-تجمد مكانه كأنه قطعه فنيه-
—————————————————————-
ذهبت للمنزل ودخلت وانا اركض إلى غرفتي،كان هناك الكثير لأحكيه للقمر،فتحت النافذه واطفأت الاضواء واشعلت الشموع وقمت بتشغيل الموسيقى الهادئه،قد تتسألون كيف اتحدث للقمر وانا بكماء؟انا اتحدث اليه بروحي الداخليه،انا واثقه انه يسمعنيدخلت امي الغرفه بهدوء،تحدثت إلي مطولاً وانا كنت ارد عليها بلغه الاشاره،قالت لي ان ابي بحاله سيئه،وانه قد يموت بأي لحظه،خفت لوهله لكن شعرت بالاطمئنان حين قالت انه الان بخير لانها اعطته
الدواءوعاد روتيني كما اخبرتكم،استيقظت في الصباح،نزلت لاكل واجد ابي جالس وحالته صعبه جداً،ناداني لاذهب وقال:ابنتي،انا اسف على كل مابدر مني،انا حقاً لم اكن اباً اللي تحلمين به،لقد كنت سيئ بحقك وحق امك،انا لم اكن اعلم انِ كنت اتصرف هكذا،لم اعي حتى اكتشفت اصابتي بالسرطان،ابنتي..لربما اموت قريباً،هل ستسامحيني؟
سقطت دمعه من عيني دون ان اشعر،اجبته بنعم بلغه الاشاره،وقلت ايضاً:ابي..انا اسفه لانِ لم اكن الفتاه المميزه لوالدها،انا كنت بغير وعي على كل ماكنت افعله،كنت اتجاهلكم،انا حمقاء(ببكاء){لغه الاشاره}
ليفرد ابي يديه واقوم بأحتضانه وانا ابكي ويرفع ابي رأسه وينظر لامي لخبرها بأن تاتي ايضاً،بقينا على هذا الحال 10 دقائق وقد كدت ان اتأخر.
قال ابي:ابنتي لقد تأخرتي،نهضت بسرعه،وافطرت وارتديت الحذاء وودعت عائلتي اللي اصبحت عائله حقيقيه،لاذهب وانا اركض للمدرسه،دخلت وانا الهث،ذهبت للفصل ولحسن الحظ لم اتأخر،جلست وبدأت افكر في كلام والدي،ليس حينما تأسف،بل حينما قال انه سيموت قريباً،عندما رن الجرس لم اخرج فأمي حضرت لي الفطور وبقيت افطر في الفصل.
دخل ذاك الفتى،سحبني من يدي برفق،وخرج خلف المدرسه حيث لا احد يرانا،نظرت اليه بخوف وتعجب،اقترب مني واختلطت انفاسنا،كان قلبه ينبض حب،اما انا كان ينبض خوف،اقترب كثيرا،قال:اسف وبدون ان اشعر قبلني قبله سطحيه قبل ان تتحول لقبله قويه.
بقينا هكذا لدقيقه وابتعد قليلاً وكنا نلهث بقوه وقال:ان..انا احبك
نظرت اليه بدون فهم..ثم استوعبت اخيراً ماقال،بقيت انظر لعينيه بصدمه،هو كان ينتظر اجابتي..لكن هززت رأسي نافيه حبي له،قلت:انا لااريد ان احبك،انا اخاف منك،انت وحش
لكنه لم يفهم بالطبع لانها لغه اشاره لايجيدها اي احد،لكنه قد استعد واخرج دفتر وطلب مني ان اكتب،كتبت:انا ايضاً،لم اكن بوعيي،نظر إلي بصدمه وقبلني مجدداً لكن اقوى..حسناً لااكذب عليكم لقد بادلته.
وابتعد بعد ان رن الجرس،ابتسم وقال لي وداعاً..اوه دعينا نذهب معاً للمنزل..اعدك لن اخيفك مجدداً انا نادم،هززت رأسي بحسناً وقلت في نفسي:حمداً لله انه لا يعرف لغه الاشاره،مهلاً..لما انا متناقضه؟؟ااييشششش حمقاء جميله
عند انتهى الدوام رأيته ينتظرني في الخارج..ذهبت اليه وبقي بسير ويتحدث ونضحك،عند وصولي للمنزل صدمت من منظر السيارات الكثيره،دخلت المنزل معه الفتى بأستغراب،رأيت ناس لااعرفهم لكن اظن بأنهم من اقاربي،استطعت تمييز خالتي من بينهم لكن لماذا كانت تبكي؟
تقدمت إلي وقالت:ابنتي..والداك قد تعرضا لحادث وتوفيا..كانوا ذاهبين للمستشفى،اسفه لهذا ياصغيرتي(ببكاء)
نظرت لها بصدمه،عند سماعي لهذا شعرت بأنِ لا استطيع ان اميز الناس من حولي،شعرت بأبتعادهم عن نظري،سقطت على ركبتي وانا مصدومه،لم ابكي وقتها،كنت في حاله صدمه،شعرت بيد الفتى تمسكني وترفعني،لكن لم اكن اريد الوقوف فحملني بين يديه،صعد بي للغرفه،كنت ابكي على كتفيه بحرقه،كنت اضغط على ملابسه بقوه واسحبها،كنت خائفه حقاً من ان يذهب الجميع وابقى وحدي،لماذا الان؟؟بعد ان اصبحنا عائله؟ليتنا لم نصبح عائله وبقيا على قيد الحياه،انا لااصدق مايحدث إلي،اتمنى ان يكون حلم
حاول انزالي على السرير لكنِ كنت متمسكه به،ليس ضعفاً،انما خوف من ان يتركني،ذهبت يدي إلى جيبه حيث يوجد الدفتر،كتبت:ارجوك لا تتركني
احتضنني بقوه وقال:لن افعل،انا هنا معك...للابد
شعرت براحه ونمت فوق كتفه دون ان اشعر..كنت كالطفله الباكيه،تحتضن والدها الذي عاد من العمل،اتمنى..
انتهى~
ضوء القمر🌙