أيها القارئ:
لقد وصلنا - في حديثنا هذا - إلى موضع حساس جداّ حساس تاريخياً ودينياً وعقائدياً، ولا أعلم ما يكون صدى هذه الجملات التي سأذكرها هنا؟
ولا أعلم ردود الفعل التي تنشأ من مطالعة هذه الكلمات؟
ولا أعرف نوعية الحكم الذي سيحكم به القارئ عليَّ؟
وما هي التهم التي سيوجّهها إليَّ؟
الطائفية؟ التفرقة؟ إثارة الفتن؟ المسّ بكرامة الصحابة؟ وغيرها من الكلمات التي سأحظى بها من حضرات المطالعين!!
ولعلك - أيها القارئ - لا ترضى بهذه الحقائق، وتظنها كذباً وافتراءً ثم تحكم عليَّ حكماً غيابياً بما جاد به لسانك وقلمك.
لا يهمني هذا بمقدور ما يهمني أن تعلم أنني لا أذكر لك - هنا شيئاً من المصادر الشيعية، ولا من كتب الإمامية وإنما أذكر لك بعض القضايا من مصادر سُنية بحتة محضة فقط، معتبرة عند أهل السنة والجماعة.
فإن كانت هذه الأخبار صحيحة وصادقة فنعم المطلوب.
وإن كانت سقيمة أي غير صحيحة فليست المسؤولية عليَّ.
وإنما المسؤولية على تلك المصادر.
وبعبارة أخرى: ليس الذنب ذنبي، بل الذنب ذنب التاريخ الذي ذكر هذه الوقائع ولولا ثبوتها عند علماء السنة القدامى لما ذكروها في صحاحهم المعتبرة عندهم، المعتمدة لديهم.
أيها القارئ:
أعود لأقول كلمتي الأخيرة، ثم أدخل في صميم الموضوع:
أقول: إنني أذكر لك المصادر والمدارك التاريخية، فالأفضل أن تراجعها كي تتأكد من صحة القول والنقل.
وبعد مطالعة هذا الفصل لك الحرية في اختيار موقفك تجاه هذه الأحداث وتبقى أنت وضميرك الحي، ووجدانك وهو الذي تجده في قرارة نفسك، وديانتك التي أنت معتنقها، وإيمانك بالله الذي أنت لاقيه، والحق الذي هو فوق العاطفة والميول والتقاليد.
وكم يؤسفني أني لا أملك حرية القلم والبيان لأسجل على هذه الصفحات الأحداث المؤلمة، والظروف العصبية، والعواصف الزعازع، والساعات الحرجة التي مرت بآل الرسول وعترته الطيبة في أقل من أسبوع من بعد وفاة الرسول.
نعم، الحرية ممنوحة لكل أحد ولكل فئة إلا لآل رسول الله، وحرية الصحافة المتعارفة في زماننا، وحرية الدفاع المسموح بها في جميع المحاكم في العالم، وحرية الرأي والفكر المعترف بها في الدول، هذه الحريات بكافة أنواعها موجودة، ولكن التحدث عن مصائب آل الرسول وتسجيل آلامهم ومآسيهم يعتبر ذنباً لا يغفر..
أنت تقرأ
فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد
Historical Fictionالإهداء إلى سَيّدنا ومَولانا بقيّة العتْرَة الطَاهِرة الإِمَام المهدي المنْتظر (عليه السلام). إليْه أهدي هذه الصفحات المشرقة المتلألئة بحياة جدّته الصدّيقة الطّاهرة، ملكة الإسلام فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها). وأنا واثق أن هذهِ الخِدْمَة الضئيلة...