وهي في قوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى ومَن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور) (سورة الشورى؛ الآية: 23).
والآية كما تراها خطاب من الله العظيم إلى نبيه الكريم (قل) يا محمد لأمتك: (لا أسألكم عليه) على أداء الرسالة (أجراً) شيئاً من الأجر (إلاَّ المودة في القربى) أي إلاَّ أن تودّوا قرابتي، وقد اتفقت كلمات أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وكلمات أتباعهم أن المقصود من القربى هم أقرباء النبي، وهناك أحاديث متواترة مشهورة في كتب الشيعة والسُنة حول تعيين القربى بأفرادهم وأسمائهم، ومن جملة الأحاديث التي ذكرها علماءُ السنة في صحاحهم وتفاسيرهم هذا الحديث:
لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال (صلى الله عليه وآله): علي وفاطمة وابناهما.. الخ.
ذكر هذا الحديث طائفة من علمائهم، منهم:
1 - ابن الحجر في الصواعق المحرقة له.
2 - الثعلبي في تفسيره.
3 - السيوطي في الدر المنثور.
4 - أبو نعيم في حلية الأولياء.
5 - الحمويني الشافعي في فرائده.
وحديث آخر رواه الطبري وابن حجر أيضاً: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن الله جعل أجري عليكم المودة في أهل بيتي، وإني سائلكم غداً عنهم.
هؤلاء بعض الرواة الذين ذكروا ونقلوا هذا الحديث بصورة إجمالية.
وإليك بعض الأحاديث التي تصرّح باحتجاج أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بهذه الآية على أن المقصود من القربى هم:
في الصواعق المحرقة لابن حجر: عن علي (عليه السلام): فينا في آل حم، لا يحفظ مودّتنا إلاَّ كل مؤمن ثم قرأ: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً إن الله غفور شكور).
وفي الصواعق أيضاً: عن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه خطب خطبة قال فيها: وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عز وجل مودتهم وموالاتهم، فقال فيما أنزل على محمد (صلى الله عليه وآله): (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً) واقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.. الخ.
وفي الصواعق أيضاً عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) أتاه رجل من أهل الشام، وهو (عليه السلام) أسير، وقد أقيم على باب الجامع الأموي بدمشق فقال له الشامي: الحمد لله الذي قتلكم.. الخ. فقال له: أما قرأت (قل لا أسـألكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى).
أنت تقرأ
فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد
أدب تاريخيالإهداء إلى سَيّدنا ومَولانا بقيّة العتْرَة الطَاهِرة الإِمَام المهدي المنْتظر (عليه السلام). إليْه أهدي هذه الصفحات المشرقة المتلألئة بحياة جدّته الصدّيقة الطّاهرة، ملكة الإسلام فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها). وأنا واثق أن هذهِ الخِدْمَة الضئيلة...