4

48 12 7
                                    

منذ زمن طويل وهي لم تقف أمام نافذة غرفتها للقراءة،

ولكن الآن يبدو أنها سوف تعود للجلوس هنا مطولًا لتعود للنظر نحو النهر البعيد والسماء العالية.

وربما الكوخ العجيب.

هي لم تعد تخشي تلك العيون الحادة بل بالأحرى هي تشعر بالغضب نحوها.

تلك العيون الفارغة التي نظرت نحوها بهدوء تام بينما كانت تنتهك كبريائها وكرامتها.

كانت علي وشك الدخول في دوامة أخري من التدقيق بأحداث الساعات الماضية ولكن بعض الطرقات الحادة علي الباب استرعت انتباهها لتلتفت نحوه بهدوء،

حسنا ؛هي بالطبع تفاجئت حين وجدت السيدة  ليفيكون تحمل صينية طعام الإفطار حتى غرفتها!

ولكن دهشتها وضعت عند حدها حين لمحت السيدة الشقراء التي تتبعها بكامل هيبتها وأناقتها،

"شكرا لكِ ،سيدة ليفيكون ،يمكنك الذهاب الآن."
همست بلطف ما أن وضعت الأخري صينية الطعام جانبًا

"أمرك ،سيدتي"
لتنحني المرأة رمادية الخصل بهدوء قبل أن تبدأ بالاتجاه نحو الخارج،

ولسبب ما التقطت عيون المراهقة الصهباء نظرة الاشمئزاز التي منحتها لها مدبرة المنزل  فقط قبل أن تغلق الباب!

صمت حاد خيم علي الغرفة الضيقة،

كلتاهما لا تزالن  واقفات في مكانهن لم يتحركن أنشًا.

هناك أحاديث كثيرة معلقة فالهواء ولكن كلتاهما تمنعن عن نبس كلمة واحدة أحداهن بهدف الكبرياء والأخري بهدف الغضب.

"تعالي لتناول إفطارك،لقد طلبت منهم تجهيز فطور مغذي فقد سمعت أنكِ لم تأكلي منذ ما يقارب الثلاث ليال"
نطقت السيدة الأنيقة بهدوء قبل أن تجلس بجوار الطاولة الصغيرة بأناقة وهيبة طاغية.

أوليفيا الصغيرة وقفت هناك ممزقة بين الصراخ بها والبكاء بحرقة وغضب أو الركض نحوها والبكاء كطفلة صغيرة بين ذراعي والدتها ولكن بالنهاية هي فقط ارتدت قناع حاد ثابت الملامح و خطت بهدوء حتي أصبحت تجلس مقابل تلك المرأة 'والدتها'!

وهي فكرت هل تستحق حتي أن تدعوها بذلك؟
بل هل امتلك هي الفرصة يومًا حتى لتدعوها بذلك؟!

       
كانت تجلس منخفضة الرأس بينما كفيها الصغيرين اختفوا بين طيات ثوبها في حضنها،

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 05, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ناسك الحديقةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن