|6|

196 15 6
                                    

لم تتكلم معي لمى فى الصباح وحتى فى السياره لم تحاول خلق جو فكاهي كالمره السابقه ، لا أعلم مالشيء الذي عكر مزاجها هكذا، ولكنني أفضل أجتنابها فى هذا الوقت ، فلمى لا تغضب بسهوله وعندما تغضب فإن الجميع يحذرها.

مضى الوقت طويلاً مُملاً قضيته أنظر للشوارع وأنا منهمكه فى التفكير،ليس فى سند وحده بل و هُدَى ولمى وحتى نفسي ياللمُفارقه.

ركن محمد السياره لإنزل لمنزلي ودعتهم بكلمة "شكراً"بصوت منخفض وأبتسم محمد فى وجهي بإدب قبل أَن أدخل مفاتيح الباب وأدخل.

كان المنزل فوضوي وهادئ بشكل مرعب"سند؟"همست ثم كررتها لكن بصوت أعلى فوجدته مستلقي فوق أريكة غرفة المعيشه، وكآبة سوداء تحيط به .

"سند حبيبي مابك؟"هرعت نحوه ووضعت باطن يدي فوق جبهته أتلمس درجة حرارته لكنها كانت طبيعيه فتح عينيه ونظر لي بطرفة عينيه ، أبتسمت وأبتلعت ريقي" مابك حبيبي؟".

نزع يدي بعنف فنظرت له وخذلان واضح يطفو  على سطح عينّاي "أود مشاركة يومك ياسند الا تود مني ذلك؟".
"أهتمي بشؤونك وحسب!لقد فقدت وظيفتي هل هذا مناسب لك؟".

أحسست بشيء خاطئ فقلت بتردد"وهل كانت لك وظيفه ؟"التفت بسرعه و نظر لي بوحشيه ، ونهض من مكانه ببطء،وشعرت بالحرارة تحرقني وانا أُشاهده غاضباً والإحمرار يتضاعف داخل مقلتيه وبحركه مُفاجئة كان ممسكاً بيدّي يعصرها بين قبضتيه القويه ، وكان قد أَقترب بوجهه ليهمس بصوت كالفحيح
"يبدو بإنك نسيت حدودك،مدام سما".

أهتزت مقلتاي بخوف وتعالت نبضات قلبي،لم أشك فى سند يوماً،ولكن ردّة فعله هذه جعلتني أشك بإنه ليس هذا السبب الحقيقي..

"أنسيت بإنني زوجتك ياسند؟"قلت بصوت خافت ضائع،وعيناي تترجاه بتذلل.
فترك يدي ليدفعني بعيـداً، هو كان يبعدني دائماً،لكن ليس جسدياً،بل عاطفياً،دئماً ما كان يدفعني،فما المختلف الأن؟

المُختلف هو إحساسي،شعرت بالقذارة من نفسي ، وشعرت بكم أنني ضعيفه وهينه، أهون عليه دوماً،وهذا ما يقتلني،من السهل عليه أن يتلاعب بي كيف ما شاء .

أنزلقت على الحائط كما تنزلق دموعي على خداي،وعيناي تنظر له وقد مّلت ضخ العِتاب،فرأيته يتحرك دون أن أستطيع الكلام،وسمعت بعدها صوت أغلاق الباب بعنف،أسندت رأسي على قدماي،وبكيت طويلاً،شهقت بقوه،أخرجت مكنون صدري ، بكيت طويلاً،حتى أظلمت الدنيا،فتناسب ذلك عكسيًّا مع دموعي التي جفت تماماً.

ظللت أنظر مشدوهة للفراغ أمامي،لا أقوى على النهوض،فبقيت،وما الضرر؟مالذي علي فعله؟لا شيء،حياتي فارغه بائيسه ، حتى إن كلب جارنا مايكلي يملك حياة مُمتعه أفضل من الذي أملكها.

أحلام فتاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن