الفصل الثاني عشر

5.1K 144 2
                                    

- هل رحل؟ فمسحت نيرن العرق عن جبينها بعد أن سمعت صوت كيلتي الذي كان واقفاً بباب المطبخ ، ثم استدارت تنظر إليه والتوى قلبها ألماً وهي ترى النظرة التي بدت في عينيه وقالت بهدوء : نعم لقد رحل . 

فازدرد ريقه بصعوبة ثم أشاح بوجهه ومضى ينظر من النافذة ثم قال : كنت آمل أن .... واختنق صوته بالانفعال فلم يستطع متابعة الكلام .

فقالت وهي تتقدم لتقف بجانبه : نعم ... نعم وأنا أيضاً كنت آمل ذلك . 

فقال : انكِ ... معجبة به أليس كذلك؟ 

فأجابت : وأكثر من ذلك يا كيلتي أكثر من ذلك بكثير وقد أردت منه أن يبقى من أجلي أنا أيضاً ولكن هازيل سببت له الكثير من الأذى فلا تكرهه أنت . 

فأدار رأسه إليها . وكانت وجنتاه مبللتين بالدموع ، وهو يقول : إنني لا أكرهه يا نيرن أما ما لا أستطيع أن أفهمه فهو كيف أمكن لأمي أن تؤذيه بهذا الشكل؟ فهذا ليس من طبيعتها . 

فهمست : كلا ، ليست هذه طبيعة هازيل ولكننا لن نعرف قط ماذا كان يجول في ذهنها .. أو في قلبها ... في ذلك الوقت . 

ووقفا معاً لحظة طويلة صامتين ، وقد ربط بينهما الأسى وأخيراً تنهدت نيرن واستدارت لتبتعد عندما وقعت نظراتها على مغلف مقفل موضوع على عتبة النافذة فتقدمت تتناوله وهي تقول : آه لقد كدت أنسى إنها رسالة تركها لك ستروم ... 

فتناولها وقد بدا الاضطراب على ملامحه وهو يسألها : رسالة لي؟ وماذا في داخلها؟ 

فقالت : لا أدري ... لماذا لا تذهب إلى غرفة الجلوس وتفتحها وسأبقى هنا اغسل الأرض وإذا أردت مني شيئاً فاصرخ لي . 

كان كل ما تعرفه أنه لم يكن بداخل المغلف نقود لأن ستروم كان أخبرها أنه فتح في البنك في غلينكريغ حساب توفير باسم كيلتي وأن على كيلتي أن يذهب إلى هناك بأقرب وقت ليوقع على الأوراق اللازمة كما أنه أعطى نيرن عنوانه في لندن وأخبرها ان عليها ان تبدأ الإجراءات اللازمة لحضانة كيلتي ، وسيقدم إليها ما تطلبه من عون ولم تشأ أن تتذكر النظرة التي كانت في عينيه ، باردة نائية مقفلة وكأنه كان يبعد عنه ، ليس هي فقط وإنما الحياة نفسها ولم تستطع الاحتمال .

نيرن! واستدارت بعنف وهي تسمع نداء كيلتي الخشن وقد اختنق صوته بالدموع ونظرت إليه بارتباك وهو يندفع خارجاً ملوحاً بالرسالة في يده .

وتساءلت نيرن عما إذا كان قد جن فقد كانت دموعه تنهمر على وجنتيه ... ولكن عينيه كانتا متألقتين بالفرح ، وهو يهتف : إنها هنا في هذه الرسالة . 

ووضع ذراعيه حولها ثم حملها وأخذ يدور بها بقوة أدهشتها ثم وضعها وهو يقول : إنها هنا ، آه يا نيرن .... 
وخنقته الدموع وهو يناولها الرسالة . وتناولتها منه وأخذت تحدق فيها . كانت رسالة معنونة إلى ستروم .رسالة من هازيل . وهتفت غير مصدقة : آه يا كيلتي . هل هذه.... ؟ 

دعني أحبك عبير   للكاتبة: غريس غرين   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن