|1|

987 28 34
                                    

أنظر إليه بإهتمام مبتسمة،أراه وهو يُحدق فى شاشة الحاسوب بتركيز كتركيزي عليه،لا يهتم لِنظراتي مهما طالت،يمكنه الأبتسام فى وجه الجميع عداي،والتكلم مع الجميع بإحترام،عداي أنا،زوجته،نعـم زوجته العقيمه،
كيف يمُكنني نسيان ذلك؟...حتى لو نسـيت،فما مُهمه مجتمعي الغالي إذاً؟التذكير بكل وجع هذا صحيح.

لاحظت تململه ولا زلت أبتسم وعيناي تضخ كماً من العـِتاب لا يفهمه،بل يفهمه،لكنه لا يرغب فى معرفة سببه،رفع رأسه يشرب من كوب الماء، يبدو بإنهِ ضجِر من نظراتي إليه ووضع الكوب مكانه ثم قأٓل بصوته المُستاء
"ألن تكُفِ؟"زادت أبتسامتي فى الإتساع وأنا أُشاهد عينيه البنيه تضيقان مع حاجبيه،فهززت رأسي نفياً،فنظر إلي للحظات قبل أن يرجع لشاشة حاسوبه.

رن هاتفه ولكنه كان مُنغمساً لدرجة،حتى إِنَّهُ لم يسمعه،فدنوت إلى مكتبه فانسدل شعري على شاشة حاسوبه ليرمش بعينيه قبل ان يقول بجفاء"أبتعدي يا سمـا!"أستويت بسرعه،ورمقته بخيبه.

رأيته ينهض من كرسيه ويخرج للشرفة فتابعته بعيناي بفضول،ثم سريعاً ماخرج من غرفة المكتب إلى غرفة النوم،فلحقت به اسأله "مالأمر؟".

"سأخد حماماً سريعاً،جهزي لي ملابسي"هذا ما قاله قبل أن يدلف إلى داخل الحمام،زفرت بضيق وأخرجت ملابسه.

أستنشق رائحتها كمراهقه عاشقه مخبوله!والحقيقه إني كذلك،فعمري لم يتجاوز الخامسه والعشرين حتى!وأنا عاشقة،ومخبوله بعشقه،مُنذ ما يُقارب الخمس سنـوات.

تُذهلني أبتسامته الصغيره،وعينيه اللتان تبدوان كسطح كوب قهوه،ورباه على شعره المُتناثر بحرية رجل شـرقي صعب المِراس،لكن هل يشفع كل هذا لِقوة صلب قلبه إتجاهي؛بالطبع يشفع،إِنَّهُ حبيبي،نعم وزوجي أيضاً،كان زواجي به تقليدياً،لكن قلبي سريعاً ما عَصِى عقلي،وأحبه.

ماهي إلا نصف ساعة وكان يرتدى ملابسه ويمشط شعره ،كنت أتظاهر بغض بصري وأنظر للسجاد أسفلي،ولكن ثواني وأعود لأُحدق بهِ.

"سـند؟"همست بخفوت وأنا اقترب منه،غمغم بينما يضع عطره " هل تضعني فى بيت لمى قليلاً؟"نظر لي من المرآة ثم قأٓل "لا"مالت شفتي بعبوس وأنا أتذكر أخر مره خرجت فيها من المنزل،لكنني سرعان ما أرجعت أبتسامتي  الخافته، وفى عيناي حُزن خفيف لا يظهر لشخص كاسند أبداً،من يعرف حُزني الخفيف على عيناي،هو شخص يُـحبني جّداً.

سمعت صوت إغلاق الباب لإتنهد ببؤس،أنتابني حزن عميق،تقول صديقتي لمى بإنهُ مُصاب بمرض النقص ولا شك فى ذلك ،لكني لا أُصدقها، فتذكرت فوراً عندما أخذ مني هاتفي بعد زواجنا وحطمه أمام عيني،كما حرمني من الخروج للمُجمعات التِجاريه،والأسواق أو حتى بيت أُمي،وهذا مالم أكن معتادة عليه،إِنَّهُ كرجل من التاريخ الحجري!المُتملك بجنون.

أحلام فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن