كانت الليلة مظلمة عندما أوقف ستروم غالبريث سيارته المرسيدس ثم تخطى مع نيرن السيارات المتوقفة هناك . وفي الردهة ، ساعدها على خلع معطفها وعيناه لا تخفيان نظرة الاستحسان التي شمل بها قميصها الحريري الذهبي اللون و تنورتها الواسعة .
وتمتم وهو ينظر إلى شعرها : يا للجمال الرائع . وشعرت بوجهها يتوهج.
قال لها : انكِ تبدين وكأنك بفتنتك وعذوبتك خارجة من إحدى لوحات الرسام رامبراندت الرائعة .
وتورد وجهها لإطرائه ذاك إلى حد لم يحلم رامبراندت بمثله . وقالت تخفي ارتباكها : إنكم يا أبناء المدن تحسنون الكلام .
وسمعته يضحك وهو يناول المستخدم معطفها ثم يقودها إلى الصالة وهو يقول : لم لا تتقبلين الإطراء بسهولة؟
فقالت : لا أدري . ربما لأن أمهاتنا علمتنا أثناء طفولتنا أن لا نكون مغرورات.
فسألها : وهل كن يعلمن الأطفال الذكور أن لا يكونوا مغرورين هم أيضاً؟
فأجابت : لا ادري لأنه لم يكن لدي اخوة ذكور . لا بد انك تعرف هذا بنفسك هل كانت أمك تعلمك في طفولتك عدم الغرور؟ أم انك لم تكن طفلاً قط؟
وكان الآن قد وصلا إلى مدخل غرفة الطعام فوقفا عند العتبة ورفعت هي بصرها إليه بهذا السؤال ولدهشتها رأت مسحة من الألم تكسو ملامحه لحظة ، سرعان ما تلاشت لتحل محلها ابتسامة وهو يقول : ربما معك حق . ربما ما كنت أنا طفلاً قط
فقالت : ربما أنت تتقبل الإطراء بسهولة .
فسألها : "لماذا لا تجربينني؟
فأجابت تسأله : أجربك؟
فقال : نعم وجهي ألي إطراء يا سيدة كامبل وانظري ردة الفعل عندي لذلك .
فقالت : آه .. لا أظن .
فقاطعها رافعاً حاجبه بسخرية : لا تظنين أن في شخصي ما يعجبك؟ لا أظنني من البشاعة بحيث ......
فقاطعته : بشاعة؟ آه انك غير بشع .... وسكتت وهي تفكر يا لصراحتي .. إن هذا قد أوقعني حقاً .
قال : آسف فالإطراء الذي يوجه بشكل نفي لا يعتد به قولي ذلك بأسلوب آخر.
فأخذت تفكر بمقدار حماقتها وهي ترى نفسها قد انخرطت برغمها في هذه اللعبة .. كيف تقول شيئاً لا يدخل في الخصوصيات؟ هل تقول له أن لك عينين جميلتين؟ نعم هذا حسن لأن عينيه هما جميلتان حقاً .
وتنحنحت وهي تقول : إن عينيك عندما تنظران ألي .... أشعر وكأنهما ينومانني مغناطيسياً .......
وسكتت ذاهلة ..... وهتف بها وعيناه تلمعان : هذا عظيم انه أعظم إطراء تلقيته منذ سنوات إنني سأستغل طبعاً هذه المعلومات عندما تحين اللحظة المناسبة شكراً يا سيدة كامبل ...
أنت تقرأ
دعني أحبك عبير للكاتبة: غريس غرين
Romanceعندما اقبل ستروم غالبريث الى منزل نيرن ، لم يغيب عن وجه نيرن الهالة الحزينة التي تحيط به . ولكن بما انها ارملة تقوم برعاية مجموعة من الفتية المرهقين ذوي المشكلات ، لم تجد الوقت الكافي للتعامل مع ذلك الرجل الاسمر الجذاب وسخريته الغاضبة من جنس النساء...