المطر مازال ينهمر بغزارة.
ومشاعر المراهقة المنهكة لم تشفق عليها بعد،
السماء كانت مظلمة وبشدة كون الوقت حاليا هي تلك الفترة التي تسبق الفجر،
دائمًا ما كانت تلك المهلة من الزمن أحلك فترات الليل، وكأنها رسالة مبطنة تخبرنا أنه مهما أشتد الظلام،وكلما ضاقت الحلقات فهذا يعني أن الفجر قريب.
'ذلك الكتاب يحمل ذكرياتي،يحمل ذكريات كل مرة جديدة قرأته،يحمل أحلام يقظتي،ومازال يحمل أشياء جديدة لم أدركها من بين أسطره بعد ولهذا علي استعادته'
تلك كانت الفكرة التي استولت علي أوليفيا لتجعلها تتسلل نحو الأسفل بهدوء، نحو الحديقة الخلفية!.
.
.
أقدام رقيقة حافية لم تحن عليها عثرات الطريق ليتم خدشها بعدة مواقع ولكن المطر المنهمر سمح لتلك الدماء المتسربة بأن تُمتص نحو التربة،فستان أبيض رقيق لا يحمي جسدها الناعم من شر المطر المنهمر،
عيون دامعة بحزن وغضب وتمرد.
هي بحثت وبحثت ولكن لا آثر لكتابها العزيز.
رفعت وجهها نحو السماء المظلمة تاركةً دموعها تلتقي بقطرات المطر لتصرخ بغضب وحزن عميقين؛
صادف صراخها الجريح، الرعد فالسماء ،
وكأن السماء تزئر معها غاضبة لحالها.انهارت أرضًا بإرهاق؛
'ماذا توقعت ؟!'
فكرت الصغيرة المرهقة،
'أن يسمع أحدهم صراخي ويأتي لاحتضان غضبي مثلا!
يا لي من ساذجة بالنسبة للعالم أنا غير موجودة حتى.'
مسحت علي عيونها الدامعة بخشونة وهي تتنهد علي حالها المخزي.
تفاجئت قليلًا بل ربما فزعت حين عثرت علي زوج من العيون التي تنظر نحوها بهدوء ،ولكن رغم ذلك حافظت علي ملامح ثابتة.
طال تواصل الأعين ذلك لمدة غير معلومة لكلاهما،
عيونه كانت حادة وغير مقرؤة ،
عيونها كانت ثابتة ولكن في عمقها تصرخ بالحزن والألم.
بعض البرق ضرب بطن السماء ليجذب نظر الصغيرة نحوه التي ما أن أعادت عينيها نحو الأرض وجدت الآخر اختفي!
كأنه شبح ما ،
ولكن باب الكوخ المفتوح كان دعوة واضحة وصريحة.
أنت تقرأ
ناسك الحديقة
Historical Fiction"أنظري نحوي،أنظري إليّ و أن لم تريدي فقط افتحي عينيكِ ودعيهم يسبحون في فضاء الضوء و الألوان " ناسك الحديقة. 🏁تلك الرواية هي عمل مشترك بينيّ وبين الصديقة الكاتبة @ TheAce⚘