وضعت نيرن حملها على جانب من الطريق وهي تقول : فلنقف هنا لحظة نأخذ فيها أنفاسنا .
ووضع ستروم حمله بدوره ، ثم أجال بصره في ما حوله وهو يقول : ما أجملها من بلاد .
فأجابت : نعم ، إن اسكتلندا هي من أجمل بلاد العالم .
فنظر إليها قائلاً : يبدو انك متأكدة من ذلك .
وكان في لهجته شيء من التهكم وهو يقول : لقد سبق ورأيتِ شيئاً من العالم أليس كذلك؟ إذ لا بد أن قراركِ هذا مبني على أساس متين .
فأجابت : كلا لم أسافر كثيراً لقد ذهبت من قبل سائحة في الباص إلى القارة الأوروبية مع والديّ وذلك منذ سنوات وهذا كل شيء .
فقال بدهشة : أهذا كل شيء؟ ألا تحبين الأسفار؟
فهزت كتفيها . إن بإمكانها أن تخبره بالحقيقة ولكن ذلك كان يبدو وكأنها تخون ذكرى روري .. فقد كانت تحب الأسفار وكانت تحلم دوماً بسفر معه إلى المناطق الاستوائية حيث الشمس الدافئة وحيث النخيل والطيور الغريبة وأنواع الزهور التي لم ترها من قبل .... ولكن روري كان يقول انه لا يشعر بالراحة في مثل تلك الأماكن ... وكان يضيف مازحاً إن في اسكتلندا كثيراً من الأماكن لم يرها بعد ويريد أن يراها قبل أن يموت . وهكذا زارا الكثير من الأماكن معاً وان لم يكن كلها قبل أن يموت .
وعاد ستروم يسألها : أظنك سافرت كثيراً؟
فأجابت : نعم سافرت ولكن ليس كثيراً .
وبوقوفهما هذا شعرت نيرن بمبلغ برودة الهواء ، لقد مضت عليهما أكثر من ساعة وهما يسيران متسلقين دون توقف ورأت وهي تتطلع حولها انهما سيصلان إلى مواقع الثلج بعد ثلث ساعة أو نحو ذلك وحتى الآن لم يبد أثر لكيلتي ولكنهما سرعان ما سيكون بإمكانهما أن يشاهدا آثار قدميه على الثلج حين وصولهما .. هذا إذا كان قد سبق وسلك هذا الطريق ولكن كان عليه أن يسلك هذا الطريق ولا بد أن يعثرا عليه في أول كوخ يصلان إليه بعد حوالي نصف ساعة .
ولم تشأ التفكير في شيء تكرهه .. وحولت أفكارها إلى ناحية أخرى فقالت : عندما قلت منذ لحظة أن المناظر كانت رائعة كان في صوتك شيء ما .... آه ربما كنت أتخيل ذلك ولكنه بدا لي وكأن لديك علاقة ما بهذه البلاد لقد كنت أخبرتني انك مولود في مانشستر ولكن اسمك هذا ( ستروم غالبريث ) هو إسكتلندي ولا بد انك إسكتلندي جزئياً على الأقل .
فأجاب : إنني لست إسكتلندي جزئياً وإنما مئة بالمئة ورغم إنني مولود في انكلترا ، فان أبي وأمي إسكتلنديان ووالد أمي يدعى ستروم كما اعتقد.
فحملقت نيرن به وهي تقول : كما تعتقد؟ ألا تعلم حقيقة؟
فأجاب : لقد هجرت أمي أبي منذ ولادتي ، تاركة إياي معه وهو لم يتحدث عنها قط وقد تعلمت أن لا ألفظ اسمها أمامه وقد توفي عندما كنت في العشرين من عمري ولكن منذ وعيت على الحياة غرس في نفسي عقيدته في أن النساء لا أمان لهن .
أنت تقرأ
دعني أحبك عبير للكاتبة: غريس غرين
Romanceعندما اقبل ستروم غالبريث الى منزل نيرن ، لم يغيب عن وجه نيرن الهالة الحزينة التي تحيط به . ولكن بما انها ارملة تقوم برعاية مجموعة من الفتية المرهقين ذوي المشكلات ، لم تجد الوقت الكافي للتعامل مع ذلك الرجل الاسمر الجذاب وسخريته الغاضبة من جنس النساء...