2

31 6 6
                                    

كبرت أوليفيا ومع كل يوم كبر خوفها منه؛

ذلك القابع في حديقة منزلهم.

لقد توقفت حتي عن الوقوف أمام نافذتها كون كوخه يقبع فالحديقة الخلفية التي تطل عليها نافذتها.

لقائها به كان في تلك الليلة منذ عشر سنوات بالضبط ؛
كان لقائهم الاول والوحيد.

ومنذ ذلك الوقت وهي تخشاه،

لا تعلم لما ولكن عيناه تخيفها،

حادة للغاية وجامدة لا حياة فيها.
هي مازالت تذكر ذلك.

ولكن هي اليوم شعرت برغبة وشوق كبير لاستنشاق بعض الهواء الرطب المُحمل بذكريات النهر البعيد.

وهي فقط توجهت نحو النافذة بخطي مهتزة ولكنها فعلت علي أي حال.

فتحت النافذة لتسرع نسمات الهواء بملاطفة وجنتيها لتغلق جفونها علي الفور مستمتعة بالإحساس المحيط.

وشعرها الناري كذلك نال نصيبه من عبث الرياح اللطيفة به،

لتتسرع خصلة ما وتسقط فوق عينيها المغلقة مسببة بذلك إعادة الفتاة لعالم الواقع لتفتح جفنيها ببطء وبابتسامة لطيفة أعادت خصلتها المتمردة لمكانها،

ولكن....

هنا حين غمرها الإدراك.

هو ليس موجود هناك!!!!!

لا يجلس أمام الكوخ كما أخبرتها أماندا أنه يفعل طوال الوقت!!!! 

وكل ما دار في ذهن ذات السابعة عشر ربيعًا هو أن تعود لممارسة طقوسها المميزة في الجلوس علي حافة النافذة وقراءة أحد كُتبها.

وهي بالتأكيد لم تدرك وجود زوج من العيون المتلصصة نحوها!!!!

.

.

.

أوليفيا لم تدرك أنها قضت الكثير من الوقت جالسة هناك تقرأ إلا حين سمعت صوت ضحكات والدها الرنانة بالأسفل ويبدو أنه هناك برفقة أحد ضيوفه.

ولهذا هي أسرعت للداخل!!!

فهي عليها الاختباء...

لا يجب عليها أن تُري،

فهي وصمة عار.

.

.

.
 

ناسك الحديقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن