1

655 56 107
                                    


__

في يوم مشمسِِ لطيف خرجتِ الأمُّ وابنها اللطيف -بنظرها - إلى حديقة ألعاب قريبة تخص الحي ..

مونبين الصغير صاحب الملامح الحادة والمستقيمة يمسك بفُستان والدته ويحملق بنظرات غير مبالية ..

الأطفال يلعبون ويمرحون ويتطاردون ومونبين صاحب التزميتة الثابتة لم يبرح مكانه جنب أمه التي تثرثر بصخب مع نسوة الحي فوق رأسه

رفع رأسه ينظر لضحكاتهم وابتساماتِ عدد من الشفاه ، ترك ملابس والدته ومشى بخطوات وئيدة يبتعد، صور أسنانهم البيضاء مازال عالقًا بمخيلته ..

إرتطم برأسه كرةٌ ركلها أحد الأولاد والذي أتى من فوره مسرعًا ..

" أنا آسف ..هل تلعب معنا ؟ "
إعتذر ، ثم اقترح الفتى المرحُ يلتقط كُرته ..

" هل أنتَ أحمق ؟ "

تجمد المقصود مكانه ، كان على وشك قول شيئ فتردد بسبب نظراتِ مونبين الميتة ..

شعر الفتى المسكين من الهدوء الداكن و العجيب وكأن شيئًا سيقفزُ في وجهه بأي لحظة قادمة ..

" ما بالُك هل أكل القطُ لسانك؟ "

" جيهون ! إنه الفتى المتجمد ! إبتعد قبل أن يلمسك !! "

صرخ أحد الأولاد يشد قبضتيه ..

حقيقة جيمع الصغار هنا لا يمتلكون الجرأة الكافية لإنقاذ جارهم الجديد من الورطةِ التي هو بها حاليًا

تجاهل مونبين الفتى صاحب الكرة ومشى بجانبه يتجاوزه ، جيهون المتصلب مكانه كاد يقسم أن قشعريرةً مرت بجسده المرتعب ..

أكمل خطواته حتى جلس على مقعد خشبي بلا ظهر أصفر اللون ..

قعد يحملق بكفيه الظاهرة تحت إكمام سترته الطويلة بعض الشيئ

أجل ، هو يرتدي سترةََ في فصل الربيع .


هذا ما يحصل عادةً عندما تكون أمك مراعية..
للغاية .

تحرصُ على تغطية أطرافه الشاحبة ببناطيل وأكمام طويلة حتى لا تُأثر الشمس بلونها ، بل تختصرُ الأمور في الغالب ولا تدعه يخرج وقت النهار ..

بسبب عادات والدته المهووسة أصبح مونبين حساسًا وسريع المرض مما يجعله مُضطرًا البقاء بالبيت ونسيان حلم اللعب مع الأطفالِ في الساحة مقابل المبنى ، واكتفى بمراقبة اللعب من شُرفة منزلهم مرتديًا قبعة رياضية و يرفع مظلة بيضاء أعلى رأسه

أختُ الشوكُولاه !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن