسان لتأدية رقصه بطيئة علي أغنية هادئة .

فاطمة : انا مش فاهمه انت ازاي تسمح لابنك يتجوز البنت دي ، لا و كمان هيسيب القاهرة و هيسكن في الفيلا اللي في اسكندرية و هياخد ام عزت معاه كمان .
بلال بغيظ : انا عارف انك كل اللي غايظك الشغالة بتاعتك ، صح !

بعد انتهاء حفل الزفاف و في الفيلا و في غرفة العروسين ...
راسل : خشي برجلك اليمين يا عروسه .
رتيل : انا هخش اغير لبسي و ياريت انت كمان تعمل كده.
راسل : تمام يا حلوه و عموما لو احتاجتي حاجة نادي بس .

تخرج رتيل من الحمام مرتدية بيجامة باللون الازرق بأكمام و بدون حجاب و بدون مكياج أيضا.
راسل بذهول : مكنتش اعرف ان في المواقف اللي زي دي بيلبسوا اللبس ده .
رتيل بسخرية : أيوه ما انت عندك خبره بالحاجات دي و الليالي اللي زي دي ، راسل اللي مفيش بنت في مصر الا و اتجوزها عرفي .
راسل يعرض عن كلامها ثم يقترب منها قائلا : طب اي هنفضل نتكلم كده كتير .
رتيل : و هو في حاجة هنعملها مع بعض غير الكلام .
راسل بعدم فهم : يعني اي !
رتيل بمكر : كان الاتفاق إننا نتجوز مقابل انك متقولش لعمي ان انا ليا يد في موضوع اللحوم الفاسدة و ان انا اللي بلغت عنه و ادينا اتجوزنا ملكش عندي حاجة بعد كده .
راسل بغضب : لا والله .
رتيل : هو ده اللي عندي و اعلي ما في خيلك اركبه .
راسل : أنا ممكن اروح اقول لجلال كل حاجة .
رتيل ببرود : هقوله ان انتي قولتلي اعمل كده و المقابل انك تتجوزني و ده كان تخطيط باباك و بكده باباك و جلال لبسوا في بعض .
تنظر رتيل الي راسل الذي أصابه الذهول ثم تكمل كلامها قائلة : مش رتيل يوسف اللي ينلعب معاها يا راسل و مش انا بردو اللي انغصب علي حاجة ،حط الكلام ده في دماغك .
يخرج راسل من الغرفة مصاب بغضب شديد و يهبط الي أسفل محطما كل شئ أمامه و بعد فترة يصعد مره أخري ليجد رتيل نائمة فيقوم بالاقتراب منها قائلا ...
راسل : مش انا اللي اعوز حاجة و مخدهاش .
تستيقظ رتيل فور اقتراب راسل منها
رتيل : ابعد عني احسنلك .
يمسك راسل يدها و يكبلها و يعيدها الي الفراش مرة أخري و بعد عدة ثواني تحرر يدها و تدفعه ليسقط علي الأرض و من ثم  تنهال عليه بالضرب بقبضات يدها في وجهه إلي أن أدمي فتتركه طريح الأرض و تذهب لتجلب المسدس الموضوع أسفل الوسادة و تصوبه تجاه رأسه .
رتيل : قبل ما تاخد اللي قدامك عدو ليك اعرف اي قدراته الأول ، انا بجيد كل الالعاب القتالية اللي ممكن تتخيلها فمش عيل تافه زيك هسيبه يغتصبني و اسكتله ، انا ممكن اضربك بالنار و اقول ان في حرامي كان جاي يسرق وانا ضربتك بداله بالغلط ، المسدس مترخص و محامية شاطرة زيي اظن مش هتنحبس يوم واحده .
ثم تقذف المسدس علي السرير و تقول : بس انا هديلك فرصة تانية و هسيبك تعيش ،اطلع بره بقي علشان محمد اما يجي ميلاقيش عنيا وارمين من قلة النوم و يشك في حاجة ، وياريت تحط تلج علي وشك الا يفكروا أن انا لا سمح الله ضربتك.

وفي الساعة الثالثة عصرا مساء اليوم التالي
محمد : انت كويسه يا حبيبتي ؟
رتيل: ايوه يا محمد انا تمام
محمد متعجبا : و اي الكدمات اللي في وشه دي ؟!
رتيل بسرعة : اصل واحنا جايين علي الفيلا امبارح في شوية حرامية كانوا عاوزين يثبتونا .
محمد بفزع : طب وانت حصلك حاجة؟
رتيل : انت شايف اي !
محمد بضحك : الصراحة انا شايف إن جوزك اخد العلقة التمام ، هو انت كنتي بتتفرجي ولا اي ؟
رتيل : ايوه مخلنيش اطلع من العربية.
محمد : ليه يا عم انت متعرفش ان اختي جامده في الكراتيه و الملاكمه كان زمنها انقذتك .
راسل يضع يده علي كدماته قائلا بتوجع : لا ما انا عرفت
فتنطلق ضحكه عفوية من رتيل
محمد : بتضحكي علي اي؟
رتيل : لا مفيش
محمد : طيب هروح انا و اسيبكم تجهزوا علشان تلحقوا تروحوا شرم .
رتيل : طب ما تستني شوية .
محمد : لا ،يلا سلام .

تظهر كتلة حمراء من بين خلفية قاتمة لتصب أشعتها الذهبية علي بحر أزرق تداعب أمواجه أطراف قدميها و نسمات بارده تطاير طرفا الحجاب.

يستيقظ راسل و ينظر إلي السرير فلم يجد رتيل فينهض من علي الاريكة و يقوم بالبحث عنها في الغرفة .
راسل لنفسه : دي راحت فين دي دلوقتي!  الساعة لسه خمسه ، هنزل اشوفها تحت .

و بعد مرور نصف ساعة
راسل بغضب : انت بتعملي اي هنا ! ، بقالي نص ساعة بدور عليكي ، يلا قدامي علي الاوضه .

في الغرفة
راسل بصوت عالي :انك تمشي من الاوضه منغير ما تقوليلي ده معتش يتكرر تاني فهمتي !
رتيل بغضب : متعليش صوتك عليا .
راسل بأعين حمراء : مش عاوز أمد ايدي عليكي اتلمي احسنلك و خشي نامي يلا .
تأخذ رتيل ملابس النوم و تقوم بارتدائها في المرحاض و بعد ذلك تذهب للفراش .

و في الساعة العاشرة صباحا تستيقظ رتيل و في طرقيها الي المرحاض تجد راسل جالسا في الشرفة
راسل : جهزي نفسك يلا علشان ننزل نفطر .
تدخل رتيل المرحاض و تتوضأ ثم تصلي و راسل يشاهدها في صمت
راسل لنفسه : شكلها حلو اوي وهي بتصلي ، زي الملاك .
و بعد تناول الطعام و علي كرسيين أمام البحر يجلس كل من راسل و رتيل .

وفي مكان آخر
محمد : الو
المتصل : ازيك يا مودي عامل اي؟
محمد بغيظ : بت مش قولتلك بطلي الكلمه دي .
الفتاة بضحك : ليه يا بطه ده انا بدلعك .
محمد بغضب : هتزعلي والله.
الفتاة : اتلم ياض بدل ما اتصل علي أختك اشكيك ليها .
محمد : لا ياختي خلاص هتلم .
الفتاة بجدية : طب قولي اختك عامله اي ؟
محمد : لسه فاصل معاها من شوية و بتقول إنها كويسه بس مش عارف يا هاجر انا حاسس انها مش بخير .
الفتاة (هاجر): هيكون في اي يعني ؟! مش هي قالتلك إنها تمام خلاص يبقي هي تمام.
ثم أكملت بضحك : وبعدين رتيل دي مينخافش عليها .
هاجر : هقفل انا دلوقتي و لو احتجت حاجة رن عليا .
هاجر بضحك : سلام يا بطه
محمد بغيظ : سلام ياختي .

وعوده الي الشاطئ
راسل : اما انت بقالك ساعة بتبصي للبحر و حباه اوي كده ما تقومي تنزلي .
رتيل بتلقائية : لا طبعا .
راسل بتعجب : ليه يعني !
لم تكمل رتيل كلمتها الأخيرة الا و وجدت راسل قد حملها و توجه بها الي المياه
رتيل بصراخ : راسل نزلني ... نزلني يا راسل .
لم يستجيب راسل لكلامها وانما انزلها بعد فترة من المشي في منطقة تصل المياه الي عنقها و لا يوجد أرض اسفلها فحاوطت يدها  بعنقه ثم قالت بخوف ...
رتيل : انا مش بعرف اعوم .
و بعد هذه الجمله ما راعي راسل الا و قد ضربت موجه عالية كل منها فغاصا في الأعماق.

لعنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن